الداعون لمقاطعة الرئاسيات فاشلون والرئيس أثبت قدراته الكبيرة كقائد انتقد الأمين العام للأرندي، الأحزاب التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وقال بأنها تبحث من خلال دعوتها إلى تبرير أي فشل مسبق، محذرا من التصعيد في لهجة الخطاب السياسي، في الفترة الأخيرة، وتغذية الإشاعات التي تزيد من غموض الوضع وتدخل الشك في نفوس الجزائريين، مؤكدا بان رسالة الرئيس بوتفليقة بمناسبة يوم الشهيد، وضعت النقاط على الحروف ونزلت بردًا وسلامًا على قلوب الجزائريين كافة، واثبت من خلالها عن قدراته الكبيرة كقائد يعرف كيف يتدخل ومتى يتدخل وماذا يقول. جدد الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي، عبد القادر بن صالح، مساندة حزبه لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة، وقال أمس في كلمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى 17 لتأسيس الحزب، «أملنا يبقى كبيرًا في أن يكون فارسَ الرّهان الذي لا يُختزلُ في نداءات الأحزاب أو المنظمات والجمعيات (والتي تتزايد كل يوم) بل لأنّه يُعد فارس رهان الشعب الجزائري قاطبة كونه لم يعرف شيئا في مسيرته سوى خدمة شعبه ووطنه». وأكد بن صالح بان حزبه سيخوض الحملة الانتخابية لصالح الرئيس بوتفليقة، مضيفا بان حزبه سيعمل بنجاعة وبقوة للدفاع عن المرشح عبد العزيز بوتفليقة «لتحقيق النتيجة الإيجابية لصالحه»، موضحا بان الأرندي، سيخوض الحملة الانتخابية بكل الجدية التي يقتضيها الموقف، وسيقوم بذلك مع احترام المنافسين الآخرين أين كان برنامجهم وأين كانت مشاربهم الفكرية وما دام خطبهم وبرنامجهم يحترم مضمون الدستور ولا يمس باستقرار الدولة ووحدتها الوطنية. كما شدد بن صالح، بان حزبه سيسعى من أجل إنجاح هذا الحدث الوطنيّ الكبير، من خلال السعي للارتقاء بالنقاش إلى المستوى الذي يتماشى مع المناسبة، ومن أجل تحفيز المواطنات والمواطنين على الذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم 17 أفريل القادم، خاصة وأن هذه الانتخابات ستعزز تأكيدًا الشرعية وتعمق الممارسة الديمقراطية في البلاد. وفي سياق متصل، انتقد بن صالح الأحزاب التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات، وتساءل عن أسباب ودوافع دعاة مقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة، والترويج للعزوف والمقاطعة. مشيرا بان الدعوة للعزوف معروفة أسبابها وهي ليست تلك التي يسعى أصحابها إلى تسويقها، موضحا بان دعاة المقاطعة يعرفون أن حظوظهم في الفوز ضعيفة جدًا وأن برامجهم السياسية لم تعد تقنع الشعب بجديتها لهذا يسعون إلى تبرير فشلهم المسبق بالدعوة للعزوف والمقاطعة، وبذلك القول لاحقًا بأن كل من لم يشارك في الانتخاب كان بفعل تجاوبه مع دعوة المقاطعة، وقال بان هذه القراءات لن تقنع الشعب الذي يعرف أين هي مصلحته. كما انتقد بن صالح بعض السياسيين الذين يطالبون بتطبيق الدستور من اجل حرمان آخرين من ممارسة حقوقهم، في إشارة إلى مطالب البعض بمنع الرئيس بوتفليقة من الترشح لأسباب واهية. وحذر بن صالح من جانب أخر، من التصعيد في الخطاب السياسي، حتى قبل انطلاق الحملة الانتخابية، وقال بان هذا التصعيد بدأ يجد صداه حتى في الساحة الإعلامية والذي يتمثل في التعليق المهني حينًا وبالكلام التصعيدي غير المفيد في بعض الأحيان، وزاد من تعقيد الوضع بروز الإشاعة الأمر الذي عمم، حسبه، ظاهرة الغموض والضبابية في الفهم والرؤى لدى المواطن، غموض ساهمت في ترسيخه كتابات من الداخل والخارج وتسببت في انتشار ظاهرة القلق لدى المواطن. وابدي الأمين العام للأرندي، رفضه الخوص في هذا السجال، وقال بان التجمع ينأى بنفسه عن النقاشات العقيمة أو الخوض فيما لا طائل من ورائه. مشيرا بان المرحلة تقتضي الالتزام بالرصانة في الخطاب وفي التصرف. وقال بان المطلوب في هذه المرحلة، هو أن يعمل كافة الفاعلون السياسيون الذين ينشطون في الساحة على توفير الأجواء التي من شأنها أن تضمن مرور الحملة الانتخابية في أجواء هادئة من شأنها تجنيب البلاد الوقوع في الانزلاقات التي قد يتولد عنها شحن الأجواء وتلويث المناخ. وعاد بن صالح للحديث عن الرسالة التي وجهها الرئيس بمناسبة يوم الشهيد، والتي وضعت النقاط على الحروف ونزلت بردًا وسلامًا على قلوب الجزائريين كافة، وأضاف بأنه من خلال رسالته الموجهة إلى الشعب، أثبت السيد رئيس الجمهورية عن قدراته الكبيرة كقائد يعرف كيف يتدخل ومتى يتدخل وماذا يقول، مشيرا بان الرئيس وضع الفاعلين السياسيين العاملين في الساحة السياسية الوطنية أمام مسؤولياتهم، وبَيَّنَ للجميع المخاطر التي تتهدد البلاد من استمرار مثل هذه الأوضاع، ودعاهم بنفس الوقت إلى تحمّل التبعات التي قد تنجم عن استفحال الوضع. ونداء قوي وصادق موجه لكافة الجزائريين لكي يغلبوا المصلحة العليا قبل أي مصلحة أخرى.