جدّد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح، أمس، استعداد حزبه لخوض الحملة الانتخابية لصالح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مستغربا في المقابل الدعوات القائلة بقطع الطريق أمام ترشحه والتي لا تخضع حسبه لأي منطق أو قانون، كما لم يفوت بن صالح المناسبة دون مهاجمة دعاة المقاطعة للاستحقاق الرئاسي واعتبره تبرير مسبق للفشل. توقف أمس عبد القادر بن صالح في كلمة مطولة ألقاها في الذكرى ال17 لتأسيس الأرندي، عند موضوع الاستحقاق الرئاسي المنتظر قبل أقل من شهرين وكذا الجدل السياسي والإعلامي الذي عرفته الساحة الوطنية منذ أسابيع، وقال إن الحزب قد حسم خياره بخصوص رئاسيات ال17 أفريل خلال المؤتمر الرابع المنعقد نهاية السنة الفارطة بدعم صريح للرئيس الجمهورية، منتقدا في المقابل الأصوات التي تدعو إلى قطع الطريق أمام ترشح بوتفليقة مستغربا هكذا مواقف من البعض باسم الدستور والقانون رغم أن الدستور واضح بهذا الخصوص، معلّقا بالقول» أي منطق هذا الذي ترافع له هذه التصريحات«. وبخصوص الجدل السياسي الدائر في الساحة السياسية قال بن صالح إن الأرندي اختار أن ينأى بنفسه عن النقاشات العقيمة أو الخوض فيما لا طائل من ورائه، فيما يرى أن الحزب معنيًا في المقابل بكافة النقاشات الجادة التي تهم مستقبل البلاد أو تمس باستقرارها ووحدة شعبها، وتكريس الممارسة الديمقراطية فيها، مشيرا إلى أنه يبني موقفه هذا انطلاقا من هذا الفهم للأوضاع، ومتابعًا باهتمام لما يجري في الساحة بكل ما تحمله من تجاذبات ونقاشات وفي بعض الأحيان من تجاوزات، فإنه يرى أن المرحلة تقتضي الالتزام بالرصانة في الخطاب وفي التصرف. وحسب عبد القادر بن صالح فإن المطلوب الآن، وفي هذه المرحلة تحديدًا، هو أن يعمل كافة الفاعلون السياسيون الذين ينشطون في الساحة على توفير الأجواء التي من شأنها أن تضمن مرور الحملة الانتخابية في أجواء هادئة والتي من شأنها تجنيب البلاد الوقوع في الانزلاقات التي قد يتولد عنها شحن الأجواء وتلويث المناخ، مشددا على أن الاستقرار والوحدة الوطنية ومؤسسات الجمهوريّة، بمثابة الركائز المتينة التي يتوجب على الجميع الحرص على إبقائها ثابتة وقوية وبعيدة عن التجاذبات السياسيّة مهما كانت طبيعة هذه التجاذبات.وفيما أشاد الأمين العام للأرندي بالتعليمة الأخيرة لرئيس االجمهورية وقال إنها تعطي كافة الضمانات وتوفر كافة الشروط الكفيلة بسير العملية الانتخابية في ظروف جيدة ومنافسة نزيهة، انتقد في المقابل ما وصفه بالتصعيد الواضح في لهجة الخطاب السياسي حتى قبل انطلاق الحملة الانتخابية، وأضاف أن الوضع زاد تعقيدًا بسبب بروز ظاهرة الإشاعة بكل ما تحدثه من آثار مدمرة الأمر الذي عمم ظاهرة الغموض والضبابية في الفهم والرؤى لدى المواطن، غموض ساهمت في ترسيخه مثلما يذهب إليه بن صالح كتابات من الداخل والخارج وتسببت في انتشار ظاهرة القلق لدى المواطن وهو ما دفع حسبه الرئيس بوتفليقة إلى التدخل في ذكرى يوم الشهيد ليضع النقاط على الحروف. وفي سياق موصول برسالة بوتفليقة، أضاف بن صالح، أنه أثبت - أي رئيس الجمهورية- قدراته الكبيرة كقائد يعرف كيف يتدخل ومتى يتدخل وماذا يقول!!، وأنه وضع الفاعلين السياسيين العاملين في الساحة السياسية الوطنية أمام مسؤولياتهم، وبَيَّنَ للجميع المخاطر التي تتهدد البلاد من استمرار مثل هذه الأوضاع ودعاهم بنفس الوقت إلى تحمّل التبعات التي قد تنجم عن استفحال الوضع، خاصة وأنه قال هذا الكلام باللهجة التي يجب أن تقال بها من على لسان القائد الأعلى للجيش ليذكر الجميع بقواعد الانضباط الذي يجب أن يسود صفوف الجيش، وقالها أيضا بحكمة القائد السياسي الدّارك لدوره ومسؤوليته، والرئيس الذي تحدوه الإرادة والتصميم في جمع كافة الأطراف الفاعلة في الساحة والسعي لتوحيدها بغرض تحقيق مزيد من التنمية ومزيد من الازدهار للصالح الشعب.