دعا الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عبد القادر بن صالح اليوم السبت بالجزائر العاصمة كافة الفاعلين السياسيين إلى توفير الأجواء اللازمة لإجراء انتخابات هادئة من خلال النأي عن التجاوزات و الالتزام بالرصانة في الخطاب. و خلال اشرافه على لقاء جمع مناضلي الحزب بمناسبة مرور 17 سنة على تأسيس التجمع الوطني الديمقراطي أكد السيد بن صالح على أن "المطلوب في هذه المرحلة تحديدا هو أن يعمل الفاعلون السياسيون على توفير الأجواء التي من شأنها أن تضمن مرور الحملة الانتخابية في في إطار يمكن من تجنيب البلاد الوقوع في الانزلاقات التي قد يتولد عنها شحن الأجواء و تلويث المناخ". و ثمن الأمين العام للتجمع في هذا السياق ما جاء في كلمة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في يوم الشهيد و التي "وضع فيها الفاعلين السياسيين في الساحة الوطنية أمام مسؤولياتهم" كما "بين للجميع المخاطر التي تتهدد البلاد إذا ما استمرت هذه الأوضاع". و ندد السيد بن صالح ب"التصعيد الواضح" الذي أضحى يتسم به الخطاب السياسي و هذا حتى قبل انطلاق الحملة الانتخابية المقرر في 23 مارس و هو الوضع الذي أفرز مناخا ساعد على انتشار الإشاعة التي "عممت الغموض و الضبابية في الفهم و الرؤى لدى المواطن". و شدد بالمناسبة على كون الانتخابات الرئاسية المقبلة "تأكيد للشرعية و تعميق للممارسة الديمقراطية" في البلاد متسائلا عن الدوافع التي تقف وراء دعاة المقاطعة الذين يسعون --على حد تعبيره-- إلى "تبرير فشلهم المسبق بالدعوة إلى العزوف و المقاطعة". كما قال في ذات الإطار "ما نلاحظه للأسف و قبل انطلاق الحملة بأيام هو ظهور بعض المواقف و التصريحات الغريبة التي تطالب حينا بتطبيق أحكام الدستور و قوانين الجمهورية على الجميع و تدعو في الوقت نفسه إلى حرمان مواطنين آخرين من ممارسة نفس الحقوق". و إزاء ذلك جدد السيد بن صالح تأكيده على أن التجمع الوطني الديمقراطي قد اعتبر دوما الاستقرار و الوحدة الوطنية بمثابة "الركائز المتينة التي يتوجب على الجميع الحرص على إبقائها (...) بعيدة عن التجاذبات السياسية مهما كانت طبيعتها". أما بالنسبة للحملة الإنتخابية التي سيقودها التجمع الوطني الديمقراطي لفائدة مرشحه الذي "سيعمل بنجاعة و بقوة للدفاع عنه" أي الرئيس بوتفليقة فقد أكد بن صالح بأنه (الحزب) "سيعمل ضمن الأطر القانونية" كما سيعكف على تحفيز المواطنين على الذهاب يوم 17 أفريل المقبل للإداء بأصواتهم من أجل اختيار رئيسهم للخمس سنوات المقبلة. و قد كان هذا اللقاء أيضا فرصة لاستذكار نشأة التجمع الوطني الديمقراطي الذي "وقف بقناعة و تصميم إلى جانب مؤسسات الجمهورية و كان سندا لها في كل مواقفها و مساعيها الرامية إلى انتصار الدولة على آلة الإرهاب و تغليب قيم الوطنية على الفكر الظلامي" يقول أمينه العام. كما توقف السيد بن صالح في كلمته عند الصعوبات التي مر بها الحزب خاصة خلال الآونة الأخيرة و هي الأزمة التي أكد أن تشكيلته السياسية قد تمكنت من تجاوزها ليعود إلى الحديث عن المؤتمر الرابع التي "كانت نتيجته الأبرز خروج الحزب موحد الصفوف و واضح الرؤية".