اجتاحت السيول أمس فيلات حي الأطباء بقسنطينة مخلفة خسائر مادية معتبرة للسكان، كما سجل انهيار مساكن بالمدينة القديمة وتعثر الحركة بعدة محاور بعد تشكل برك استقرت بالحفر بالعميقة. الأمطار المتهاطلة بغزارة على قسنطينة خلال اليومين الأخيرين ،مكنت من كشف الوجه الحقيقي لواقع التهيئة بمدينة عرفت صرف الملايير على أشغال الطرقات ومبالغ لا يستهان بها لترميم عيوبها، حيث زالت الطبقات السطحية لتظهر الحفر و المطبات وتتشكل بحيرات عثرت الحركة. وتعتبر المنطقة الصناعية من النقاط التي يتكرر بها مشهد البحيرات المتشكلة في نقاط متفرقة، سيما بمحاذاة سوق الجملة للخضر والفواكه، أين اضطر أصحاب السيارات لاستعمال جهة واحدة بسبب تزايد عمق الحفر، ما أدى إلى تعطل الحركة و امتداد الطوابير التي وصلت إلى مدخل معبر ماسينيسا وحي بوالوصوف. كما خلف انسداد بالوعة بمفترق طرق عين الباي إلى تجمع المياه أين تدخلت فرقة للبلدية لتسريحها، و أسفل الجسر المحاذي لمحطة المسافرين أصبح المرور شبه مستحيل ،الأمر الذي خلق إنسدادات مرورية بالمنافذ المؤدية إلى مختلف الاتجاهات، شارع رومانيا ظهر به ما يشبه المسبح بعد أن امتلأت حفرة عميقة ،الشيء الذي أوقف الحركة في أحد الاتجاهين. كما حاصرت المياه جسر الجدور وأدت إلى توقف الحركة به، فيما عاش السكان القاطنون بمحاذاة الوادي لحظات من الجحيم بعد تسجيل ظهور تصدعات وسقوط حجارة، وفق ما ذكره لنا السكان، الذين طالبوا بالتدخل الفوري قبل انهيار عشر بنايات. سكان المدينة القديمة ومحيط الإنزلاقات عاشوا ليلة بيضاء وبدلوا مجهودات كبيرة لصرف المياه المتسربة من كل جانب، كما سجلت انهيارات عديدة ، ومع ذلك تلقت مصالح الحماية المدنية طلبات تدخل فقط بحي المالح بمنحدر بوذراع صالح وحي السويقة، أين سجلت انهيارات جزئية بمنزلين قديمين. ولم يقتصر الخطر على السكن القديم فقط، بل امتد هذه المرة إلى فيلات فخمة بحي بو الصوف وبالتحديد بالتحصيص المسمى بحي الأطباء، أين داهمت السيول العشرات من المنازل منها سبعة تكبد سكانها خسائر كون التدفق كان عاليا والمياه لم تلامس الأرضيات فقط بل طالت أغراض ومعدات وتجهيزات كهربائية كانت موجودة في الطوابق الأرضية. وقد تدخلت مصالح البلدية و سياكو بالموقع لضخ المياه التي تجمعت بقلب الحي وحاصرت الفيلات من كل جانب، فيما تطلب صرف المياه من داخل المساكن ساعات، حيث عبر لنا أطباء عن استيائهم للمشكل، وأكدوا أن الجهات التي قامت ببناء السوق الجوارية بقلب الحي وضعتها فوق قنوات الصرف وشكلت البناية حاجزا أمام وصول المياه إلى البالوعة الرئيسية، كما لم يتم التفكير في نظام الصرف. وقد حاولنا الحصول على توضيحات من رئيس البلدية لكن تعذر علينا الاتصال، فيما اعترفت مندوبة القطاع بأن هناك مشكل صرف، وقالت لنا في اتصال هاتفي أن هناك مجرى للمياه يتدفق بالحي يجري تدارس طريقة لتحويله ،مع اعترافها بأن السوق تفتقر للكثير من الضروريات دون أن تحدد نوعيتها.