السيول تداهم طرقات وشوارع قسنطينة غرقت طرقات وشوارع قسنطينة في السيول التي خلفتها الأمطار الغزيرة المتهاطلة طيلة نهار أمس ،ما أدى إلى تعثر الحركة بعدة طرقات بسبب عدم استيعاب البالوعات للمياه المتدفقة. حيث اكتسحت السيول الطرقات بعد دقائق فقط من تساقط الأمطار في سيناريو يتكرر كل شتاء، وبدت البالوعات وكأنها موضوعة في غير أماكنها نتيجة تجمع المياه في أكثر من نقطة،ففي المنطقة الصناعية الأمر تعدى السيول إلى ما يشبه الفيضانات بعد أن تشكلت بحيرات على امتداد الطريق الرئيسي بكل تفرعاته، وتعثرت الحركة بداية من مخرج طريق ماسينيسا إلى غاية بوالصوف لصعوبة عبور الطريق و ازدياد الحفر عمقا، بفعل التعرية، كونها مغطاة بطبقات من الحصى والرمل فقط. وهو نفس ما عرفته منطقة زواغي وأحياء واد الحد و الدقسي أين حدث اختناقا كبيرا، أما التجمع السكاني القماص فقد وجد سكانه طرقا تحايلية للتعايش مع مشاكل التهيئة التي تغرق المنازل في الطمي وتجعل الوصول إلى السكن بسيارة أمر شبه مستحيل، وهو مشكل يشتركون فيه مع سكان حيي بومرزوق وشعاب الرصاص ،أين يشكل ارتفاع مستوى الوادي هاجسا يزرع الخوف في النفوس، وقد عادت لجنة الحي لدق ناقوس الخطر حول الانهيارات التي تحدث يوميا بسكنات تضررت من تحويل مجرى الوادي. المدينة القديمة عرفت وضعا مغايرا كون المياه تسربت إلى المنازل عبر التصدعات لوجود العشرات من البنايات المنهارة جزئيا والأمطار تزيد من خطرها، ما جعل مائات العائلات تعيش حالة استنفار قصوى وتتحاشى البقاء داخل الغرف المهددة والطوابق العليا، حيث أفاد مواطنون أن الريح خلفت حالة من الهلع تخوفا من تكرار سيناريو الشتاء الماضي ليظل الجزء السفلي من السويقة النقطة الأكثر عرضة للأخطار، علما بأن بلدية قسنطينة سبق و أن دقت ناقوس الخطر وطالبت بترحيل من يقطنون النسيج العمراني القديم تخوفا من تبعات الاضطرابات الجوية شتاء، وقد سادت أجواء مشابهة بالمباني الواقعة في محيط الإنزلاقات والتي تشبعت من السيول التي داهمت المنازل. الحركة بشكل عام تعثرت بسبب تشكل برك داخل الحفر الموجودة عبر الطرقات وقد سجل انحراف حافلة أسفل جسر جنان الزيتون الذي تحدث به نقطة اختناق كلما تساقطت الأمطار بسبب حفرة، كما ظهر بوضوح أن قسنطينة لم تتخلص من مشكل صرف مياه الأمطار لأن البالوعات لا تستوعب المياه، كونها لم تخضع لعملية التنظيف ولأنها أنجزت بمواصفات تجعلها عديمة الجدوى ما عدا بعض الأماكن التي عرفت وضع بالوعات بمواصفات جديدة، حتى الأحياء التي خضعت للتهيئة حديثا غرقت في المياه.