تستعد لؤلؤة الأوراس مدينة تيمقاد لاستقبال عرسها السنوي الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى أيام قليلة، لتحرّك سكون المدينة النائمة تحت كنوز أثرية وتبثّ الحركة من جديد في ربوع الموقع الأثري خاصة وباتنة عامة. وفي هذا الصدد، أكّد مصدر من مديرية الثقافة بالولاية أنّ الجهود متواصلة لإعطاء المهرجان الصورة المنشودة، والبوح بما يخفيه الزمان من بقايا مدينة عريقة في ربوع الأوراس الكبير، تحمل من تاريخ المنطقة تعاقباته الرومانية، البيزنطية والإسلامية، وأَضاف المصدر أنّ طبعة هذه السنة ستكون مميّزة خصوصا بعد أن تعزّزت بلدية تيمقاد بمشروعين هامين، أوّلهما المسرح الجديد الذي سيحتضن سهرات الطبعة الثانية والثلاثين والذي أنجز بمحاذاة المسرح القديم للحفاظ على خصوصياته الأثرية القديمة. ويعدّ المسرح الجديد من أهم مكتسبات القطاع الثقافي بالولاية بطاقة استيعاب تقدّر ب5 آلاف مقعد، رصد له غلاف مالي يفوق 250 مليون دج، ويتوفر على مدرجات علوية وأخرى سفلية، وثانيهما بيت للشباب بجوار المسرح الجديد يتّسع ل50 سريرا، وهي منشأة شبانية أنجزت بطابع أمازيغي وتتوفر على كلّ المرافق الضرورية إضافة لمطعم يوفر 120 وجبة يوميا، كافيتيريا، قاعة ألعاب، ملعب جواري ونادي للأنترنيت. وتولي السلطات الولائية عناية خاصة للمهرجان، حيث واكبت سير المشاريع التي استفاد منها القطاع منذ أزيد من أربع سنوات، وهي مشاريع تهدف إلى تثمين الإرث التاريخي والثقافي لهذه المدينة الأثرية المصنّفة عالميا، وشملت هذه المشاريع عمليات ترميم ودراسة تقييم تدخل في إطار المخطّط الوطني لحماية الموقع الأثري، وكذا وضع سياج له، لوحات توجيهية إلى جانب إعادة ترميم المتحف. ولن تقتصر سهرات هذه الطبعة على مرور فنانين من مختلف الجنسيات على ركح المسرح الروماني لأنّ التفكير هذه السنة منصب حول نفض الغبار عن تاريخ المنطقة التي تزخر بمعالم سياحية وأثرية تعدّ كنوزا فريدة من نوعها لولا غدر الزمان وأيدي الإنسان التي امتدت إليها بحيث سيخصص ركح المسرح الروماني الجديد لإبراز شتى الطبوع الفنية للمنطقة.