علي مسعودي قهر الإعاقة بقدم واحدة و الكثير من العزيمة و الأمل ابن عين ولمان بولاية سطيف علي مسعودي 23 عاما يشكل نموذجا حيا للشاب الجزائري الذي لا يسمح للإعاقة الجسدية أن تقهره، بل جعل منها حافزا للتفوق في رياضة السباحة لفئة المعاقين، فحصد 18 ميدالية بقدم واحدة و تألق في مجال الرسم دون يدين ، حيث افتك الجائزة الأولى لأفضل رسم على الزجاج في خمسينية الاستقلال و أهدى اللوحة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة و يواصل الآن درب الإبداع بعزيمة، متمنيا أن يحذو حذوه ذوي الاحتياجات الخاصة من الشباب. عليلو كما يناديه المحيطون به معاق حركيا بنسبة مائة بالمائة،لقد ولد بقدم واحدة فالتشوهات الخلقية حرمته من قدم و يدين و جزء من ذراعه الأيسر الذي ينتهي على مستوى المرفق وهو الثالث بين أربعة إخوة ذكور و أخت واحدة لا يعانون من أية عاهة. والده المتقاعد كان صيدليا بمستشفى عين ولمان و والدته ممرضة فاعتنيا بصحته و نفسيته مبكرا مما ساعده على النمو المتوازن و قهر الإعاقة بالعزيمة و الصبر .لكنه غادر مقاعد الدراسة مبكرا في الصف الرابع متوسط ،ليفجر موهبته في الرسم و السباحة .قال والده بأنه ومنذ ولادته منحه اسم جده و أحبه جدا و قرر أن يبذل كل ما بجهده ليجعل منه إنسانا ناجحا في الحياة يتمتع بشخصية قوية.مشيرا إلى أنه كان يحضره منذ طفولته المبكرة إلى مستشفى قسنطينة و تابع حالته كل من البروفيسور قيدوم و البروفيسور رمضان و نقله مرتين إلى بريطانيا في سنتي 1998 و 2002 لتلقي العلاج و الحصول على أعضاء اصطناعية مناسبة و هناك داخل المستشفى المكيف لهوايات الصغار اكتشف في ورشة الرسم موهبته الصغيرة في الرسم كما استفاد كثيرا من دروس السباحة هناك. و أشار بأنه اضطر للاستغناء عن الأعضاء الاصطناعية في الذراعين،عندما كبر و أصبحت لا تناسبه . و في سنة 2008 انضم إلى فريق أنصار سطيف للسباحة الخاصة بشريحة المعاقين ،فتدرب و فرض نفسه بين أترابه و توج خمس مرات بطلا للجزائر في هذه الرياضة لفئة المعاقين و توج بخمس ميداليات ذهبية.و يفتخر عليلو لأنه أجرى تربصات و تدريبات ضمن الفريق الوطني و بمشاركاته العديدة في منافسات محلية و جهوية و وطنية و بحوزته اليوم 18 ميدالية فهو قد قرر مبكرا ألا يسمح لشيء أن يعرقل نجاحاته و طموحاته حتى و إن كانت الإعاقة الجسدية و يعتبر نفسه محظوظا لأنها ليست عقلية . إلى جانب السباحة ،تألق محدثنا في الرسم خاصة بعد أن تابع دروسا متخصصة في مركز للتكوين المهني و أصبح يطوع الزجاج و الورق و القماش و الحطب و الرمل لإبداعاته مستعملا الألوان الزيتية و قلم الرصاص كما أبدع في النحت و الكاريكاتور.و قد شارك في العديد من المعارض المحلية و الجهوية و الوطنية. و قد حصل على العديد من الجوائز. و يفتخر هذا الشاب بافتكاكه للجائزة الأولى في الرسم على الزجاج لفئة المعاقين على الصعيد الوطني في مسابقة نظمت في إطار خمسينية الاستقلال و قد أهداها للرئيس بوتفليقة . يرفض عليلو رفضا قاطعا نظرة المجتمع للمعاق على أنه عاجز و يحتاج للمساعدة و يؤكد :»المعاق ليس عاجزا إنه يستطيع أن يعمل و يبدع و يمارس مواطنته كغيره من المواطنين و يساهم في الارتقاء بوطنه.»مرسلا عبر النصر رسالة محبة و تشجيع و أمل لكل المعاقين في عيدهم الوطني .و تأسف سليم لأن قناتي «أم بي سي»و العربية أنجزتا روبورتاجا حوله قبل سنوات وزار ه قبل شهرين صحفيون من وكالة رويتر،فعرفوا به على المستوى العربي و الأجنبي في حين لا يعرفه الكثيرون ببلده ،مؤكدا بأنه لا يؤمن بالمستحيل و يريد أن يحقق الشهرة و التألق على المستوى الوطني قبل كل شيء . الجدير بالذكر أن عليلو يعمل منذ شهرين في وكالة لمتعامل في الهاتف النقال بسطيف،وقال لنا بأنه جد مرتاح في هذا العمل و تربطه بزملائه و المواطنين علاقات طيبة. مشيرا إلى أن العمل لا يمنعه من التدرب في السباحة و ممارسة أحب هواية إلى قلبه الرسم و قد أهدى أسرة جريدة النصر و قرائها لدى زيارته لنا رسما بقلم الرصاص جسد من خلاله وضعية المعاق الجزائري المحروم من الكثير من حقوقه مطالبا ضمنيا بإعادة كل الحقوق المهضومة لهذه الشريحة بمجتمعنا .