إيمان حملاوي سباحة ماهرة رغم أنها فقدت القدرة على استعمال ساقيها و أصابع يديها رغم أنها فقدت القدرة على استعمال ساقيها و أصابع يديها في حادث مرور أليم، إلا أن إيمان حملاوي (17سنة) لم تفقد عزيمتها و إصرارها على التحدي، و إثبات بأن الإعاقة الجسدية لا يمكنها أن تقف في وجه النجاح إذا ما تمتع المرء بالإرادة القوية، و استغلال الظروف مهما كانت قساوتها كمصدر قوة بدل الاستسلام لليأس، حيث نجحت في خوض رياضة لم يسبق لها ممارستها قبل الحادث و حققت ألقابا مشرّفة و ميداليات ذهبية في منافسات وطنية مهمة. قصة إيمان أشبه بسيناريو فيلم سينمائي لما فيه من تحديات مثيرة للإعجاب، فهذه الفتاة التي سافرت مع والدها ذات عيد أضحى لعيادة الأقارب بولاية مجاورة و عمرها لم يتجاوز ال12سنة تعرضت لحادث خطير و هي تحاول اللحاق بوالدها الذي كان في الجهة المقابلة للمكان الذي ركن فيه سيارته التي كانت على متنها رفقة جدتها، حيث صدمتها مركبة على الطريق السريع بمنطقة تمالوس و لم تستفق إلا و هي بالمستشفى أين عرفت أن إصابتها الخطيرة على مستوى العمود الفقري أفقدتها القدرة على تحريك قدميها و أصابع يديها. و بقيت إيمان 20يوما قبل مغادرة المستشفى لمتابعة حصص لإعادة التأهيل الحركي بمركز مختص بسيرايدي بعنابة و هناك نصحها المختصون و كذا عائلتها بممارسة السباحة بأمل استعادة مرونة و نشاط العضلات، فاستجابت للنصيحة و راحت تمارس السباحة التي لم يسبق لها أبدا تجريبها. و عن تجربتها مع رياضة السباحة قالت إيمان أنها كانت تشعر بخوف كبير و تغطس في المسبح، لكنها بمساعدة و مساندة المدربة و الزملاء تخلصت من خوفها و باتت تتردد على المسبح بانتظام، و انتقلت من المسبح الصغير إلى الأكبر، و لم تكتف بممارسة السباحة بدافع العلاج و إنما كرياضة تستطيع معها تحقيق أهداف بطعم التحدي و رائحة الكفاح في مجال لم تحلم بخوضه قبل الحادث الذي قالت أنه غيّر مسار حياتها و جعلها تكتشف رياضة مشوّقة كانت تخشى حتى ممارستها بدافع المتعة. و تتذكر إيمان الفترة التي عاشتها قبل الحادث بمرارتها و كيف كانت محمومة بالحسرة و اليأس، قبل أن تسترجع ثقتها في نفسها و تزرع بداخلها إرادة استمدتها ممن عاشوا نفس المحن و تغلبوا عليها، فراحت ترفع التحدي بالانخراط بجمعية ماسينيسا لرياضة المعاقين التي منحتها فرصة المشاركة في منافسات سباق 25متر ظهر و بعد سنة من التدريبات المكثفة ضاعفت المسافة إلى 50متر و كلها ثقة في قدرتها على التحكم في قوتها البدنية، و بعد النتائج المشجعة التي حققتها في منافسة مستغانم قررت رفع المسافة إلى 100متر، لكن روح المنافسة العالية التي تتمتع بها إيمان جعلتها لا تقبل بالنتيجة المحققة و قرّرت تقليص النتيجة من أربعة دقائق إلى ثلاث دقائق و بضع ثوان ، و كان لها ما طمحت إليه، حيث أحرزت بفضل ذلك على ميداليتين برونزيتين، ضاعفا ثقتها في قدرتها على تحقيق نتائج أفضل و أهم فشاركت في منافسة سطيف الوطنية أين افتكت ميداليتين ذهبيتين و هي اليوم تطمح لإحراز ألقاب و بطولات عالمية. و عن حلمها تقول إيمان و هي طالبة في قسم ثانية ثانوي علمي، أنها ترغب في الانضمام إلى المنتخب الوطني و المشاركة في المنافسات الدولية، خاصة و أنها بدأت منذ مدة رهانا جديدا لتعلم و إتقان السباحة على البطن و هي التي سبحت على ظهرها منذ أكثر من ست سنوات. و أضافت بحماس كبير بأنها تجتهد من أجل نيل شهادة البكالوريا و متابعة دراساتها الجامعية حتى تتمكن من تجسيد حلمها الأول ممارسة مهنة المتاعب التي أكدت بأنها ستكون رهانها الجديد. و طلبت منا أن نشكر نيابة عنها كل من ساعدها في مواجهة محنتها و استعادة ثقتها في نفسها و بشكل خاص عائلتها و مدربيها و زملائها بالجمعية و متقن الأخوين لكحل بالزيادية بقسنطينة.