برهوم ..مدينة اللحوم التي لا تنام خصائص بلدية برهوم متعددة وليست فقط تجارة اللحوم التي تعد ميزتها الأولى ليس فقط محليا وإنما على المستوى الوطني، فهي بفضل موقعها الممتاز على الطريق الوطني رقم 40 الرابط بين عاصمة ولايتها المسيلة وولايتي باتنة وخنشلة ،صارت من أنشط مدن الولاية إذ تعد رابع بلدية من حيث الكثافة السكانية والوحيدة التي يتواصل النشاط التجاري فيها ليل نهار مما جعل 75 بالمائة من سكانها ( 30 ألف نسمة) يتمركزون في مركز البلدية. وهي مؤهلة لتحقيق طفرة تنموية هامة بفضل التوسع الصناعي الكبير الذي بدأت ملامحه ترتسم من خلال معطيات جادة تتمثل في التخطيط لإنشاء منطقة صناعية واسعة واستحداث سوق أسبوعية للسيارات و استكمال بنيتها التحتية. روبورتاج : م.بن دادة وبإمكان زائر مدينة برهوم أن يشعر بنشاطها المتميز من خلال كثافة حركة المرور بها إلى درجة أن السكان و التجار بصفة خاصة عكس مدن أخرى صاروا يطالبون بإنشاء طريق اجتنابي خارج المدينة لتمكين العابرين من تفادي المرور بوسط المدينة من أجل تخفيف حركة المرور وفسح المجال لمن يقصدون برهوم لقضاء أمورهم في راحة. ويؤكد التجار الذين تحدثنا معهم أن إنشاء طريق اجتنابي لا يخيفهم ولا يمكن أن يبعد عنهم زبائنهم الذين يأتون خصيصا للتسوق في برهوم من مسافات بعيدة من الولايات المجاورة. و الذي يريد أن يتأكد من هذا ما عليه سوى مراقبة الحركة طوال أيام الأسبوع خاصة يومي الأربعاء و الخميس اللذين يأتي فيهما مواطنون من داخل الولاية والولايات الشرقية للتزود باللحوم التي يحتاجونها للأعراس ومختلف المناسبات..حيث يجد العابرون للشارع الرئيسي مشقة كبيرة قبل الخروج منه كما يصعب عليهم أكثر إيجاد مكان لركن سياراتهم. والحل الوحيد للخروج من هذا الإختناق هو إنشاء طريق اجتنابي وهو المشروع الذي تعمل البلدية على تجسيده فقد كشف لنا رئيس بلدية برهوم السيد عيسى مرزوقي أن المجلس البلدي سعى مع مديرية الأشغال العمومية وتحصل على دراسة لمشروع طريق اجتنابي يمر جنوب مدينة برهوم على مسافة 8 كلم وقال أن هذا الطريق أمر حتمي لابد منه لفك اختناق حركة المرور. وإضافة إلى تجارة اللحوم فإن برهوم مثل بقية المدن الواقعة على الطريق الوطني رقم 40 تعرف كذلك حضورا متزايدا لتجارة قطع الغيار القديمة و الخردة خاصة بمنطقة قديشة لكن هذه التجارة تشوه بمنظرها الفوضوي محيط هذا الطريق وقد اعترف رئيس البلدية بهذا الواقع المعروف على امتداد الطريق الوطني رقم 40 عبر ولايتي المسيلةوباتنة خاصة في بلدية الجزار ولاية باتنة التي تتميز بكثافة عجيبة لهذه التجارة. و لتخفيف المنظر البشع لهذا النشاط ذكر رئيس البلدية أنهم يحاولون باستمرار دفع التجار لإخفاء خردتهم خلف محلاتهم وعدم تركها في الواجهة مقابل الطريق. لحوم برهوم ذات شهرة وطنية أكد بعض التجار الذين تحدثنا معهم أن شهرة برهوم في تجارة اللحوم قديمة والسر فيها هو خبرة تجارها في توفير أجود أنواع اللحوم وبسعر أقل مقارنة بأي مكان في الجزائر بلجوئهم إلى التسوق وجلب أحسن أنواع الرؤوس من الأغنام و الماعز من أكبر المناطق المنتجة للماشية عبر الوطن لاسيما الغرب الجزائري لدى موالي مسعد ، الجلفة ، البيض ، مشرية ، بوقطب ،، وغيرها ويخطئ من يعتقد أن اللحوم المعروضة للبيع ببرهوم من إنتاج محلي فحسب التجار فإن الرؤوس المحلية راهمة ليس فيها لحم لأنها موجهة للكسب أي للتربية وليست للذبح. كما أن كمية ما تستهلكه سوق اللحوم ببرهوم كبيرة جدا لا تستطيع السوق المحلية توفيرها فالتحدي الذي يرفعه أي تاجر لحوم ببرهوم هو توفير أي كمية من اللحم يطلبها الزبون في أي وقت حتى وإن كانت بمئات الرؤوس و السر في ذلك يرجع إلى تقاسم المهام بين أفراد العائلات التي تمتهن تجارة اللحوم بين الذي يتسوق و الذي يذبح و الذي يبقى في المحل للبيع .. وفي المتوسط حسب بعض التجار فإن 45 تاجر لحوم ببرهوم يذبح كل واحد منهم يوميا في المتوسط 20 رأسا و في الذروة خلال يومي الأربعاء و الخميس و الطلبيات الإستثنائية يصل الرقم إلى أكثر من 75 رأسا. إلا أن مصدرا مسؤولا أكد بأن المتوسط اليومي يصل إلى 100 رأس وتظهر أهمية مذبح بلدية برهوم من خلال سعر كرائه الذي وصل هذه السنة مع السوق الأسبوعية إلى مليار و 200 مليون سنتيم. وهكذا تطورت تجارة اللحوم ببرهوم و صار نشطاؤها متخصصون في تجارة الجملة وكذلك التجزئة مما جعل التجار من ولايات أخرى يقصدون برهوم للتزود بهذه المادة وكذلك المواطنون الذين لهم مناسبات هامة مثل الأعراس وغيرها ويجذبهم في ذلك السعر المناسب الذي يوفر لمن يرغب في إعادة البيع هامش ربح معتبر في حين يخفف المواطنون الذين لهم أعراس فاتورة المناسبة ويرتاحون شيئا ما من الإرتفاع الفاحش للحوم في مناطقهم. وفي الوقت الراهن يباع لحم الخروف جملة حسب احد التجار ب 900 دينار للكلغ في حين يباع تجزئة ب 1000 دينار فيما يباع لحم النعجة ب 700 إلى 750 دينار . لكن مع التأكيد على النوعية الجيدة لأن هذا العامل مهم حسب نفس التاجر الذي نبّه إلى وجود جهات أخرى لها شهرة في بيع اللحوم لكن تجارها يفرضون على الزبائن شراء الرؤوس و الأحشاء وغيرها مما يجعل السعر مرتفعا دون أن يحس المواطن بذلك فيدفع سعرا كبيرا وهو يظن أنه اشترى بسعر منخفض. مساع لتحقيق قاعدة صناعية معتبرة يوجد ببلدية برهوم حاليا مصنعان لإنتاج البلاط الممتاز ذو شهرة وطنية حسب رئيس البلدية ومصنع ثالث في طريق الإنجاز. ولتعزيز هذا التواجد الصناعي أنشأت البلدية منطقة صناعية بمنطقة كديشة تتربع على مساحة 90 هكتارا على الطريق الوطني رقم 40 وقد أبدى حتى الآن 20 مستثمرا اهتمامهم بهذه المنطقة حيث أودعوا ملفاتهم على مستوى مصلحة الصناعة و ترقية الإستثمار بالولاية وحصلوا على الموافقة الأولية وتدور مواضيع الإستثمار التي تقدم بها المتعاملون حول الصناعات التحويلية و الغذائية ومواد البناء واسترجاع الحديد .. وذكر نفس المسؤول أن مديرية البناء و التعمير ستتولى تهيئة هذه المنطقة وقد خصص لها الوزير الأول غلافها المالي خلال زيارته الأخيرة لولاية المسيلة. ولتدعيم مداخيلها أنشأت البلدية سوقا أسبوعية للسيارات وقد حصلت على موافقة الولاية في انتظار تخصيص غلاف مالي لتهيئتها وينتظر حسب ذات المصدر أن تستقطب هذه السوق عددا كبيرا من المتعاملين خاصة وأن يومها هو السبت الذي لا تعمر فيه أي سوق بالبلديات المجاورة. التهيئة علامة سوداء يعاني سكان برهوم من مشكل التهيئة الحضرية الذي يعد أحد الإنشغالات الكبيرة للمواطنين فحسب رئيس البلدية فإن النسبة غير المهيأة من المدينة تزيد عن 70 بالمائة. وينتظر أن تتحسن الأوضاع تدريجيا بعد أن استفادت البلدية من أربعة مشاريع تهيئة حضرية إضافة إلى مشاريع في مجال الصرف الصحي لأطراف المدينة استفادت منه عدة أحياء وينتظر أن تنطلق أشغال تهيئة حي هواري بومدين خلال 20 يوما. كما استفادت البلدية من مجمع مدرسي بحي سكارة ومطعم مدرسي بمدرسة بوزيدي ساعد. وأشار المير كذلك إلى انطلاق أشغال إنجاز خزانين للماء الأول بسعة 2500 متر مكعب والثاني بحجم 500 متر مكعب. وفي مجال الكهرباء استفادت البلدية من الكهرباء الحضرية لحي السلام و الشهداء. و الكهرباء الريفية لأولاد مبارك الهلالات لقدادلة لوعايلية و الغرايب لتصبح التغطية الكهربائية عبر البلدية حوالي 90 بالمائة. كما ستتوسع شبكة الغاز الطبيعي لصالح مناطق بأطراف المدينة و قرية أولاد سيدي علي بن رابح الهلالات و أولاد مبارك ميزابة أولاد مرزوق في إطار البرنامج التكميلي وينتظر أن يصل الغاز إلى هذه الأماكن قبل نهاية السنة الجارية حسب نفس المسؤول الذي قال أن نسبة التغطية بالغاز بعد ذلك تصبح في حدود 70 بالمائة. ولتحسين ظروف العمل استفادت البلدية من مشروع مقر جديد لها وستنطلق أشغال الإنجاز قريبا وقد حددت آجال الإنتهاء من المشروع ب 16 شهرا. ويفتخر المجلس الشعبي البلدي لبرهوم بتوزيع 117 سكنا إجتماعيا و 175 سكنا ريفيا و 105 منصب عمل دون تسجيل أي طعن نظرا للإستشارة الواسعة و إشراك المجتمع المدني. وحتى عند تعليق قوائم الإستفادة حرص أعضاء المجلس البلدي حسب رئيسه على التواجد أمام هذه القوائم للإجابة عن أي استفسار حول أحقية المستفيدين. مما جعل الوالي يضرب المثل ببرهوم في اجتماعاته مع المجالس المحلية. ومن المطالب التي ذكرها رئيس جمعية قرية لعطال التي تبعد عن مقر البلدية ب 7 كلم وتضم حوالي ثلاثة آلاف نسمة ربط قريتهم بشبكة الغاز الطبيعي وتوسيع شبكة الكهرباء في الجهة الجنوبية من القرية بحوالي ألف متر فقط مع الإنارة العمومية لأن القرية غارقة في الظلام ليلا. كما ألح على تزويد القرية بشبكة التطهير و على ضرورة بناء مدرسة بالجهة الجنوبية التي يدرس أبناؤها بمقر البلدية رغم صعوبات التنقل اليومية. وقد أوضح " المير" أن البلدية قامت بإنجاز الدراسة الخاصة بالغاز وشبكة الصرف الصحي بقرية لعطال على عاتقها ويبقى الإنجاز الذي سيتكفل به القطاعان المعنيان بعد تسجيل العمليتين. التضامن ميزة واضحة ببرهوم ذكر رئيس البلدية أن المواطنين ببرهوم يساهمون في أعمال معتبرة بالإعتماد على جيوبهم ومن ذلك تحويل مجرى واد برهوم لحماية حي زيغود يوسف من زحف الوادي نحوه من جهة و إنشاء مساحة لعب في المساحة المكتسبة نظرا لعدم وجود مساحات أخرى يمكن تخصيصها لهذا الغرض لصالح أبناء الحي.وقد وقفنا فعلا على هذه المجهودات التي يبذلها السكان حيث تم تحويل مجرى الوادي بحفر خندق كبير ويتواصل ردم المساحة المكتسبة وتسويتها حتى تكون أرضية لمساحة اللعب المنتظرة ويعمل مقاول بآلات الأشغال العمومية منذ 40 يوما في هذا المشروع و العمل متواصل و كل هذا على حساب سكان الحي و بعض رجال الأعمال الذين ساهموا كذلك في شراء سيارة إسعاف للعيادة بقيمة 450 مليون سنتيم و راديو أشعة ب 80 مليون سنتيم وحافلة للنقل المدرسي البلدي ب 300 مليون. كما وعدوا بشراء حاجات أخرى للصالح العام.