جمعية كافل اليتيم تطلق مشروعا لترميم 200 مسكن هش بالبليدة أطلقت جمعية كافل اليتيم الخيرية مشروعا جديدا يرمي إلى ترميم المساكن الهشة والقديمة التي يقطنها الأرامل والأيتام ،وقد رافقت النصر أعضاء من الجمعية في زيارتهم لعدد من المساكن الهشة التي تقطنها الأرامل ووقفت على معاناتهن التي أصبحت مزدوجة معاناة فقدان رب البيت ومعاناة البيت غير اللائق. من الحالات التي توقفنا عندها منزل الأرملة زهية بحي الحماليت بأعالي مدينة البليدة، حيث أن السكن الهش الذي تقيم فيه مع ابنتها وابنها يقع في منحدر ويفتقد لأدنى شروط الحياة فهو يتكون من غرفة واحدة مظلمة إلى جانب مطبخ يشبه رواق غير مهيأ وسقف المنزل من الصفيح،و تتسرب مياه الأمطار بداخله ولا تجد الأرملة سوى بعض الأقمشة لمنع دخول المياه داخل غرفتها أثناء تساقط المطر، كما أن المنزل يفتقد للمرحاض، مما ضاعف معاناتهم أكثر، لكن معاناة هذه الأرملة مع ابنتها وابنها اشتدت أكثر بعد وفاة الزوج في سنة 2012 ،فرغم أن السكن غير لائق لكن الزوج كان الحارس الأمين بالنسبة لها ولولديها. كان المرحوم في حياته يعمل ما بوسعه ليمنع تسرب المياه أثناء تساقط الأمطار الغزيرة أو الثلوج ، لكن بعد وفاته تعقدت أوضاعهم أكثر، إلى جانب ذلك فإن زوجها المرحوم لم يترك مصدر رزق تتقوت به الأرملة مع ابنها وابنتها،ويعيشون اليوم على ما تقدمه لهم جمعية كافل اليتيم من مساعدات مالية ومادية إلى جانب تبرعات المحسنين. جمعية كافل اليتيم أدرجت هذا المسكن ضمن قائمة مساكن الأرامل والأيتام التي ستقوم بترميمها، و تكون حسب رئيسها علي شعوا طي الوسيط بين المحسنين وهذه العائلات خاصة و أن منزل الأرملة المذكورة تعود ملكيته لزوجها المتوفي وبالتالي فإن الجمعية ستعمل على تهيئته بشكل ملائم ويليق للعيش الكريم، عكس بعض المنازل الأخرى التي تقطنها أرامل وأيتام و تقع بأحياء فوضوية.في هذه الحالة الترميمات تكون بسيطة و تمس ما هو ضروري فقط.وفي نفس الوقت يسعى أعضاء الجمعية للتنسيق مع السلطات المحلية بالدوائر والبلديات والولاية لمساعدة الأرامل والأيتام الذين يقطنون في مساكن فوضوية من أجل منحهم سكنات اجتماعية. غير بعيد عن مسكن الأرملة المذكورة تفقدنا منزل لأرملة أخرى لا يقل تدهورا عن منزل الأرملة الأولى، بحيث يقع مسكنها بحي فوضوي يفتقد هو الآخر لأدنى شروط الحياة ،توفي زوجها وترك لها 03 أولاد أصغرهم عمره 4 سنوات وأكبرهم 14 سنة ، ومعاناة هذه الأرملة المدعوة حورية لا تقل سوءا عن معاناة الأولى ، لكن ما خفف معاناتها وعوض عنها ولو القليل عن فقدان زوجها هو التزام جمعية كافل اليتيم الخيرية بمنحها منحة شهرية ب10 آلاف دينار لتوفير القوت لأولادها ،إلى جانب منحهم ألبسة العيد .كما استفادت من أفرشة وأغطية ، وفي نفس الوقت منحتها جمعية كافل اليتيم كبش العيد في عيد الأضحى الماضي. بالإضافة إلى ذلك تتكفل نفس الجمعية بمصاريف الأدوية والتحاليل الطبية لها ولأبنائها،وفيما يخص ترميم المسكن الذي تقيم فيه يقول رئيس الجمعية أن الترميمات ستكون بسيطة كون المنزل فوضوي. في نفس الوقت تسعى الجمعية لدى المسؤولين المحليين ببلدية البليدة لمساعدتها في الحصول على سكن اجتماعي يعوض الأبناء ولو القليل من دفء الأبوة الذي فقدوه ، كما تروي لنا الأرملة معاناتها في فصل الشتاء مع برودة الطقس وتسرب المياه داخل المنزل ،أما في فصل الصيف فهي تعاني مع أبنائها من حرارة الطقس خاصة وأن سقف المنزل من الصفيح وهو ما يزيد من برودة الطقس داخل المسكن في فصل الشتاء و شدة الحرارة صيفا.رغم أزمة المسكن إلا أن أعضاء جمعية كافل اليتيم زرعوا البسمة في وجه هذه الأرملة وأبنائها بعد إعلامها بأن مسكنها سيخضع للترميم، لكنها تتمنى أن تستفيد من سكن اجتماعي. في نفس الإطار أشادت الأرملة بتضامن جيرانها معها بعد وفاة زوجها في سنة 2009 ،حيث أن أحدهم أوصل الكهرباء إلى بيتها و آخر ربط منزلها بأنبوب لمياه الشرب. أرملة لم تصدق بعد عودتها لمنزلها الذي تم ترميمه جولتنا قادتنا أيضا لمنزل الأرملة فاطمة الزهراء، الكائن بطريق الشريعة بوسط مدينة البليدة، حيث أن هذا المنزل تم ترميمه وانتهت به الأشغال وعادت إليه الأرملة مع ابنها وابنتها، فاطمة الزهراء التي أصيبت بإعاقة نتيجة مرض مزمن ألم بها لم تصدق عيناها عندما عادت إلى منزلها بعد ترميمه ، حيث أنها وخلال فترة الترميم انتقلت للإقامة في منزل شقيقها المحاذي لمنزلها،لكنها لما عادت ورأت منزلها امتلأت عيناها بدموع الفرح. يذكر بهذا الخصوص رئيس جمعية كافل اليتيم بأن هذا المسكن كان غير لائقا و به تصدعات من كل الجهات نظرا لقدمه، وقد تكفلت الجمعية بتهيئة سقف المنزل وطلاء الجدران، كما دعمت أرضيته ببلاط ذي نوعية رفيعة. في نفس الوقت هيأت الجمعية مطبخا بمواصفات جيدة، كما منحت الجمعية لهذه الأرملة أفرشة وملابس لولديها، و كذا كبش العيد في عيد الأضحى الماضي، ورغم فقدان الزوج والإعاقة، عادت الفرحة لبيت الأرملة وابنها وابنتها بعد ترميم المنزل الذي أصبح مسكنا لا يختلف عن مساكن باقي المواطنين العاديين.غير بعيد عن منزل هذه الأرملة قادتنا جولتنا نحو منزل أرملة أخرى مسكنها قيد الترميم حاليا بطريق سيد الكبير ،حيث تكفلت جمعية كافل اليتم ببناء غرفة جديدة وترميم سطح المنزل و المطبخ ودورة المياه والحمام،ويؤكد في هذا الإطار رئيس الجمعية بأن ترميم منزل هذه الأرملة كان بشكل واسع كون أن المنزل تعود ملكيته للعائلة، لهذا لا تطرح أي إشكالات. رئيس جمعية كافل اليتيم :ما يقارب 200 مسكن لأرامل وأيتام بحاجة للترميم أوضح رئيس جمعية كافل اليتيم علي شعواطي أنه تم الشروع في إحصاء مساكن الأرامل والأيتام التي تحتاج للترميم قائلا بأن العدد يتراوح ما بين 150 إلى 200 مسكن على مستوى إقليم ولاية البليدة ،و مضيفا بأن مشروع ترميم مساكن الأرامل والأيتام أطلق بعد الزيارات الميدانية التي كان ينظمها أعضاء من الجمعية، فوقفوا على معاناة هذه الفئة من ناحية السكن فالعديد منهم يعيشون في ظروف غير لائقة. نفس المتحدث أوضح بأن العملية تتم بمساهمة المحسنين، بحيث أن جمعية كافل اليتيم تكون حلقة الوصل بين المحسنين و هذه العائلات، وفيما يخص الأرامل والأيتام الذين يقطنون في مساكن فوضوية قال بأنه يتم التنسيق مع رؤساء الدوائر والبلديات من أجل منحهم سكنات على أن تكون ترميمات منازلهم حاليا بسيطة وتمس ما هو ضروري فقط . في سياق متصل يؤكد مسؤول الإعلام بالجمعية ياسين بومدين، بأن الجمعية تتكفل بآلاف الأرامل من ناحية الدعم المالي و توزيع الأفرشة والألبسة وأضاحي العيد وحتى الدروس الخصوصية للبعض من التلاميذ الأيتام ، لكن كل هذا الجهد أثبت عدم نجاعته بالنسبة للأرامل والأيتام الذين يقطنون في سكنات هشة،لأن معاناتهم تبقى مستمرة .لهذا ارتأى أعضاء الجمعية ضرورة ترميم هذه المساكن الهشة التي يقيمون فيها ، ووجهوا نداء للمحسنين بضرورة المساهمة في هذه المشروع الهام الذي يرفع الغبن عن العشرات من الأرامل والأيتام.