أرامل ترفعن التحدي وتوفرن القوت لأبنائهن دون انتظار مساعدة من الآخرين تمكنت العشرات من الأرامل بولاية البليدة من رفع التحدي ومواجهة الصعاب وتوفير القوت لأبنائهن دون انتظار المساعدة من الآخرين ، بحيث حققت أرامل مشاريع منتجة و استطعن أن يوفرن حاجات أبنائهن من هذه المشاريع ، و تحولت البعض منهن من فقيرات بحاجة لمن يساعدهن في توفير أرزاق أبنائهن إلى محسنات تقدمن العون لباقي الأيتام . تحقق هذا بفضل مشروع جمعية كافل اليتيم بالولاية الذي حمل اسم الأرملة المنتجة ، بحيث تم فتح ورشة تابعة للجمعية ببلدية الصومعة تشرف على تكوين الأرامل والأيتام في مختلف الحرف منها صناعة الحلويات ، الحلاقة ، الطبخ ، الطرز ، البيتزا ، المجبود ، العجائن وغيرها ،كما أن التكوين كله على عاتق الجمعية وفي السياق ذاته يتم مساعدة المتربصات بعد نهاية التكوين على تجسيد المشروع من خلال حصولهن على محلات أو لعب دور الوساطة في توفير الزبائن خاصة فيما يتعلق بصنع الحلويات . وفي هذا الإطار تتحدث رئيسة الورشة السيدة نبيلة يسعد أن هذا الفرع حقق نتائج جد معتبرة للأرامل والأيتام بحيث منذ تأسيسه في سنة 2006 تم تكوين أزيد من 300 أرملة ويتيمة في مختلف التخصصات ، وأغلبهن اليوم تخلت عن الصدقة أو ما يقدم لهن من مساعدات من طرف جمعية كافل اليتيم وأصبحن منتجات ، وقالت بأن هذه الورشة بعد إنشائها حملت شعار من اليد المبدعة إلى اليد المنتجة ، وفعلا هذا الشعار تجسد في الميدان . وقدمت ذات المتحدثة عدة عينات عن أرامل ويتيمات خرجن من دائرة الفقر ، وتحولن إلى نساء منتجات ، وتشير في هذا السياق إلى إحدى اليتيمات التي تخرجت من هذه الورشة،واحترفت صناعة جهاز العروس ، وتقول بأنها بعد مدة قصيرة عادت إليها بمبلغ 20 ألف دينار من عائدات بيع هذه التجهيزات ، لكن نصحتها بتوجيه هذا المبلغ لشراء وسائل تستعمل في عملية صنع هذه التجهيزات وتقول بأن هذه اليتيمة أصبحت اليوم محترفة ولها عشرات الزبائن ، ولم تعد في حاجة لتلقي الدعم المادي من جمعية كافل اليتيم . كما تحدثت عن أرملة أخرى تلقت تكوينا بهذه الورشة في الخياطة وبعد تخرجها بأيام شاهدت في شريط العناوين بإحدى القنوات التلفزيونية الأجنبية رسالة تتضمن تبرع شخص بآلة خياطة ونشر رقم هاتف المعني في نفس الشريط ، لتتصل بعدها بذات الرقم لكن رصيدها لم يكن كافيا ،فانقطعت المكالمة وبعد لحظات اتصلت بها من طرف المتبرع أين أخذت معلومات عن بلدها وعن حرفتها ، وفعلا بعد أسابيع قليلة وصلت آلة الخياطة إلى مسكنها ، واشترط لها بعد تسلمها مساعدة الأيتام والأرامل في نشاطها ، وهو الذي حدث بحيث أن هذه الأرملة وفرت كل حاجياتها من الخياطة وتحولت إلى محسنة ، بحيث العديد من اليتيمات اللواتي يقبلن على الزواج تتبرع لهن بعدة مستلزمات من منتجاتها . كما توجد يتيمة أخرى تلقت تكوينا في الحلاقة وفتحت اليوم محلا للحلاقة وتخلصت من كابوس الفقر ، وفي الإطار ذاته هناك عدة عينات أخرى لأرامل ويتيمات واجهن التحديات وقفزن على الصعاب والطابوهات ودخلن عالم التكوين وتحولن إلى نساء منتجات ووفرن القوت لأولادهن وتعدى ذلك إلى مساعدة المحتاجين ، كما تم مؤخرا تنظيم معرض خاص بمنتجات الأرامل بوسط مدينة البليدة بهدف التعريف أكثر بمنتجاتهن حتى يساعد ذلك في عملية التسويق إلى جانب التعريف بورشات التكوين التابعة لجمعية كافل اليتيم وتحسيس باقي الأرامل واليتيمات بأهمية الالتحاق بهذه الو رشات. وفي سياق آخر تقول رئيسة ورشة الصومعة أن وفاة الزوج لا تعني نهاية العالم فبما أن القلب ينبض والدم يسير في العروق يمكن تحقيق الكثير واليتم ليس عيبا بل على الأرملة رفع التحدي ولا تستسلم لليأس والبكاء بل عليها أن تجتهد وتعوض حنان الأبوة لأبنائها وتوفر لهم كل ما يحتاجونه أرملة تحصلت على البكالوريا سنة بعد وفاة زوجها وتذكر في هذا السياق السيدة (م. ف) البالغة من العمر 39 سنة التي فقدت زوجها في تفجيرات سنة 2007 التي ضربت قصر الحكومة وعدة مناطق أخرى بالعاصمة ، وقالت بأن فراق زوجها الذي ترك لها طفلين كان صعبا إلى درجة أنها حاولت الانتحار، لكنها لم تستسلم لليأس و خلقت العزيمة والإرادة خاصة بعد تنقلها للإقامة من بني مسوس بالعاصمة إلى بلدية الصومعة بولاية البليدة أين اتصلت بفرع جمعية كافل اليتيم واندمجت مع غيرها من الأرامل ، وتتربص حاليا في ورشة التكوين التابعة للجمعية في عدة تخصصات منها الخياطة ، الحلويات ، البيتزا . كما تمكنت من الحصول على شهادة البكالوريا سنة بعد وفاة زوجها ، لكنها لم تلتحق بمقاعد الجامعة ،وتنوي إنهاء التربص لتدخل عالم الإنتاج و تحقيق ما يلزم لابنيها ، وتؤكد أن الجامعة ستدخلها مع طفليها بعد تربيتهما وتعليمهما وحصولهما على شهادة البكالوريا ، وتضيف أن هدفها اليوم تعويض حنان الأبوة لطفليها وتزرع لهما البسمة ، وفي رسالتها للأرامل تقول ذات السيدة أنه يجب زرع الأمل ، وعلى كل أرملة فك القيد وتتحرك ولا تعتمد على الآخرين بل تعتمد على نفسها من خلال تلقي تكوينا في الو رشات المتخصصة حتى تصبح الأرملة منتجة . نور الدين -ع