بن فليس: أرفض هذه النتائج وسأناضل سلميا من أجل التغيير أعلن على بن فليس، المترشح للرئاسيات، رفضه لنتائج الانتخابات، التي أعطت الفوز حسب ما تناقلته بعض الأوساط الإعلامية والسياسية للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، وقال بأنه سيبقى في الساحة ليناضل رفقة القوى السياسية التي تنادي بالتغيير، داعيا الجزائريين للهدوء والعمل السياسي السلمي. مباشرة بعد إعلان وزير الداخلية في ساعة متأخرة من مساء أمس، عن نسب المشاركة وطنيا، عقد المترشح للرئاسيات علي بن فليس ندوة صحفية ، علق خلالها عن النتائج المسجلة، وقال بان تصريحه «موجه لكل الجزائريين» وتحدث عن وجود ما اسماها «عملية مفضوحة شاملة للتزوير»، والتي كانت بحسبه الحلقة «الأخيرة لمسلسل بدأ بتوظيف الإدارة». وقال بن فليس بان الجزائر ضيعت «موعدا أخر مع التغيير» و اعتبر بان ما حدث «هو اعتداء على إرادة الأمة ومصادرة إرادتها باستعمال أساليب الشتم والتصرفات اللااخلاقية لبلوغ هذا الهدف»، مبديا رفضه لنتائج الانتخابات حيث قال «لن اقبل بأي شكل من الأشكال هذه النتيجة» مؤكدا بأنه سيبقى يناضل في الساحة، داعيا إلى حوار يجمع كل الأطياف التي تعمل من اجل تغيير الوضع القائم، مؤكدا بأنه نضاله سيبقى سلميا داعيا الجزائريين إلى التعبير عن مواقفه في إطار سلمي ديموقراطي. وقد فضل المترشح علي بن فليس، البقاء طيلة اليوم الانتخابي، في بيته في حيدرة، لمتابعة الأنباء التي ترد له من مديرية حملته الانتخابية في بن عكنون، ومدراء المداومات الولائية، بينما تكفل مدير حملته عبد القادر صلاة، باستقبال التقارير منذ الساعات الأولى إلى غاية انتهاء عملية الاقتراع، قبل أن يتفاجأ القائمون بإدارة الحملة عند انطلاق عملية الفرز بانقطاع وسائل الاتصال والانترنيت عن المديرية ما منعها من استقبال التقارير من مختلف الولايات. وقد تنقل رؤساء الأحزاب، وبعض الشخصيات الوطنية التي أعلنت دعمها المترشح علي بن فليس، إلى مقر المداومة المركزية لمتابعة الأنباء الواردة من الولايات بخصوص عملية التصويت، وأبدى العديد من الداعمين تفاؤلهم حيال فرص مرشحهم للفوز بالانتخابات، وتناقلوا طيلة النهار بعض الأنباء الواردة خاصة من بعض المكاتب بالخارج، على غرار نتائج الاقتراع في استراليا والذي صب لصالح مرشحهم. وقد أدى المترشح علي بن فليس واجبه الانتخابي، بمدرسة محمد عليق ببلدية حيدرة، حيث دعا الجزائريين إلى التصويت «بكثافة « بهدف» التجديد والتغيير السلمي» عبر صناديق الاقتراع. وقال علي بن فليس في تصريح للصحافة « لقد انتهيت من أداء واجبي الانتخابي وكلي شعور بالطمأنينة والأمل والثقة في مستقبل بلادي» مضيفا «استغل هذه الفرصة كي أجدد دعوتي للمواطنين عبر كامل القطر الوطني ووسط أفراد الجالية الجزائرية ليشاركوا بكثافة في هذا الاقتراع لأنني مقتنع أن التغيير والتجديد السلمي يكون عبر الصناديق». وأضاف قائلا «يجب على كل المواطنين أن يعوا بأن انتخابات اليوم فرصة حقيقية للتغيير لا ينبغي تضييعها. واعتبر بن فليس، بأن الجزائر على موعد بالغ «الأهمية وفاصل مع التاريخ « أشار إلى أنه «إذا مكن الشعب من التعبير الحر فان الجزائر ستنطلق نحو شاطئ الأمان وان حدث غير ذلك وبقي التزوير فستزيد الأزمة «. وأوضح في هذا الإطار أنه «لايتمنى حدوث التزوير» مضيفا «حذرت منه كذلك طوال الحملة الانتخابية ولازلت أحذر منه اليوم لأن مستقبل الجزائر وحل أزمتها وطمأنينتها لايكون إلا بالخيار الحر والسيد للشعب الجزائري». وأفاد السيد بن فليس ردا على سؤال بخصوص تقييم سير العملية الانتخابية في ساعاتها الأولى «بلغتني بعض الخروقات حصلت في بعض الولايات و لكن لاتزال لم تكتمل لدى الصورة كليا وسأوضح هذا فيما بعد». وظل الهدوء يخيم على مديرية الحملة، وظهر أنصار بن فليس «غير قلقين» رغم بعض التقارير التي وصلت مديرية الحملة بخصوص بعض التجاوزات المسجلة، وذكر نائب مدير الحملة المكلف بالإعلام لطفي بومغار في أول تصريح صحفي أدلى به في حدود الرابعة، بان المعلومات التي تلقتها المديرية عبر الولايات «تبعث على الاطمئنان»، مشيرا بان العديد من الأصوات المعبر عنها صبت في صالح بن فليس، وقال بان التجاوزات المسجلة في بعض المراكز الانتخابية «لا ترقى إلى الحد الذي يدفعنا للحديث عن التزوير»، مؤكدا بان التجاوزات المسجلة جاءت بطرق مختلفة. ورفض لطفي بومغار مسؤول التعليق على النسب المئوية التي أعلنت عنها الداخلية، وقال بأن بن فليس لا يحوز على الإمكانات اللوجيستية و المادية التي تمكّنه من التأكد أم لا من الأرقام التي توردها الداخلية و يفيد أن المشاركة عادة ما تصل في الساعة الرابعة مساء نسبة 50 إلى 55 بالمائة. ومع استمرار عملية التصويت وبروز أولى التصريحات التي أطلقها أنصار الرئيس التي تحدثت عن فوز كاسح للمترشح عبد العزيز بوتفليقة، تزايدت حدة القلق التي كانت بادية على وجوه بعض المتواجدين في مديرية الحملة، وقد أثارت التصريحات التي أدلى بها الأمين العام «للافلان» عمار سعيداني الذي توقع فوز بوتفليقة بنسبة تصل إلى 70 بالمائة، غضب مديرية حملة بوتفليقة، ورد عليها لطفي بومغار بان «الانتخابات تحولت إلى ليلة القدر» وأضاف «من غير المعقول أن يعلن أنصار بوتفليقة نسبة المشاركة النهائية والنسبة التي سيحصل عليها بوتفليقة ساعة قبل انتهاء العملية الانتخابية». وطالبت مديرية الحملة ، من المكلفين بمراقبة الصناديق بمتابعة عملية فرز الأصوات بدقة «كونها الفترة التي تشهد عادة عمليات احتيال» وقال الوزير السابق عبد العزيز رحابي «التزوير عادة ما يحدث عند فرز الأصوات علينا أن نكون حذرين» موضحا بان مديرية بن فليس لم تتلقى طيلة اليوم الانتخابي أنباء تفيد بوقوع تجاوزات كبيرة، مضيفا بان أنصار بن فليس مصممون «على رفض النتائج وعدم الاعتراف بها في حال تسجيل عمليات تزوير» مؤكدا بان «أنصار بن فليس سيبعثون رسالة تهنئة إلى بوتفليقة في حال فوزه بالاقتراع بعيدا عن التزوير». بن فليس يشتكي الحملة الإعلامية التي استهدفت تشويه سمعته وقبل انتهاء العملية الانتخابية، اشتكت مديرية حملة بن فليس من الحملة الإعلامية التي استهدفت المترشح للرئاسيات، من خلال إخطار رمسي تقدمت به إلى لجنة مراقبة الانتخابات، واتهمت المداومة الانتخابية لبن فليس، إحدى القنوات الخاصة بالتمادي في بث حصص و أخبار و برامح ملفقة قبل و أثناء و بعد الحملة الانتخابية « تمس بشخص المترشح الحر علي بن فليس و صلت إلى حد التشهير و الطعن في كرامته «. كما اشتكت مديرية حملة بن فليس من انقطاع التيار الكهربائي والخطوط الهاتفية عن مقر المداومة المركزية، وقال احد أعضاء المداومة بأنهم «اخذوا احتياطاتهم بعدما تعرضوا لعمليات قطع التيار الكهربائي قبل يوم واحد من الحملة وهو ما دفع إدارة الحملة إلى اقتناء مولد كهربائي» كما انقطعت الخطوط الهاتفية وظلت خارج الخدمة باستثناء خط واحد لم يكن مسجلا باسم المداومة. وقدم أنصار بن فليس أرقام مناقضة لتلك التي كان يعطيها مؤيدو بوتفليقة بخصوص الاسم الذي خرج منتصرا في بعض المراكز، فقد ذكر نور الدين بحبوح الذي كان من الداعمين للمترشح علي بن فليس، بان هذا الأخير تقدم في عدة مكاتب بالعاصمة وبعض الولايات على غرار تيسمسيلت، الطارف، باتنة، سكيكدة ومسيلة، وهي المعلومات التي فندتها مداومة المترشح بوتفليقة، التي أكدت بان التقارير التي وصلتها اظهرت تقدم بوتفليقة في كل هذه الولايات.