لن أخذل من انتخبوني وسأشارك في الحوار السياسي بشروط كشف على بن فليس، الذي حل ثانيا في رئاسيات الخميس الماضي، بأنه سيتباحث مع الأحزاب التي قاطعت الانتخابات وأعلنت تشكيل قطب الانتقال الديموقراطي، لإيجاد أرضية مشتركة، وأبدى استعداده المشاركة في الحوار السياسي بشأن تعديل الدستور إذا تم وفق أجندة يتم الاتفاق عليها بين جميع الأطراف، مجددا رفضه نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنها المجلس الدستوري. رفض على بن فليس، الاعتراف بالنتائج الرسمية لرئاسيات الخميس الماضي، كما أعلنها المجلس الدستوري، وقال خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس، بأن النتائج المعلنة من قبل المجلس الدستوري "فاقدة للواقع المادي" ، وقال بأن تزكية النتائج من قبل المجلس "كان منتظرا" بعدما خرجت هذه المؤسسة الدستورية حسبه "عن حيادها منذ البداية وانحيازها لصالح مرشح معين"، موضحا بأن ثلاثة أعضاء من المجلس نشطوا الحملة الانتخابية لصالح الرئيس بوتفليقة، مشيرا بأن المجلس الدستوري أفرغ من كل الصلاحيات، وتحول كما قال "إلى جهاز بسيط للخدمة الحصرية للنظام القائم". وأوضح بن فليس بأنه سيواصل التنديد بما أسماها "التجاوزات التي عرفتها العملية الانتخابية والتزوير"، مضيفا بأنه اقتنع خلال الحملة الانتخابية التي قام بها قبل الرئاسيات "بوجود بديل سياسي للنظام القائم"، وقال بأنه سيعمل "إلى جانب القوى الحية لإعادة الاعتبار لإرادة الشعب"، مشددا بأن نضاله السياسي لن يخوضه في عزلة "بل مع الملايين من الجزائريين الذي تبنوا أفكاره والقوى السياسية التي ساندته في الانتخابات". وعارض بن فليس، النسبة التي منحت له رسميا خلال الانتخابات، وقال بأنه "حصل على ثلاثة ملايين صوت من أصل ستة ملايين توجهوا إلى صناديق الاقتراع يوم 17 افريل"، واستبعد فكرة اللجوء إلى العدالة مبررا ذالك بكون "القضاء غير مستقل" وخاضع لقرارات سياسية، مؤكدا بأنه رفض "خيار العنف أو الاحتجاج في الشارع كونه يرفض هذه الممارسات"، وتحدث عن دور المؤسسة العسكرية، مشيرا بأنه "يرفض التشكيك في التعهد الذي قدمته قيادة الجيش بشان حيادها في الانتخابات"، مضيفا بان الجيش "التزم بدور الملاحظ أمام التجاوزات التي ارتكبتها الإدارة". ولم يستبعد على بن فليس، المشاركة في الحوار السياسي الذي أعلن عنه الرئيس بوتفليقة، بشان التعديل الدستوري المرتقب، وقال بأنه سيشارك في الحوار في حال شاركت القوى السياسية في ضبط "جدول أعمال هذا الحوار"، مؤكدا بأنه سيعمل مع من اسماها "قوى التغيير" والأحزاب التي قاطعت الانتخابات، حيث أعلن بأنه سيلتقي مع قادة الأحزاب التي رفضت دخول الرئاسيات لمناقشة الأرضية السياسية التي يطرحها كل طرف لإيجاد نقاط اتفاق. وطمأن بن فليس، الجزائريين الذين منحوه أصواتهم في الرئاسيات بأنه "سيبقى إلى جانبهم، مشيرا بأنه شرع فعليا في التحضير لإنشاء حزب سياسي يكون غايته تحقيق مشروع التجديد الوطني، وقال مخاطبا أنصاره "سنكون معا في هذا النضال المشترك" مشددا على ضرورة مواصلة التجند والعمل الميداني لإنجاح هذا المسعى السياسي. كما انتقد بن فليس تعامل السلطات مع المتظاهرين في منطقة القبائل خلال المسيرة التي نظمت بمناسبة ذكرى الربيع الامازيغي.