رفض أمس، المترشح السابق للانتخابات الرئاسية، علي بن فليس، الاعتراف بالنتائج الرسمية التي رسم خلالها المجلس الدستوري عبد العزيز بوتفليقة، رئيسا لولاية رابعة أول أمس، وأوضح أنه الفائز السياسي والمعنوي في اقتراع تحالفت ضده آلة التزوير التي سيفضح أساليبها في ”كتاب أبيض” يطلع عليه الرأي العام في غضون أسبوعين. واعتبر بن فليس، في ندوة صحفية بمقر مداومته في العاصمة، أمس، أن ”إعلان المجلس الدستوري النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية كما كنا ننتظر، زكى التزوير على نطاق واسع الذي لطخ الشرعية”، مشيرا إلى إشهاد وسائل الإعلام الدولية والوطنية والشعب الجزائري عندما ”قدم ملف ترشحه بتحذير المجلس الدستوري من مشكل التزوير، وللأسف كانت مخاوفي لها مبرراتها”. وبين بن فليس أن الواقع يؤكد أنها ليست المرة الأولى، بل كما وقع في 2008 حين تم إلغاء تحديد العهدات الرئاسية، مضيفا أن المجلس الدستوري وقع صكا على بياض لتلك المراجعة الدستورية وفتح المجال أمام التحايل على الإرادة الشعبية. وانتقد بن فليس، الخاسر في سباق الرئاسيات، الذي كان رفقته مجموعة من الأحزاب المساندة له، آلية عمل المجلس الدستوري الذي انحاز بشكل مفضوح إلى الرئيس المترشح، مؤكدا أن كل الصلاحيات نزعت منه ونزل مستواه لمجرد جهاز بسيط وظف للخدمة الحصرية للنظام القائم، وذهب للتشديد على أن ”المجلس الدستوري الذي يرأسه مراد مدلسي، منح موافقته المعنوية والقانونية للتزوير الذي كان ميزة الاقتراع الرئاسي”، متسائلا عن تعيين أحد أقرب المقربين من مرشح النظام على رأسه، ومعنى مشاركة ثلاثة أعضاء منه في الحملة الانتخابية، متحفظا عن ذكر أسمائهم. وطرح تساؤلا ثانيا حول قبول الوثائق الطبية لترشحه، مستغربا مصادقة المجلس الدستوري على أربعة ملايين ومائتي ألف توقيع، مساندة بوتفليقة، ووثيقة إعلان الممتلكات التي افتقدت إلى حتى الإشارة لامتلاكه حسابا بنكيا لتلقي راتبه، ليخلص إلى أن المجلس الدستوري بارك انتخابات لا وجود لها. وعاد المتحدث للتذكير بهذه الأسباب مجتمعة التي جعلته يرفض النتائج المعلن عنها والمفتقدة إلى الأثر السياسي والقانوني. وأعلن عن عزمه فضح التزوير والتنديد بسرقة خيار الشعب، عبر ما أسماه ”كتابا أبيض” سيقدمه بالتوثيق لوسائل الإعلام وعبر الأنترنت لفضح أساليب التزوير. وبعد أن اعتبر أن حقوقه قد اغتصبت وبأنه الفائز السياسي والمعنوي لهذا الانتخاب الرئاسي، جدد تأكيده على مواصلة النضال السياسي، مبرزا أنه يتم التحضير لإنشاء حزب سياسي لتحقيق مشروع التجديد الوطني. وواصل بخصوص المبادرات السياسية التي أطلقتها قوى معارضة، بأنه على اتصال معها، وأن لكل مبادرته الخاصة، لكن سيعمل معها لإعادة الاعتبار لحكومة الشعب في ظل ما تعيشه البلاد من أزمة مؤسساتية.