كشفت أمس مصادر أمنية للنصر أن مصالح الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بعين فكرون بأم البواقي باشرت نهاية الأسبوع المنقضي تحقيقات مكثفة قصد الكشف عن عناصر شبكة مختصة في النبش على الآثار وسرقتها لعرضها للبيع وذلك بعد أن اعتدت على موقع أثري يتواجد في منطقة متاخمة للمدينة. التحقيقات الأمنية جاءت في أعقاب تعرض الموقع الأثري المتواجد بين المشاتي الثلاث توزلين وبئر خشبة وأوركيس لعملية نبش تمكن خلالها مجهولون من استخراج عديد التحف الأثرية المتواجدة بالمنطقة التي كانت في الفترة الممتدة بين 142 قبل الميلاد و42 ميلادية عبارة عن محطة للنوميديين ومن بعدها عرفت إنشاء قلعة للقديس الروماني أوركيس في الفترة الرومانية. المنطقة المعروفة بانتشار التحف الأثرية النادرة فيها معرضة للإهمال من طرف الجهات المختصة في علم الآثار الأمر الذي جعلها محط أطماع شبكات مختصة في تهريب تحف نادرة خارج التراب الوطني، غير أن مختلف الجمعيات المحلية المختصة في الحفاظ على آثار وتقاليد المدينة باتت في كل مرة توجه صيحات استغاثة قصد إعلان المناطق الأثرية المعرضة للنهب والتخريب في كل من بوغرارة السعودي وعين فكرون وهنشير تومغني وعين كرشة منطقة محمية يحرم المساس بها، مصادر النصر أشارت بأن الجهات الجهولة قامت باستخراج صندوق حجري يحمل صورة لجندي روماني فوق حصان والذي وجد مرميا بعد أن اكتشف سكان المنطقة أمرهم الأمر الذي جعلهم يلوذون بالفرار نحو وجهة مجهولة. ولم تؤكد مصادرنا إذا ما تعرضت تحف أخرى للسطو ويجري التحقيق لتحديد ذلك ومحاولة إماطة اللثام عن هوية المعنيين، نشير أن ولاية أم البواقي عرفت تعاقب عديد الحضارات عبر مناطق شاسعة منها بين الدولمن بسيقوس والرومانيين بعين فكرون والنوميديين بهنشير تومغني وعين فكرون وعين كرشة وحضارات أخرى مرت بعين ببوش وقصر الصبيحي ومناطق متفرقة وتركت وراءها كنوزا أثرية نادرة هي اليوم في ظل الإهمال محط أطماع مثل هاته الشبكات.