الأمطار الطوفانية تكشف عن مدينة أثرية بين هنشير تومغني وعين فكرون بأم البواقي كشفت الأمطار الطوفانية المتهاطلة خلال الأيام القليلة المنقضية على إقليم ولاية أم البواقي عن كنز أثري نادر يتمثل في مدينة أثرية ترجع للحقبة النوميدية الرومانية وهي المدينة التي طالب مختصون في علم الآثار بالتدخل لتصنيفها إلى جانب عديد المعالم الأثرية المهملة بالولاية وحمايتها من الوقوع بين أيدي شبكات نهب وتهريب الآثار والمكنوزات الأثرية. الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة الرابطة بين مدينتي هنشير تومغني وعين فكرون وخاصة على مستوى الحفريات المقامة من طرف شركات مختصة في مجال الري لوضع قنوات ضخمة تربط سد أوركيس بعين فكرون بسد بني هارون بميلة كشفت عن مدينة أثرية تنام تحت الطرقات والمنشآت الفنية لدائرة عين كرشة، وبالرغم من كون القطع الأثرية بادية بشكل واضح للعيان إلا أنه لا أحد تدخل وتكفل بحماية المنطقة بوضع سياج دائري حولها قبيل انطلاق الحفريات لاكتشاف معالم المدينة، رئيس جمعية النهوض بمدينة عين فكرون والباحث في الآثار السيد حكيم مراح كشف للنصر بأن المدينة ترجع إلى نحو 400 سنة قبل الميلاد، وحسبه فهو اتصل بمركز البحث في علم التاريخ والإنسان القديم الكائنة ملحقته بعين مليلة وكذا ربط اتصالاته بفرقة الدرك إلا أنه لا أحد تدخل واهتم بالموضوع، رئيس الجمعية أوضح بأنه كان شاهدا كذلك على اكتشاف منطقة أثرية أخرى بمنطقة لوشن بقرية طاقزة بسيقوس ترجع لفترة الدولمن وبالتحديد فترة 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وتتمثل الآثار التي تم اكتشافها فيما يعرف ب"الحلزونيات" وهي حجر عملاق يشكل منه السقف وبه منفذ صغير وهي سكنات للحضارة الأمازيغية أو الحضارة الريفية الأولى التي مرت عبر مناطق مختلفة ومنها اسكتلندا وبلاد الغال بفرنسا والشمرة بولاية باتنة وبونوارة بالخروب وخنشلة، رئيس جمعية النهوض بمدينة عين فكرون بين بأن المختصين في الآثار يطالبون بتصنيف الاكتشافات التي تحصل في كل مرة على أساس محميات وطنية أو على الأقل إدراجها ضمن الدليل السياحي وخريطة الآثار الوطنية، محدثنا كشف بأن الولاية عرفت عديد الاكتشافات الأثرية التي لا تزال غير مصنفة على غرار القصر الصيفي للإمبراطور قسطنطين الأول المعروف بغاديوفالا المتواجد بقصر الصبيحي وهو الثاني بعد الذي يوجد بتونس، إضافة إلى موقع فم المزاير بقليف بأم البواقي والذي عرف زراعة أول سن اصطناعي والجمجمة الشاهدة على ذلك موجودة في متحف الإنسان والتاريخ بفرنسا اكتشفها أحد السويديين الذين زاروا المنطقة سنة 1954 والتي تعد أقدم جمجمة في شمال إفريقيا وعملية زرع السن بين الدراسات بأنها حصلت في فترة 7 آلاف سنة قبل الميلاد وهي كلها مواقع أثرية مهمشة لم يتم تسليط الضوء عليها بعد.