كانت، في الساعات الأولى ليوم الثلاثاء، مدينة هنشير تومغني التابعة إداريًا إلى دائرة عين كرشة بولاية أم البواقي، مسرحًا مناوشات عنيفة ودامية اندلعت بين عمال شركة وطنية مختصة بوضع القنوات الموجهة لربط سد بني هارون بولاية ميلة بسد أوركيس بعين فكرون وصولاً لسد تيمقاد بولاية باتنة أسفرت عن مقتل أحد العمال، وهو ما جعل مصالح الدرك الوطني تتدخل على وجه السرعة وتباشر حملة اعتقالات واسعة مست عشرات العمال المشاركين في هذه المعركة الحامية الوطيس. هذه الحادثة وقعت في حدود الساعة الواحدة ليلاً من صباح أمس الثلاثاء حسب شهود عيان ومصادر أمنية مطلعة متطابقة ل”الفجر” أين تنقل عدد من عمال الشركة الوطنية المذكورة آنفًا والتي يتواجد مقرها بعين فكرون والمنحدرون من ولاية البويرة باتجاه السكن الخاص بهم والمستأجر من طرف إدارة الشركة ،مصطحبين معهم كميات معتبرة من الخمور. العمال حولوا ليلهم إلى نهار وأحدثوا ضجيجًا وجلبة كبيرة عمت السكن الذي تحول إلى مرقد لجميع عمال الشركة المكلفة بشطر الأشغال التي تربط سد أوركيس بعين فكرون بمحطة الضخ بعين كرشة ومن بينهم عمال ينحدرون من مدينة عين البيضاء بولاية أم البواقي والذين انزعجوا كثيرًا من الصخب ثاروا في مواجهة الضجيج، ودخلوا في مناوشات وملاسنات حادة سرعان ما تحولت إلى مشادات عنيفة داخل السكن دفعت بالعمال المنحدرين من البويرة إلى مغادرة المرقد المتواجد وسط مدينة هنشير تومغني، غير أن العمال المتخاصمين معهم تركوا السكن وطاردوا زملاءهم في جنح الظلام مستعملين مركبة نفعية من طراز (بيجو 404) وهي المركبة التي قام سائقها المدعو (ب.س) البالغ من العمر 28 سنة والمنحدر من عين البيضاء بدهس العامل الآخر المنحدر من البويرة والمسمى (ع.خ) البالغ من العمر 19 سنة وذلك على مستوى المنعرج المؤدي لمدينة هنشير تومغني على مستوى الطريق الوطني رقم 100 أين سقط الضحية أرضًا ولفظ أنفاسه الأخيرة لتتدخل مصالح الحماية المدنية التي قامت بنقل الضحية إلى العيادة متعددة الخدمات بهنشير تومغني أين أكد الطبيب المناوب وفاته. مصالح الدرك الوطني شنت حملة توقيفات شملت نحو 20 عامل من العمال المشاركين في الشجار الدامي والعنيف والذين لا يزال التحقيق معهم جاريًا حتى الآن حول الملابسات الحقيقية لجريمة القتل التي تسببت في توقف مؤقت للأشغال بالنظر لحالة الحزن التي عمت الورشات.