اتحاد عين السمارة في رحلة البحث عن المجد الضائع انطلاقا من نقطة الصفر شرع فريق اتحاد بلدية عين السمارة، الصاعد مؤخرا إلى حظيرة القسم الشرفي (قسنطينة)، في رحلة البحث عن أمجاده الضائعة، ولكن من نقطة الصفر على اعتبار أن السنوات الأخيرة لم ترحمه، وعصفت به إلى القسم الولائي، بعد أن كان قبل سنوات يزاحم أكبر نوادي الجهة الشرقية، على تأشيرة الصعود إلى قسم ما بين الرابطات، على غرار شباب عين فكرون و وداد رمضان جمال و دفاع تاجنانت. أعد الملف : مروان/تصوير الشريف قليب وكان للأزمة المالية الخانقة التي عاش على وقعها هذا النادي العريق خلال السنوات الأخيرة، الأثر السلبي على نتائج أصحاب اللونين الأخضر والأبيض، حيث أجبرتهم هذه المرحلة الصعبة على الوقوع في المحظور، من خلال السقوط في ثلاث مناسبات متتالية، ما عصف بالاتحاد إلى بطولة القسم الولائي، وهو الذي كان قبل 4 سنوات ينافس بقوة في القسم الجهوي الأول. للإشارة حسم اتحاد بلدية عين السمارة تأشيرة الصعود إلى القسم الشرفي، عقب نجاحه في تجاوز عقبة فريق المدينة الجديدة في آخر جولات البطولة، من خلال الفوز عليه بنتيجة (3/2)، في مباراة كادت تفلت من بين أرجل لاعبي "ليرباص" لولا الحظ الذي وقف إلى جانبهم في آخر اللحظات، خصوصا وأن الفريق الجار مستقبل شباب عين السمارة كان يتربص بورقة الصعود الوحيدة هو كذلك، بدليل عدم تنازله عليها سوى في المحطة ما قبل الأخيرة من إسدال الستار على بطولة القسم الولائي، إثر تعثره أمام نادي القرزي بنتيجة التعادل الإيجابي (1/1). ويبقى هذا الصعود بالنسبة لفريق الاتحاد الرياضي لبلدية عين السمارة ذو نكهة خاصة، كونه جاء على حساب 3 فرق من ذات المدينة، ويتعلق الأمر بالمنافس الأول مستقبل شباب عين السمارة، مولودية بلدية عين السمارة، ونجم عين السمارة، حيث نجح "ليرباص" في آخر الجولات فقط في توسيع الفارق وحسم تأشيرة الصعود، علما وأن بلدية عين السمارة قد عاشت أجواء مميزة في آخر الموسم، خاصة وأن الجميع كان يترقب هوية الفريق الذي سيكون له شرف الصعود، خصوصا وأن نتائج الفريقين كانت جد متقاربة. وتعمل إدارة الرئيس حكيم عزيزي على قدم وساق لإعادة الاتحاد إلى مكانته الطبيعية، حيث تعهد بإحداث تغييرات عديدة خلال المواسم القادمة، بغية إعادة الاتحاد إلى الواجهة، علما وأن إدارة "ليرباص" تنتظر تحركات السلطات المحلية، من أجل المساهمة في إعادة المجد الضائع لهذا الفريق، والذي كان بالأمس القريب الممول الأول لأكبر نوادي الجهة الشرقية باللاعبين، على غرار الهداف بوقوس عيسى، الذي حمل ألوان شباب قسنطينة قبل مواسم. رئيس اتحاد عين السمارة حكيم عزيزي للنصر هذا الصعود ما هو إلا خطوة لإعادة الاتحاد إلى مكانته الطبيعية أولا هنيئا لكم بهذا الصعود الذي لم يكن سهلا؟ أجل هذا الصعود له طعم خاص، كونه جاء بعد تحديات كبيرة. لقد نجحنا في حسمه في آخر جولتين فقط، وما أعطاه نكهة خاصة بالنسبة لنا، هو أنه كان على حساب الفريق الجار مستقبل شباب عين السمارة، الذي نتمنى له حظا موفقا الموسم القادم. على العموم نحن في قمة السعادة بعد نجاحنا في حسم تأشيرة الصعود إلى القسم الشرفي، لقد ضحينا كثيرا هذا الموسم في سبيل تحقيق هذا الهدف. أحمد الله وأشكر اللاعبين والطاقم الفني على المجهودات الكبيرة التي بذلوها طيلة الموسم الكروي. هل لك أن تخبرنا عن أسباب السقوط الحر لاتحاد عين السمارة؟ الاتحاد كان من أبرز فرق الجهة الشرقية خلال السنوات القليلة الماضية، حيث كان ينافس بقوة على تأشيرة الصعود إلى بطولة ما بين الرابطات، وأتذكر بأنه كان يزاحم فرق كبيرة كشباب عين فكرون ودفاع تاجنانت ورمضان جمال ... وغيرها من الفرق التي تنشط الآن في قسم الهواة والرابطة المحترفة الثانية، لأنه تأثر كثيرا بالأزمة المالية الخانقة، والتي أجبرته على دفع الثمن غاليا، حيث اضطر للسقوط في ثلاث مناسبات متتالية، الأمر الذي جعله يتواجد في القسم الولائي، وهي مكانة لا تليق بفرق بحجم "ليرباص" صاحب الأمجاد. هل نفهم من كلامك بأن البلدية لم تقدم لكم المساعدات اللازمة في السنوات الماضية؟ لا لم أقل هذا ولكن الفريق عجز عن إيجاد مصادر للتمويل، وهو ما أثر على نتائجه بالسلب، حيث دفعنا الثمن غاليا، ولكن ثقتنا الآن كبيرة في رئيس المجلس الشعبي البلدي، من أجل إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية، خصوصا وأنه وعدنا في بداية الموسم بالوقوف إلى جانبنا، وتقديم الدعم المالي اللازم. نحن ننتظر المساعدات على أحر من الجمر، خصوصا وأننا نسعى لإحداث تغييرات على التركيبة البشرية، سيما وأننا لن نقف عند هذا الحد، بل نسعى للصعود الموسم المقبل، على اعتبار أن مكانتنا ضمن الكبار. هل لك أن تخبرنا كم كلفكم هذا الصعود؟ سأكون صريحا معكم، اللعب في الأقسام السفلى لا يجبرك على إنفاق أموال كبيرة، حيث كلفنا هذا الصعود قرابة 200 مليون سنتيم فقط. لقد اضطررت خلال هذا الموسم لإنفاق حوالي 70 مليون من مالي الخاص، ولكن هذا لا يعد بالشيء الكبير مقارنة بالفرحة التي قدمناها لأنصارنا الذين احتفلوا بهذا الصعود، في انتظار إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية في القريب العاجل. مدرب الاتحاد عبد الغني فندي سعيد بهذا الصعود لكنني لا أستطيع المواصلة في مثل هذه الظروف أعرب المدرب عبد الغني فندي عن سعادته الكبيرة، بعد نجاحه في قيادة الاتحاد الرياضي لبلدية عين السمارة لتحقيق الصعود، ولكنه أكد بالمقابل استحالة مواصلته العمل في مثل هذه الظروف الصعبة الموسم المقبل، على الرغم من تمسك رئيس الفريق بخدماته. وفي هذا السياق يقول القائد الأسبق لفريق بناء قسنطينة (الكراك): "أولا أنا سعيد للغاية بعد نجاحنا في حسم تأشيرة الصعود. لقد كان موسما صعبا بالنسبة لنا، خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي عملنا فيها. صدقوني لم نكن نملك حتى الإمكانات البسيطة، ولكن إصرار وإرادة اللاعبين مكنتهم من تحقيق الحلم في الأخير. أتشرف بالثقة التي منحني إياها الرئيس، ولكن اعتذر منه في حالة عدم توفير ظروف العمل المناسبة، خاصة وأن اللعب في القسم الشرفي سيكون أكثر صعوبة مقارنة بالقسم الولائي". قالوا عن الصعود هداف الفريق ابراهيم بوقوس "سعيد بهذا الصعود الذي لم يكن سهلا، كونه جاء في آخر جولتين فقط. لم أقم إلا بواجبي، وأنا سعيد لإنهاء الموسم بتسجيلي 17 هدفا. أتمنى كل الخير لفريق اتحاد بلدية عين السمارة، ولكن الوقت قد حان لتغيير الأجواء والانتقال إلى فريق آخر طموح. أود أن أسير على خطى شقيقي الأكبر، ولم لا الالتحاق بأحد النوادي الكبيرة مستقبلا". شيبوط شراف أهدي هذا الصعود للمدرب فندي "أولا أهدي هذا الصعود للمدرب فندي الذي ضحى كثيرا معنا، كما أهديه لجماهيرنا التي كانت تستحق أن نهديها هذه الفرحة. لقد عملنا كثيرا طيلة الموسم وآمنا بحظوظنا إلى آخر الجولات، وهو الأمر الذي مكننا من الوصول إلى المبتغى في آخر المطاف. على العموم نستحق أن نفرح بهذا الإنجاز، ولم لا النجاح في إعادة الاتحاد إلى مكانته الطبيعية في أسرع وقت ممكن". القائد سلامي أسامة يجب أن نستمتع بهذه اللحظات السعيدة "سعادتي لا توصف بهذا الصعود كونه جاء بصعوبة كبيرة، وأمام ثلاثة فرق جارة، يجب أن نستمتع بهذه اللحظات الجميلة، خصوصا وأننا ضحينا كثيرا طيلة الموسم، في ظل عدم توفر الإمكانات اللازمة. كل شيء يهون في سبيل السعادة التي نجحنا في تقديمها لأنصارنا". بدالة وليد أشكر اللاعبين على أدائهم البطولي طيلة الموسم "أولا أشكر اللاعبين كثيرا على أدائهم البطولي طيلة الموسم، والذي مكننا من حسم تأشيرة الصعود في آخر المطاف. لقد كنا بمثابة عائلة واحدة، وهو الأمر الذي ساعدنا في الوصول إلى مبتغانا، يتوجب علينا الاستمتاع بفرحة هذا الصعود في انتظار مواسم أفضل". قودية محمد سعيد أنا في غاية السعادة بهذا الإنجاز، لقد ضحينا كثيرا طيلة الموسم، وحان الوقت لنفرح بهذا الصعود الصعب، والذي أهديه لجميع أنصارنا الأوفياء الذين آمنوا بإمكاناتنا لآخر جولة، حيث لم يتركونا وظلوا خلفنا منذ البداية إلى النهاية. هذه ما هي إلا البداية في انتظار إنجازات قادمة، ولم لا نرى "ليرباص" في القسم الجهوي الأول من جديد".