فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أَطُوفُ بِدِيَارِكِ وَ أَهْتِفُ ..
نشر في النصر يوم 19 - 05 - 2014

"تَعَلَّمْ أَيْنَ تَحْفِر،ُ وَ احْفِرْ هُنَا، يَا غُرَابُ"
"نوري الجَرّاح"
أَنَا لَا أَرَاكِ جَمِيلَةً، وَ مُشْرِقَةً..
إِلاَّ وَقْتَمَا تَكُونُ الفُصُولُ تَحْزِمُ حَقَائِبَهَا.. فِي طَرِيقِهَا إِلَى مَجْهُولِ الغَابَاتِ،
وَ مَعْبُورِ الجِبَالِ،
وَ سَحِيقِ المُحِيطَاتِ،
التِي تَكْبُرُ فِيهَا:
الجَلَبَةُ، وَ مَسَرَّاتُ المَرَايَا،
وَهِيَ تَتَوَارَى –خَجَلاً-
حَيْنَمَا يَشْرُقُ الاِخْضِرَارُ،
مُرْتَدِيًا زُرْقَتَهُ الدَّاكِنَةَ..
أَنْتِ الفُصُولُ الوَاعِدَةُ..
أَتَرَقَّبُهَا فِي مَحَطَّاتِ العُمْرِ..
مُتَوَاِليَّةً فِي الهَشِيمِ،
وَ الاِنْكِسَارَاتِ،
وَ الخَيْبَاتِ، التِي تَجْعَلُنِي:
أُشْرِقُ بِالدَّمْعِ،
وَ أُجْهِشُ بِالآهَاتِ..
أَتَنَادَى بِالْحَسَرَاتِ الكَاوِيَّةِ..
أَتَذَكَّرُكِ.. أَيَّتُهَا المَلِيحَةُ،
وَ أَنْتِ تُطِلِّينَ عَلَى جَبَلِ المَعْنَى:
بَهِيَّةً، لَامِعَةً، وَ شَهِيَّةً..
وَ شَاهِدَةً عَلَى اِنْسِحَاقِ الرُّوحِ..!
لِمَاذَا كُلَّمَا اِقْتَرَبْتُ مِنْ تُخُومِكِ:
تَزْدَادِينَ إِيغَالاً،
وَ عُلَوًا،
وَ بُعْدًا..؟
فِي مَرَايَاكِ الوَالِغَةِ، فِي دَمِي..
ما يَجْعَلُ الحَيَاةَ..
جَمِيلَةً، وَ مُسْتَسَاغَةً،
وَ مُمْكِنَةَ العَيْشِ.. !
أَرَاكِ فِي البَعِيدِ:
طَائِرًا أَخْضَرَ..
يَخْفُقُ فِي مَدَارِ المَدَى..
مُلَوِّحًا بِالتَّحَايَا.. وَ مُنْتَصِرًا،
بِالقُبُلاَتِ الظَّمْآى،
فِي عَشَيَّاتِ الضَّنَكِ.. !
كَيْفَ أَقْدِرُ عَلَى غِيَابِكِ، وَ بُعْدِكِ..
أَنْتِ الجَنَّةُ المَأْوَى، مُطَوَّقَةً:
بِالرَّيَاحِينِ، وَالزَّنَابِقِ الجَبَلِيَّةِ..
تَطْفَحُ مِنْ حَوَافِ العَيْنِ،
وَ رَفِيفِ القَلْبِ..
غَدَاةَ رَوَاحِكِ إِلَى مُدُنِ:
التِّيهِ،
وَ الشَّكِّ، وَ الحَيْرةِ،
وَ الاِسْتِقْطَابِ الَهجِينِ..
يُذَرِّينِي فِي جَبَلِ الوَجَعِ البَلِيلِ..
كُلَّمَا تَحَرَّكَتِ المَرَاكِبُ:
أَتَخَيَّلُكِ.. سَامِقَةً، سَاطِعَةً، وَ مُحِبَّةً
لِلْأَشْيَاءِ التِي تَعَوَّدْنَا –مَعًا-
أَنْ نَرَاهَا، وَ نَتَحَسَّسَهَا، وَ نَعِيشَهَا..
بِفَيْضِ حَوَاسِّنَا،
وَ عِطْرِ أَحَاسِيسِنَا..
مَشْمُولِينَ بِذَاكَ الزَّهْوِ،
وَ تِلْكَ الخُيَلاَءِ..
وَ ذَلِكَ البَهَاءُ الآسِرُ:
يَلُوحُ، وَ يَبُوحُ، وَ يَفُوحُ،
فِي نِهَايَاتِ الأَمَاسِي،
إِذْ تُهَرْوِلُ إِلَى أَقَاصِي الشَّرْقِ..
مُخَلِّفَةً وَرَاءَهَا:
شِلْوَ الذِّكْرَيَاتِ،
وَ حُرْقَةِ المُغَادَرَةِ،
وَ حَسْرَةَ التَّذَكُّرِ..
وَهُوَ يَحْفِرُ فِي شِغَافِ القَلْبِ..
الّذِي سَيَظَلُّ ، يَتَذَكَّرُكِ،
وَ يَتَعَقَّبُكِ،
فِي تَفَاصِيلِ اللُّغَةِ،
وَ هَيَمَانِ الوَجْدِ..
أَتَذَكَّرُكِ:
بِشَغَفٍ..
وَ نَزَقٍ..
وَ خَفَقٍ..
وَ عَبَقٍ..
وَأَنْتِ تَتَأَلَّقِينَ،
وَ تُشْرِقِينَ،
وَ تُضِيئِينَ،
فِي مَطَالِعِ أَيَّامِي.. التِي جَعَلَتْنِي:
أَرْنُو إِلَى أَرْضٍ، أَنْتِ فِيهَا
السُّلْطَانَةُ، وَ المَلِكَةُ،
وَ العَوَالِي التِي فِي مَلاَذَاتِ الطَّوَى،
وَ مَقَامَاتِ الجَوَى،
وَ مُنَاجَاةِ الهَوَى،
وَ هُوَ:
يَتَرَقْرَقُ..
وَ يَتَحَقَّقُ..
وَ يَتَفَتَّقُ..
وَ يَتَعَرَّقُ..
وَ يَتَعَمَّقُ..
وَ يَتَعَشَّقُ..
وَ يَتَرَفَّقُ..
وَ يَعْلُو فِي الآفَاقِ،
وَ يَخِبُّ فِي الأَعْمَاقِ،
وَ يُضِيءُ فِي مَفَازَاتِ الإِشْرَاقِ..
يَمْضِي الوَقْتُ:
إِلَى جِهَاتٍ، لاَ جِهَاتَ لَهَا..
سَأَظَلُّ فِي الِانْتِظَارِ،
وَ التَرَقُّبِ، كُلَّمَا:
بَانَ صُبْحٌ،
وَ ضَجَّ ضَبْحٌ،
وَ أَزْهَرَ مِلْحٌ،
وَ أَشْرَقَتْ يَنَابِيعُ فِي غَرْبِ أَرْضٍ،
وَ شَرْقِ مَعْنَى.. !
دُونَ طَيْفِكِ،
وَ ظَرْفِكِ،
وَ لُطْفِكِ،
وَ عَرْفِكِ،
وَ صَفْوِكِ..
كَيْفَ تُزْهِرُ المَرَاعِي ..؟ وَ يَنْمُو العُشْبُ،
و يَخْفُقُ القَلْبُ فِي غَابَاتِ الضَّجَرِ،
وَ حُقُولِ القَسْوَةِ، وَ حَارَاتِ الغَدْرِ،
وَ مَكَامِنِ الخِيَانَةِ..؟
أَنْتِ المَرْعَى،
وَ عِزُّ المَسْعَى..
وَ الظِّلاَلُ العَارِفَةُ،
وَ هِيَ تُحَلِّقُ فِي شَتَاتِ الأَيَّامِ
التِي اِنْصَرَمَتْ،
وَ اخْتَرَمَتْ،
وَ انْقَضَتْ..
وَ جَعَلَتْنِي خَيَالاً يَتَرَنَّحُ، فِي أَمْدَاءِ اللُّغَةِ،
وَ أَفْيَاءِ الأَوْرَادِ،
وَ شَعَثِ القَصْدِ،
وَ خُلَوِّ الرَّفَادَةِ.. !
كَيْفَ لِي أَنْ أَتَحَسَّسَ الأَلَمَ الطَّاعِنَ،
وَ هُوَ يَحْفِرُ أَثلاَمَهُ، فِي أَثبَاجِ دَمِي،
يَزْرَعُ سُمَّهُ فِي نِيَاطِ القَلْبِ..
قَاصِفًا أَيَّامِي دُونَ عَطْفٍ،
أَوْ لُطْفٍ،
أَوْ حَنَانٍ..؟
كَيْفَ لِي أَنْ أَرْفَعَ صَوْتِي بِالغِنَاءِ،
وَ ذَاكِرَتِي بِالعَنَاءِ،
وَ أَيَّامِي بِالسَّنَاءِ..
وَ أَنْتِ هُنَاكَ فِي غَرِيبِ الأَرْضِ،
مُحَاصَرَةً بِشَنَآنِ القَوْلِ،
وَ حَذْلَقَةِ القَصِّ،
وَ حُوَاةِ الكَلاَمِ،
الّذِي صَارَ سِيَاطًا تُبْهِتُ الوَقْتَ،
وَ تَقْهَرُ الذَّاكِرَةَ،
وَ تُرِيقُ الدَّمَ،
الذِي يَتَرَغَّبُكِ،
وَ يَتَعَقَّبُكِ،
وَ أَنْتِ فِي طَرِيقِكِ،
إِلَى غَابَاتِ الأُرْزِ،
وَ يَنَابِيعِ الرَّوَاءِ..
حَيْثُ الصَّبَايَا الجَمِيلاَتِ..
يَطْلَعْنَ مِنْ شَفَقِ المَاءِ،
وَ حَبَقِ النَّارِ، إِذْ تُشْرِقُ:
شَعَانِينَ مِنْ سَقَطِ المَحَارِيثِ،
مُنَاجِزَةً الأَرْضَ ..
مُصَوِّبَةً فَخَامَاتِهَا إِلى يَقِينِ الوَقْتِ،
وَ نِسَاءِ الدَّهْشَةِ،
مُعَوِّلَةً عَلَى زَبَرْجَدِ التَّوَاشِيحِ التِي
شَبَكَتْ قَلْبِي الذِي يَتَرَجَّاكِ، و يَتَمَنَّاكِ،
فِي لَيَالِي الحِرْمَانِ، وَأَيَّامِ الشَّظَفِ.. !
أَشْرِقِي ثُمَّ
أَشْرِقِي،
وَ تَغَوَّلِي،
وَ تَوَغَّلِي
فِي عَطَشِ الرَّشْقِ،
وَ خَوَاءِ العُمْرِ، عَلَّ أَزْهَارِي الذَّابِلَةَ تَيْنَعُ،
وَ تَتَعَافَى فِي غَيْمِ الكَلاَمِ،
وَ تَرَانِيمِ النَّصِّ،
وَ هُوَ يَلْحَسُ جِرَاحَاتِهِ..
وَ يَرْنُوا إِلَى زَمَنٍ يَلُوحُ فِي مَرَايَا السَّدِيمْ.. !
أَنْتِ البَلْسَمُ الشَّافِي ..
وَ الدَّوَاءُ الكَافِي..
وَ العَافِيَّةُ إِذْ تَشْخَبُ
بِعَقِيقِ السَّمَاءِ..
وَ نَمِيرِ المَاءِ
الآتِي مِنْ جَبَلِ الآلِهَةِ.. !
كَيْفَ لِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَى أَرْضٍ،
لاَ ظِلاَلَ لَكِ فِيهَا..
وَ لاَ صَوْتَ، وَ لاَ إِطْلاَلَةَ،
تُزِيلُ مَا بِالقَلْبِ مِنْ وَحْشَةٍ،
وَ عَنَاءٍ، وَ ضَجَرٍ، وَ خَوَاءٍ وَ كَمَدٍ طَاعِنٍ فِي الرَّنِينْ.. !؟
كَيْفَ لِي أَنْ أُحَلِّقَ فِي أُفُقِ سَمَاءٍ مَرْشُوشَةٍ :
بِالحِقْدِ، وَ الضَّغِينَةَ، وَ الصَّغَارِ
الذِي يَنْبَجِسُ مِنْ فَرْطِ الحُزْنِ،
آنَ إِشْرَاقَتِهِ اليَتِيمَةِ،
مِنْ خَلَلِ التُّخُومِ التِي فِي خُفُوقِ الأَرْضِ.. !
خُذِي بِيَدِي..
كُونِي سَنَدِي..
كُونِي بَلَدِي..
كُونِي رَغَدِي..
كُونِي رَشَدِي..
كُونِي الصَّوْتَ المُرَجَّى
فِي خَرَائِبِ خَلَدِي..
كُونِي شِيَمِي..
كُونِي أُمَمِي..
كُونِي حُلُمِي..
كُونِي الحَنَانَ الذِي
يَتَوَهَّجُ فِي بَدَدِي..
آهٍ ! يَا سَمَائِي التِي فِي العُلُوِّ الشَفِيفْ..
كَيْفَ أَخْرُجُ مِنْ وَرْطَتِي..؟
كَيْفَ أَتَطَهَّرُ مِنْ زَلَّتِي..؟
كَيْفَ أَنْهَضُ مِنْ كَبْوَتِي..؟
كَيْفَ أَلِجُ صَحَارَى صَبْوَتِي..؟
كَيْفَ أَذْهَبُ إِلَى حُدُودِ نَخْوَتِي ..؟
كَيْفَ أُدَارِيكِ..؟
كَيْفَ أُجَارِيكِ..؟
كَيْفَ أُنَاجِيكِ..؟
يَا مُنْتَهَى فَرَحِي.. يَا سَلْوَةَ القَلْبِ.. وَ يَا نَشْوَةَ مَرَحِي ..
وَ أَنَتْ هُنَاكَ،
فِي الأَرْضِ البَعِيدَةِ..مُحَاطَةً
بِالقَهْرِ،
وَ العُهْرِ،
وَ الطَّاعِنَاتِ بِأَوْجَاعِ المِهْمَازِ،
وَ هُوَ يَتَفَصَّدُ مِنَ التَّرَائِبِ،
وَ المعْنَى المُتَفَلِّتِ مِنْ أَوْصَابِ الرِّيحْ.. !
خُذِينِي..
ثُمَّ خُذِينِي..
وَ خُذِينِي.. إِلَى مَحْمِيَّاتِ صَدْرِكِ..
ضُمِّينِي إِلَى يَقِينِيَّاتِ أَرْضِكِ..
أَنْتِ البَهَاءُ،
وَ النَّمَاءُ،
وَ الشِّفَاءُ،
وَ النَّقَاءُ..
وَ الخُلُودُ الذِي يَتَخَلَّقُ..
وَ يَتَفَتَّقُ..
وَ يَتَشَرْنَقُ..
وَ يَتَعَتَّقُ..
وَ يَتَرَفَّقُ..
وَ يَتَأَنَّقُ..
وَ يَتَخَنْدَقُ
فِي رَجَاءِ الأَرْضِ، وَ عَمَاءِ السَّمَاءِ.. !
أَخْرُجُ مِنْ ظَنِّي، إِلَيْكِ يَا إنِّي..
غَيْرَ أَنِّي سَأَظَلُّ.. أَبْحَثُ عَنْ أَرْضٍ
ضَمَّتْكِ..
وَ سَمَاءٍ أَظَلَّتْكِ..
وَ جِبَالٍ أَجَلَّتْكِ..
وَ غَابَاتٍ أَقَلَّتْكِ..
كُنْتِ اِخْضِرَارَهَا، وَ غُبَارَهَا، وَ عِطْرَهَا
الذِي فِي التَّدَاعِي الهَشِيمْ.. !
آهٍ ! كَمْ أَنْتِ بَعِيدَةٌ، وَ قَصِيَّةٌ..
كَيْفَ لِي أَنْ أُحَدِّدَ خَرَائِطَ التِّيهِ ،
التِي تَقُودُ إِلَى بِلاَدِكِ..
هُنَاكَ.. فِي مَسَالِكِ النَّارِ، وَ رَتْقِ الماءِ..
وَ ضَبْحِ الرِّيَاحِ..
وَ جُنُوحِ الصَّبَاحِ..
وَ نُوَّارِ الأَقَاحِ..
وَ نَعِيمِ الرَّوَاحِ..؟
كَيْفَ أُغَنِّيكِ..؟
وَ كَيْفَ أُسَمِّيكِ..؟
وَ كَيْفَ أُعَلِّيكِ..؟
وَ كَيْفَ اهْتَدِي إِلَيْكِ..؟
وَ كَيْفَ أُطِلُّ عَلَيْكِ،
وَسَطَ هَذِي الخَرَائِبِ،
التِي شَجَّتِ القَلْبَ،
وَ هَزَمَتِ الذَّاكِرَةَ، وَ شَرَّدَتْنِي فِي مَتَاهِ الإِغْوَاءِ،
وَ خَوَاءِ الأَشْيَاءِ..
وَ ضَجِيجِ اللُّغَةِ،
وَ هِيَ تَتَزَيَّا، وَ تَتَغَيَّا..
مُعْلِيَّةً صَوَامِتَهَا، وَ قَوَامِعَهَا..
طَالِعَةً مِنْ حَوَافِّ النَّهْرِ،
مُنْشِدَةً مَرَاثِيَهُ الكِثَارَ،
فِي أَفْيَاءِ الجَسَدِ،
وَ نَثَارِ العَمَارِ.. !
كَيْفَ أَصِلُ إِلَى دِيَارِكِ..؟ وَ أَنْتِ مُحَاصَرَةٌ:
بِالطُّغَاةِ، وَ القُسَاةِ، وَ الجُنَاةِ، وَ العِنِّينِينَ..؟
كَيْفَ أَرَى إِلَى بَذَاخَةِ جِيدِكِ..؟
وَ سَمَاقَةِ جَبَلِكِ ..
المُطَوَّقِ بِسَحَابَاتِ الغَيْثِ..
وَ هَتْفِ الغُرُوبِ، المُغَشَّى بِرَمَادِ القَهْرِ..
وَ حَسْرَةِ الآنِ، وَ فَزَّاعَةِ الذِي يَخْرُجُ مِنْ صَوَامِعِ الخَوْفِ،
وَ نِدَاءَاتِ الأَقْوَاتِ،
وَ حَشْرَجَاتِ الأَمْوَاتِ،
فِي مَسِيرِهَا إِلَى مَيَادِينِ الحَشْرِ،
وَ سَاحَاتِ النَّشْرِ.. سَافِحَةً دَمَهَا فِي مَهَاوِي الأَرْضِ،
وَ مَسَاقِطِ السَّمَاءِ..
أَتَذَكَّرُكِ..
إِذْ أَتَذَكَّرُكِ..
فَأَتَذَكَّرُكِ..
تَفِيضُ بِدَاخِلِي الأَنْهَارُ..
وَ تَتَصَايَحُ القَصَائِدُ وَ الأَشْعَارُ..
يُومِضُ الشُّوقُ،
وَ يَتَعَالَى الأَوَارُ..
يَهْجَعُ اللَّيْلُ،
وَ يَغُورُ النَّهَارُ..
وَ تَجِيئِينَنِي هَادِرَةً، صَاخِبَةً،
كَأَمْوَاهِ المحِيطَاتِ،
وَ أَمْوَاجِ البِحَارِ..
تَتَنَاوَشُنِي جِنِّيَاتُ المَصَبَّاتِ،
وَ غَانِيَّاتُ الجَدَاوِلِ،
وَ كَهْرَمَانَاتُ النَّارِ..
كَيْفَ أُلَمْلِمُ وَجَعِي..؟
كَيْفَ أُصَفِّفُ بِدَعِي..؟
كَيْفَ أَقُولُ مَا فَاضَ مِنْ مُتَعِي..؟
وَ أَنْتِ بَعِيدَةً .. يَا مَلْعَبَ صِبَايَ،
وَ أَرْضَ شَبَابِي، وَ مَهْدَ مَرْتَعِي..
و سِرَّ بَوْحِي، وَ رَجْعَ وَجَعِي.. !
وَ صَفْحَةَ قَوْلِي..
وَ هَامِشَ مَرْجِعِي..
نَاشَدْتُكِ الله..
نَاشَدْتُكِ الله..
وَ الحُبَّ ..
وَ سِرَّ مَا بَيْنَنَا،
أَنْ تَتَرَفَّقِي، وَ تَرْجِعِي..
كِيمَا أُفِيقُ مِنْ سَقَمِي..
أَتَخَفَّفُ مِنْ أَلَمِي..
وَ تَنْقَشِعُ سَحَابَاتُ ظُلَمِي..
يَا عَبَقَ إِيمَانِي..
وَ غِبْطَةَ وَرَعِي..
بُونَةُ الجَمِيلَةُ:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.