"العازفات"يستعدن روائع "الفالس"في الموسيقى العربية و يكسرن غرور الرجال "ألفت أول كتاب عن روائع الفالس في الموسيقى العربية و سيصدر نهاية الشهر الجاري " كشفت عازفة الكمان و مؤسسة فرقة "العازفات" التونسية أمينة الصرارفي، أول امرأة تنال الجائزة الأولى في العزف على الكمنجة من المعهد القومي للموسيقى بتونس، و التي أطربت و فرقتها النسائية بحر الأسبوع الجاري جمهور قسنطينة. الفنانة و الباحثة أمينة صرارفي تحدثت عن تحديات مجموعتها الموسيقية و عن تجربتها في بعث أول مجموعة عازفات نسائية في المغرب العربي و كشفت العديد من الأسرار في هذا الحوار الذي خصت به النصر. حاورتها / مريم بحشاشي تصوير / ع. عمور *تعودنا على رؤية مجموعات صوتية نسائية مدعمة ببعض العازفات، لكن فرقة عازفات فذلك يعتبر جديدا على الساحة الفنية المغاربية! - صحيح، نحن أول فرقة عازفات على مستوى المغربي العربي و حتى الوطن العربي و أن كانت الساحة الفنية العربية لا تخلو من المجموعات النسائية التي لا يتعدى أعضاءها ثلاث أو أربع عازفات، و فرق النسائية تقليدية، تعزف إحدى عضواتها على كمنجة غير "مدوزنة" (غير معدلة الأوتار) أو بيانو، كما تعتمدن عموما على الإيقاع، و كانت النساء لا تقرأن "النوطات" الموسيقية عكس فرقتي المؤسسة عام 1992 بمناسبة مهرجان المدينةبتونس غيّرت و أثرت على المشهد الموسيقي في تونس و المغرب العربي بطريقة عمل مميزة شكلا و مضمونا. و قد ظهرت فرق "التيجانية" التي تتكون من أربع نساء يقرعن على الطبلة و يؤدين أغانٍ صوفية ، كما ظهرت بعد ذلك فرق "الرّبايبيّة" وتتمثل في امرأة واحدة تعزف على الربابة مصحوبة بأربع ناقرات. وأشهر هذه الفرق كان "أمّي بيّة الهولة"...و الكثير من التشكيلات النسائية "المسامع " و "الفقرة"التي لا يمكن اعتبارها فرق و إنما مجرّد مجموعات. *ماذا أضافت فرقة "العازفات " للمشهد الموسيقي العربي؟ - برزت المرأة الموسيقية في القرن ال21، و جعلتها أكثر ثقة و جرأة فنية، و موسيقي و ضاعفت رغبتها في تحقيق ما حققه الرجل في هذا الميدان بلمستها و طريقتها الخاصة، كما شجعت تزايد عدد فرق العازفات العربيات. و لم يكن هدفي منذ البداية النجاح في العرض الأدائي المشهدي، و إنما إبراز المستوى الأدائي الاحترافي، موسيقياً وصوتياً، وذلك بإعداد فرقة أكاديمية، تحترف الأداء المسرحي العالمي، و قد ساعدني في تحقيق ذلك زوجي الراحل الموسيقي و المؤلف المعروف فيصل القروي الذي مكنني من ترك بصمتي مثلما نجح الكثير من الفنانين الرجال في تركها في تراث بلدهم،حيث علنا أنا و فيصل على موسيقى القرن ال21 و كيف يجب أن تكون من حيث الإنتاج و الابتكار الخاص بالفرقة. *على ما تعتمد أمينة صرارفي للحفاظ على توازن تشكيلتها الموسيقية و تجنب مشاكل الغيرة بين عناصرها؟ - منذ البداية تبنيت فكرة التنويع الموسيقي و الاعتماد على كل الآلات الموسيقية و بالتالي ضم عازفة واحدة لكل آلة لمنحها الثقة الكافية في النفس و الحرية في الإبداع بالإضافة إلى استغلالي للأصوات كآلات موسيقية ساحرة و قوية، و هو سر تميّزنا بين الأجواق النسائية محدودة العدد. * يعتبر تشكيل فرقة عازفات بمثابة التحدي في البلدان العربية، ألم تواجهي مشاكلا مع الفرق الرجالية؟ - من حسن حظنا أننا في تونس أين تتمتع المرأة بحرية كبيرة، فهي بالفعل مدللة مقارنة بالنساء في باقي دول العالم العربي و الدول المجاورة، لكن هذا لا يعني أننا لم نواجه صعوبات، بل عشنا تحد كبير لتجسيد المشروع، و استمراره. لكننا كسرنا غرور العازفين الرجال. و قد أثار تزايد تشكل الفرق النسائية و تضاعف الطلب عليهن في الأفراح حفيظة و غيرة الفرق الرجالية التي لم تتحمل منافسة العنصر اللطيف، و خطفهن الأضواء منهم. لكننا عموما نحظى بالاحترام و التقدير و التحفيز. * من أين استمدت أمينة صرارفي جرأتها الموسيقية؟ - من والدي، الفنان الملحن و العازف قدور الصرارفي و أعمامي قبل أن أصقل موهبتي أكاديميا بالمعهد القومي الموسيقي أين تحصلت على أول جائزة تمنح لعازفة كمان ببلدي. *التحقت بالعديد من الجمعيات قبل تجسيد مشروعك "عازفات تونس"هلا حدثتنا أكثر عن تجربتك؟ - بالفعل كانت لي تجارب مهمة ضمن العديد من الجمعيات على رأسها فرقة الإذاعة و التلفزة التونسية"، "فرقة الرشيدية"، "الفرقة القومية" و "الفرقة السيمفونية لمدينة تونس". *بين الغناء و العزف أين تفضل السيدة أمينة أن تكون؟ - في العزف، فأنا أعتز كوني عازفة كمان محترفة منذ أكثر من 18سنة. * ما جديد فرقة "العازفات"؟ - لوحة فنية بألوان أشهر ألحان موسيقى "الفالس" المستلهمة من أعمال أشهر الموسيقيين العرب كمحمد عبد الوهاب، محمد القصبجي، فريد الأطرش... كما سيصدر لي كاتب حول روائع الفالس في الموسيقى العربية بثلاث لغات العربية، الفرنسية و الأنجليزية و هو ثمرة رحلة بحث معمق في الموسيقى العربية و التي اعتمدت فيها على الرصيد و الأرشيف الصوتي لانعدام المدونات و المخطوطات للأسف رغم جمال الإيقاع و رواجه في خمسينات القرن الماضي. *كيف وجدت الجمهور القسنطيني؟ - "سمّيع" و ذواق بكل معنى الكلمة. و سررت و فرقتي بالمشاركة في مهرجان المالوف الدولي بقسنطينة.