نظرة المجتمع للمصور الفوتوغرافي غير منصفة و حالة الملاية مؤسفة انتقدت سهام صالحي الفائزة مؤخرا بالجائزة الأولى لمهرجان الصورة التراثية بسكيكدة، نظرة المجتمع إلى المصور الفوتوغرافي، إذ لا يزال، حسبها ، لا يصنف ضمن الفنانين و المبدعين، و يتم تقزيم التصوير الفوتوغرافي واعتباره هواية مكملة و سهلة لملأ أوقات الفراغ دون مشقة أو معاناة. ترى بأن هذه النظرة النمطية إلى التصوير الفوتغرافي ،مصدرها ازدراء الصورة داخل المجتمع الجزائري واعتبارها أداة تهدد الحياة الشخصية للمواطنين ، فلم يتم تقبلها على أساس أنها مهنة تخضع لمقاييس متفق عليها عالميا، يمكن أن يعيش من دخلها المصور الفوتوغرافي.سهام صالحي أشارت أيضا إلى محاولة استغلال أعمالها من قبل منتجي كتب دون مقابل مادي حقيقي، وذلك قصد نشرها في كاتلوغ خاص بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، حيث حاولوا أن يستحوذوا على حقوق الصور الفوتوغرافية بمبالغ زهيدة جدا، مدعيين في الوقت ذاته أن أي شخص يمكن له أن يلتقط صورة فوتوغرافية لقسنطينة، و أضافت محدثتنا أن أي صورة لا تشبه صورة أخرى ،نظرا للوقت الذي التقطت فيه، وطبيعية المنظر ،كما أن للصورة حميمية نقل مشاعر المكان التي لا يمكن أن تتكرر في زمن آخر.اعتبرت الفنانة أن فوزها بالجائزة هو تتويج لإنجازات المرأة الجزائرية المعاقة، إذ بالرغم من معاناتها من إعاقة على مستوى أطرافها الأربعة ،والذي انجر عنه ارتجاف بسيط في يديها، يمنعها من تثبيت آلة التصوير لالتقاط صورة بمعايير ممتازة، إلا أنها استطاعت أن تنجح بصورها ،حسب المختصين والمهتمين بعالم الصورة ."الملاية القسنطينية المهددة بالخطر" هو الموضوع الرئيسي للمصورة سهام صالحي، حيث تصر في أعمالها الفنية على بعث المرأة القسنطينية من أنقاض التاريخ، عبر الصورة الفوتوغرافية التي تجسد حياتها اليومية.معربة عن أسفها على حالة الملاية القسنطينية في وقتنا الحاضر، و التي أصبحت لا تشاهد إلا نادرا في وسط المدينة، وقد انحسر نطاق من يرتدينها في بعض النسوة المتقدمات في السن، كما أن طريقة ارتداء الملاية القسنطينية، مهددة هي الأخرى بالزوال ، حيث بدأت تختفي بين تقاليد مدينة الجسور المعلقة، و قلما نجد امرأة اليوم تعرف الطريقة الصحيحة والمميزة لارتدائها. وتعتبر سهام، ابنة مدينة الجسور المعلقة فنانة عصامية فيما يخص التصوير الفوتوغرافي، وقد تعلمته من خلال جولاتها المتعددة في مدينة قسنطينة وهي تسعى لتخليد أماكن وأزقة المدينة القديمة في أعمالها الفنية، وتشارك بها في معارض مخصصة للصورة الفوتوغرافية في كل ولايات الوطن، حيث تنقل بصورها الحياة الثقافية لمدينة قسنطينة على غرار صور للأبواب الحديدية التقليدية والحدائق العامة والألبسة التقليدية فتظهر اللمسة التراثية في صورها .