استقبلت عاصمة الشرق الجزائري ولؤلؤة الشرق قسنطينة في الآونة الأخيرة، بحفاوة الأصالة والتاريخ، وعمق الحضارة والمعاصرة شهر التراث الذي اجتمعت حوله عادات وتقاليد مدينة نائمة بين أجنحة الجسور المعلقة والمترامية على ضفاف واد الرمال. هذا الشهر الذي جاء تحت شعار «التراث الثقافي بين المهارة والمعرفة في زمن الرقمنة» كان فرصة لالتقاء فناني وحرفي المدينة ومثقفيها الذين اجتمعوا تحت أروقة القصر الفخم «أحمد باي» الذي تحول بعد عمليات حثيثة من الترميم إلى المتحف الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية ليضم أجنحة المعرض، ويمنح المعرض فرصة أمام حرفي المدينة بمختلف الشعب لعرض منتجاتهم التي تعبر عن تاريخ المدينة بدءا من حلوياتها وتراثها، تقاليدها وعاداتها وصولا إلى معارض خاصة بهواة «الفوتوغرافيزم» وهي الأجنحة التي زادت بأصالتها قصر «أحمد باي» جمالا ومكنت الزائرين من التجول بالقصر والتفاعل مع تاريخه وحاضره بطريقة تجعلك تعيش بين عالم الأصالة والمعاصرة. «الشعب» تجولت بين أجنحة معرض شهر التراث بقصر أحمد باي والتي تحدثت من خلاله مع حرفيين عرضوا منتجاتهم على غرار حرفة النقش على النحاس هذه الأخيرة التي تزخر بها مدينة قسنطينة ولا تزال، أكد لنا أحد الحرفيين:» أن الحرفة ورغم العراقيل التي تتعرض لها بسبب غلاء المادة الأولية، تقاوم من أجل البقاء والتنافس حيث حال حب الحرفة دون زوالها» كان توافد المواطنين على جناح النحاس بالنسبة لهم تشجيع على مواصلة العمل والحفاظ على الحرفة التي تنفرد بها المدينة العتيقة، هذا إلى جانب نشاطات أخرى تشتهر بها عاصمة الشرق الجزائري على غرار معرض تقطير الزهر والورد بالتنسيق مع جمعية البهاء للفنون والثقافات الشعبية والشباب بمشاركة مجموعة من الحرفيين من مدينة قسنطينة وتونس، متخصصون في صنع الحلويات والمأكولات التقليدية الخاصة بالمنطقة فضلا عن معرض جماعي لمجموعة من الفنانين الفوتوغرافيين تحت شعار «قسنطينة ثقافة وتراث» حيث كانت معظم الصور حول جمال المدينة الساحرة قسنطينة. سهام صالحي فنانة حكواتية ومصورة فوتغرافية عارضة لمشاهد التقطتها لمدينة عاشت بها منذ ولادتها، سهام قالت لنا أنها كل يوم تهيم بحبها أكثر وأكثر بالمدينة وأكدت أن شهر التراث هو فرصة لتبادل الخبرات فيما بينهم وكذا فتح المجال للتعارف مع الفنانين والحرفيين وتعريف أبناء المدينة سيما الجيل الجديد بتراث قسنطينة الذي يروي تاريخا وحضارة يجب التعريف بها. التظاهرة الثقافية عرفت أيضا فعاليات أخرى ضمن برنامج ثري يتلخص في محاضرات وندوات قدمت من طرف مختصين مضامينها استخدام الرقمنة لتثمين التراث الثقافي من تقديم الدكتور «حجاج حسان» هذا إلى جانب أفلام وأشرطة حول التراث غير المادي، زيارات أثرية، نشاطات ومسابقات.