نورة تنطفئ عن عمر 72 سنة غيّب الموت أمس الأحد بباريس الفنانة فاطمة الزهراء باجي المعروفة فنيا باسم "نورة" بعد صراع مع مرض عضال. نورة زوجة الموسيقار كمال حمادي رحلت في صمت بمستشفى باريس عن عمر 72سنة حسبما علم بمحيطها الفني، تاركة وراءها رصيدا فنيا ثريا، يميّزه تنوّع الطبوع و الألوان الموسيقية الجزائرية. ولدت الراحلة عام 1942بمدينة شرشال بين أحضان أسرة متعددة الأفراد و اضطرت لمغادرة مقاعد الدراسة و دخول عالم الشغل مبكرا لمساعدة والدتها المطلقة، و تمكنت من إثارة إعجاب المحيطين بها بفضل موهبتها الفنية، حيث غنت لكبار الشعراء منهم محمد بلخير "وطان غريس"و "سلاك المغبون" و شيخ بن خلوف "راس بنادم" و للحبيب حشلاف "يا بنات الحومة" و"لو كان حبيب يولي" و"سامحني و انسامحك"و رافقت الملحن التونسي محمد الجاموسي في أغنية ثنائية بعنوان "فينك يا الغالي" كما أدت له "يطول عمرك يا لميمة"، فيما لحن لها ميسوم عمراوي "يا حداث الليل"و "واش بيا سهرانة"، أما مصطفى اسكندراني فغنت له "ارجع لبلادك".تعاملت صاحبة الصوت المتميّز نورة التي يعود سر تسميتها إلى الشاعر سيد أحمد لكحل الذي حضر لها عرضا و صاح معجبا بكل عفوية «نورة كم أنت رائعة» فالتصق بها ذلك الاسم إلى يومنا هذا، مع موسيقيين لامعين مثل عماري معمر الذي غنت له " بعدما شافت عيني ما بقالي أنزيد انكذب" و محبوب باتي الذي وقع لها الكثير من الأنغام الناجحة نذكر على سبيل المثال "يما قولي لي" و"يا أختي" و"حليلي يا حليلي"، كما لحن لها زوجها كمال حمادي عديد القصائد أهمها "يا ولفي" و "يا ولد الحومة". رصيد نورة الفني الحامل لتوقيعات كبار الموسيقيين يعكس مكانتها الفنية، و اهتمامها بكل الألوان الموسيقية المحلية، حيث تعاملت مع عبد الحميد عبابسة في أغنية "يا طيارة" و أحمد وهبي "حرقتني الدمعة" و "معاك يا ولد الحلال". و يتذكر لها الكثيرون رائعة الشهيد علي معاشي "أنغام الجزائر" و وراد بومدين "يا بن سيدي" و الحاج رابح درياسة "لا تقولو لميمتي" إلى جانب الأغاني بالقبائلية من كلمات و تلحين زوجها كمال حمادي . و توجت الفنانة بعديد الجوائز الوطنية و العربية و تحصلت على الأسطوانة الذهبية سنة سنة 1971 بفضل ألبوم بالفرنسية أدت فيه أغنية "حياة " لميشال بيرجيه و الذي حقق نجاحا باهرا و تجاوزت نسبة مبيعاته المليون أسطوانة.بالإضافة إلى تتويجها بالسعفة الذهبية في مهرجان الأغنية المغاربية بالمغرب عام 1971 و الوسام الثقافي الذي قلدّه إياها الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة سنة 1974 . كما كانت نجمة مهرجان الأغنية العربية بطرابلس في ليبيا سنة 1975. و للتذكير كانت الفنانة و زوجها كمال حمادي قد حظيا منذ ثلاثة أشهر بتكريم خاص بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، و غابت هي عنه بسبب مرضها.