الفنانة نورة تتحدى المرض وتغني في حفل تكريمها

تقاسمت مع جمهورها لحظات ستظل محفورة في الذاكرة

صنعت الفنانة نورة، وهي من بين أعمدة الأغنية الجزائرية، سهرة أول أمس، مفاجأة سارة بتحديها المرض واعتلائها منصة قاعة ''ابن زيدون''، بديوان رياض الفتح في الجزائر العاصمة، حيث أطلقت العنان لحنجرتها الصداحة.
وكانت أنظار الجميع مشدودة صوب الفنانة نورة، واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء باجي، لحظة مغادرة مقعدها بقاعة ''ابن زيدون'' بديوان رياض الفتح، وتوجهها إلى ركحه بصعوبة كبيرة، جراء المرض الذي أنهكها وأقعدها لسنوات طويلة، مرفوقة بوزيرة الثقافة خليدة تومي وعقيلها الفنان كمال حمادي، اللذين بقيا متشبثين بيدها، إلى أن تماسكت نفسها واستجمعت قواها.
وراحت نورة تغني والدموع تنهمر من عينيها، مستهلة بأغنية ''توحشناك'' التي وقف لها الحضور ورددها معها، بمن فيهم الوزيرة التي أولت لها وقفة تكريمية مميزة، بالتنسيق مع ديوان رياض الفتح، تلتها ''أذرار نجرجر عزيزن'' أي ''جبل جرجرة العزيز''، التي اهتز لها مختلف أرجاء القاعة، لتختتم ب''يا ربي سيدي'' التي ودعت بها محبيها، بعد أن أعربت عن سعادتها الغامرة بحضورهم ومشاطرتهم إياها أروع لحظات تكريمها. وتميز الحفل التكريمي الذي امتد عمره الزمني إلى نحو ساعتين، بعرض فيلم وثائقي، توقف خلاله معدّه عبد القادر بن دعماش، عند أهم المراحل العمرية وأبرز المحطات الفنية التي مرت بها نورة (من مواليد 1942 بسيدي عمر قرب شرشال)، لتتداول كوكبة من الأصوات الجزائرية بعدها على المنصة، تصدرتها خريجة مدرسة ''ألحان وشباب'' في طبعتها الأولى، لامية باطوش التي أدت ''يا قلبي وعلاش'' و''ياما قوليلي''، أعقبها الفنان بوزيد الحاج بأغنيتي ''حبيبتي'' و''يا بنات الحومة''.
وبعد أن عمت الزغاريد وتعالت الهتافات في فضاء ''ابن زيدون''، أتحفت الفنانة القبائلية وردية عيساوي الجمهور ب''أذرار نجرجر عزيزن''، ''شقعغ سلام'' أي ''أبعث السلام''، و''عميروش ذيزم ندزاير'' بمعنى ''عميروش أسد الجزائر''، مصحوبة بالفنانة ندى الريحان التي استحضرت ''مكتوب عليّ نوالف''، ''كانو عندي حباب'' و''هاد الواد اللي داني''، وكذا الشابة يمينة التي تفننت في أداء ''يا سيدي ربي'' و''يا رياضي لعاب الكرة''، وذلك على أنغام الجوق الموسيقي الذي قاده المايسترو كمال معطي.