أرفض أن أكون فنانا موسميا و حقوق المغني ليست محفوظة في الجزائر طرح مؤخرا الفنان القسنطيني المغترب مهدي بن خبخاش، المعروف باسم مهدي بنك، ألبومه الموسوم "أشواق" الذي يتضمن 22 قصيدة من الشعر الملحون مرفوقة بموسيقى هادئة و يعد هذا الألبوم السابع في مساره الفني، بعد أن أصدر ستة ألبومات غنائية من طابع المالوف، العيساوة و السراوي على غرار "بهجة الروح" و"يا لوالي" ، في فرنسا و بلدان أوروبية أخرى، و لم يتم توزيع سوى ألبوم واحد من ألبوماته في الجزائر. الفنان يعمل حاليا على تسجيل ألبوم غنائي جديد، يمزج فيه الموسيقى التراثية العربية و موسيقى الفلامنكو الإسبانية، بالإضافة إلى أغنية باللهجة اللبنانية تعبر كلماتها عن عراقة التاريخ القسنطيني و إنتماء مدينة الجسور المعلقة لبعدها العربي و الأمازيغي، وقد أرجع الفنان الحضور الطاغي لمدينة قسنطينة في أغانيه، إلى حنينه الكبير إليها وهو في ديار الغربة. أضاف صاحب أغنية زهرة الرمان ، بأنه بريء من تجارة الفن، مؤكدا بأنه منتج للأغاني وليس مؤديا لها فقط ، أي أنه يحوز على مشروعه الخاص في إبداع أغان جديدة والاشتغال على تطويرها، بعيدا عن أي تقليد لمدارس فنية أخرى. كما أنه يسعى إلى دمج الموسيقى وتطويرها بغية تجديد روحها، وقد ضرب المثل بتجربة المالوف الذي أصبح مهددا بالاندثار حاليا، نتيجة الجمود و الركود الذي أصبح يطغى عليه . الأعمال الخاصة بعاصمة الثقافة العربية اعتبرها محدثنا عملا موسميا، رافضا أن يخضع الفنان إلى سلطة المهرجانات والجوائز المالية ،داعيا زملاءه الفنانين إلى الابتعاد عن الرداءة والسطحية،فالكثير منهم يجعل رسالته الفنية نمطية بغية الاستفادة من عائدات مالية، فتتويج قسنطينة عاصمة الثقافة العربية يأتي من خلال العمل المتواصل وتطوير المحتوى الفني طيلة سنوات، حسب مهدي بنك. صبغة الجمال التي يصر عليها المغني المغترب، لا تستمد قيمتها إلا من العمل الاحترافي المؤسس له، رافضا في سياق حديثه سياسية البريكولاج الفني التي أصبحت طاغية على الأغنية الجزائرية العصرية، و انتقد صاحب ألبوم "يا مرحبا" كل المغنيين الذين يعيدون أداء أغاني الآخرين بحجة حفظ التراث، حاثا إياهم على ابتكار أساليب فنية جديدة وقوالب غنائية عصرية ، مشددا في الوقت ذاته على الاحترافية في العمل الموسيقي. الجدير بالذكر أن ألبومات مهدي بنك تتواجد في مواقع بيع الأغاني المعروفة على شبكة الانترنيت، على غرار موقع أيتونز الشهير، واعتبر محدثنا لجوءه إلى هذه الطريقة لكون حقوق الفنان غير محفوظة في الجزائر، ودعا الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة إلى أن يفعل من آليات عمله بغية مواكبة التكنولوجيا والوقوف بصرامة أمام قرصنة الأعمال الفنية على شبكة الانترنت وتسويقها مجانا في الجزائر.