"سيناريو" الجزائر في مونديال إسبانيا يلقي بظلاله على حسابات الإكوادور لم تكن الهزيمة التي مني بها منتخب الهندوراس ليلة الجمعة إلى السبت أمام نظيره الإكوادوري كافية لترسيم خروجه من المونديال من أول الأدوار، رغم أنه خامس منتخب يدشن مشاركته بهزيمتين متتاليتين بعد كل من الكاميرون، أستراليا، إسبانيا و إنجلترا، لكن الهندوراسيين مازالوا يحتفظون ببصيص من الأمل في القدرة على تحقيق التأهل إلى الدور الثاني، شريطة فوزهم على سويسرا في اللقاء الأخير، مقابل إنهزام الإكوادور بنتيجة عريضة أمام فرنسا، و هي حسابات يقابلها سعي هذا المنتخب لتذوق طعم الفوز في نهائيات كاس العالم، لأن رحلة بحثه عن أول إنتصار تبقى متواصلة في ثالث مشاركة له في هذه التظاهرة. هزيمة الهندوراس أمام الإكوادور حملت معها بعض الجوانب التاريخية، لأن الهدف الذي وقعه اللاعب كارلو كوستيلي هو الأول للهندرواسيين منذ 1982، و قد شاءت الصدف أن يكون صاحب هذا الإنجاز التاريخي إبن لاعب سابق في المنتخب، و كان متواجدا في مونديال إسبانيا، و يتعلق الأمر بآلان كوستيلي الذي مثل منتخب بلاده في دورة إسبانيا، و شارك في لقاء إيرلندا الجنوبية، لما وقع زميله دولينغ هدف التعادل للهندوراس، و هي الفترة التي كان فيها آلان كوستيلي ينتظر فيها مولودا جديدا، فرزق بعد شهر من توديعه المشاركة التاريخية في المونديال بمولود سماه "كارلو"، و قد دارت عجلة الزمن، ليكون الإبن كوستيلي بطلا قوميا بتسجيله أول أهداف الهندوراس في مونديال البرازيل بعد إلإنتظار دام 32 سنة، لكن من دون ينجح هذا المنتخب في الفوز، على إعتبار أنه سجل في مشاركته إلى حد الآن 3 تعادلات و 5 هزائم. بالموازاة مع ذلك فإن منتخب الإكوادور إستعاد حظوظه في التأهل إلى الدور الثاني بفضل نجمه الجديد إينر فالنسيا الذي تألق في قلب الطاولة و تحويل الهزيمة إلى إنتصار، لأن الثنائية التي وقعها هذا اللاعب نصبته ضمن الأربعة مهاجمين الذين يتقاسمون صدارة لائحة هدافي هذا المونديال، مادام إينر فالنسيا وقع على الأهداف الثلاثة لمنتخب بلاده في هذه النسخة، الأمر الذي جعل الإكوادوريين يحلمون بالتأهل إلى ثمن النهائي، و بالتالي تكرار الإنجاز الذي كانوا قد حققوه في دورة ألمانيا 2006، غير أن تجسيد هذا الحلم يبقى مرهونا بالفوز على فرنسا في اللقاء القادم، و ترقب نتيجة مباراة سويسرا و الهندوراس، لأن نجاح الإكوادور و سويسرا في إحراز الإنتصار سيمكنهما من التساوي في الرصيد النقطي مع فرنسا، و سيدفع بالفيفا إلى اللجوء إلى إحتساب فارق الأهداف بين المنتخبات الثلاثة للحسم في هوية المنتخبين المتأهلين عن المجموعة الرابعة، و سيجبر أحد المنتخبات على توديع المونديال رغم نجاحه في إحراز إنتصارين، و هي الحالة الإستثنائية الوحيدة التي كانت قد حصلت للمنتخب الجزائري في مونديال إسبانيا، و تكررها مرهون بشرطين أساسين من الصعب تجسيدهما ميدانيا.