تتضمن رزنامة مباريات يومي الخميس و الجمعة مواجهات مباشرة بين منتخبات كانت قد دشنت المشوار بإنتصارات، الأمر الذي يجعل التنافس بينها يحتدم أكثر من أجل التأكيد و الحسم بنسبة كبيرة في مصير التأهل إلى الدور الثاني، في الوقت الذي سيكون فيه الصراع في 3 مقابلات أخرى بحسابات مختلفة، في ظل تواجد منشطيها أمام حتمية تفادي تلقي الهزيمة الثانية على التوالي، و التي تجبر المنتخب المنهزم على حزم الحقائب و التأهب لمغادرة الأراضي البرازيلية من أول الأدوار. كولومبيا – كوت ديفوار "الفيلة " تبحث عن إنجاز تاريخي أمام "نمور " متمردة يتقاسم منتخبا كولومبيا و كوت ديفوار صدارة الفوج الثالث بعد نجاح كل طرف في تحقيق الفوز، ولو أن "نمور " كولومبيا كشرت عن أيابها بمرورها إلى السرعة الثالثة أمام اليونان، و مباراة اليوم ستكون بنية التأكيد، سيما و أن الكرة الكولومبية تحتفظ بذكريات سيئة في مشاركاتها الخمس السابقة في المونديال، كونها لم تتأهل سوى مرة واحدة إلى الدور الثاني، و كان ذلك قبل 24 سنة بإيطاليا، و الفوز اليوم سيسمح لها بضمان تأهلها، رغم أن تشكيلة المدرب الأرجنتيني بيكرمان ستكون منقوصة من خدمات المهاجم كارلوس باكا المصاب، لكن ذلك يبقي الكثير من الخيارات أمام المدرب لتغطية هذا الغياب، في ظل تواجد كل من جيمس رودريغيز و كوادرادو ضمن التعداد الجاهز لهذه المواجهة. من الجهة المقابلة ستبحث "فيلة " كوت ديفوار عن انتصار يسمح لها بدخول التاريخ و المرور إلى ثمن النهائي بعدما تجرعت مرارة الإقصاء من الدور الأول في مشاركتيها، خاصة وأن المنتخب الإيفواري كان قد حقق الأهم في مباراته الأولى أمام اليابان. الأوروغواي – إنجلترا عملاقان من أجل تجنب كارثة الإقصاء و بالموازاة مع ذلك سينشط منتخبا إنجلترا و الأوروغواي قمة حاسمة بكل المقاييس، لأن نتيجتها قد تجبر أحد المنتخبين على توديع المنافسة من أول الأدوار، و حتى قبل خوض اللقاء الثالث، رغم أن كل منتخب كان قد إعتلى منصة التتويج، لكن هزيمتهما في جولة الإفتتاح وضعتهما وجها لوجه بشعار واحد يكمن في ضرورة تجنب الهزيمة للإبقاء على أمل التأهل قائما، و لو أن الفوز يبقى ضرورة حتمية لاحتفاظ كل منتخب بمصيره بأرجل لاعبيه. والحدث الأبرز في لقاء اليوم هو أن المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز المرشح للتواجد أساسيا بعد تماثله للشفاء من الإصابة سيواجه 6 من زملائه في نادي ليفربول، يتقدمهم جيرارد و ثنائي الهجوم ستاريدج و ستيرلينغ، حيث أن آمال عشاق "السيليستي" أصبحت معلقة على سواريز لتمرير الإسفنجة على الخيبة الكبيرة التي لحقت بهم بعد الهزيمة أمام كوستاريكا، لأن تشكيلة المدرب تاباريز لم تقدم ما يؤكد نيتها في تكرار سيناريو جنوب إفريقيا و بلوغ المربع الذهبي، في الوقت الذي كان فيه سقوط الإنجليز أقل وقعا، كونه جاء بعد على يد "الطليان " في مباراة متكافئة، هي الأحسن إلى حد الآن في هذه الدورة، لكن حسابات هذه المباراة تحتم على كل طرف لعب كامل أوراقه مادامت الهزيمة تعني الإقصاء، و خروج أحد أبطال العالم مبكرا سيكون مميزا في هذه المجموعة، لأن تواجد إيطاليا يحتم على منتخب على الأقل سبق له إحراز اللقب توديع البرازيل من أول الأدوار، رغم أن منتخب كورستاريكا يبقى بمثابة الحصان الأسود القادر على خلط الأوراق، سيما بعد خطفه الأضواء في جولة التدشين. اليابان – اليونان الإغريق و الساموراي بشعار السعي للتدارك و بنفس المعطيات تقريبا ستجرى سهرة اليوم مباراة منتخبي اليابان و اليونان، حيث سيرفع كل طرف شعار "تفادي الهزيمة " للإبقاء على حظوظه في مواصلة المشوار قائمة، مادام المنتخبان قد أخفقا في خرجتهما الأولى، رغم أن الزلزال الذي ضرب " الإغريق " أمام كولومبيا هز أركانهم، من الناحية المعنوية، الأمر الذي سيدفعهم إلى العمل على رد الإعتبار أمام منتخب ياباني لم ينجح في المحافظة على تقدمه أمام كوت ديفوار، و بالتالي فإن المؤشرات توحي بأن أحد المنتخبين سيحزم حقائبه سهرة اليوم . إيطاليا – كوستاريكا "الأسود " تريد استعادة مجد بذكريات "الطليان" على صعيد آخر فإن منتخب إيطاليا سيكون سهرة غد الجمعة على موعد مع مباراة هامة تجمعه بنظيره الكوستاريكي، يبحث فيها كل منتخب عن إنتصار يعبد له الطريق نحو ثمن النهائي، و لو أن "الأسود " الكوستاريكية كانت قد سرقت الأضواء في جولة الإفتتاح بفوزها المثير على الأوروغواي، الأمر الذي بعث الأمال في قلوب أنصارها لتكرير "السيناريو " التي كانت قد صنعته في قبل 24 سنة في دورة 1990 بإيطاليا، و بالتالي فإن رحلة البحث عن الأمجاد التاريخية ستكون من بوابة "الطليان" مادام منتخب كوستاريكا يحتفظ بذكريات رائعة بالأراضي الإيطالية لما نجح في بلوغ ثمن النهائي في أول ظهور له في نهائيات كأس العالم، لكن المعطيات تختلف هذه المرة، على اعتبار أن " الأزوري " يتواجد في أحسن أحواله و كتيبة المدرب برانديلي لم تتأثر بغياب الحارس المخضرم بوفون، مادام خليفته سيريغو أدى مباراة في القمة ضد إنجلترا، كما أن الصرامة الإيطالية متواجدة وسط المجموعة التي تحدوها عزيمة كبيرة لمواصلة المشوار بنفس "الديناميكية" و مسح الذكريات السيئة لآخر مشاركة في جنوب إفريقيا، لما ودع "الطليان " المونديال من أول الأدوار بعد هزيمة كارثية أمام سلوفاكيا. فرنسا – سويسرا صراع بين جارين على زعامة المجموعة من جهة أخرى قد يكشف الديربي بين فرنسا و سويسرا عن هوية متأهل آخر إلى ثمن النهائي، لأن "الديكة " حققت الأهم أمام هندوراس، مما سيضعها أمام إمتحان التأكيد ضد جيرانهم من جبال " الألب"، رغم أن كل منتخب لم يقدم الكثير، على اعتبار أن السويسريين فازوا على الإكوادور بضربة حظ في الأنفاس الأخيرة من عمر المقابلة، و مسعى الفرنسيين يكمن في البحث عن تأهل يسمح لهم بترسيم تواجدهم في "فورمة " عالية منذ تولي ديشان مهمة التدريب. إلى ذلك فإن منتخب سويسرا يريد حسم الأمور مبكرا قبل مواجهة الهندوراس، لأن المدرب الألماني هيتسفيلد كان قد أكد بأن الهدف من هذه المقابلة هو البحث عن إنتصار يسمح لتشكيلته بمواصلة المشوار بنفس الديناميكية، مع إعترافه بقوة المنتخب الفرنسي. الهندوراس – الإكوادور معركة أمريكية لتضميد الجراح آخر مباراة ستكون سهرة الجمعة بين منتخبين جريحين، و هما الأكوادور و الهندوراس، حيث يبحث كل منتخب عن نتيجة تبقي على بصيص من الأمل في قلوب أنصاره لتحقيق حلم التأهل إلى ثمن النهائي، رغم أن إفرازات جولة التدشين قضت بنسبة كبيرة على حظوظهما في تجسيد هذا الحلم، مع ترجيح كفة المنتخبين الأوروبيين فرنسا و سويسرا، لأن منتخب الهندوراس لم يقدم الشيء الكثير أمام فرنسا، و يبقى بمثابة الحلقة الأصعف في المجموعة، على عكس منتخب الإكوادور الذي كان قريبا من التعادل ضد سويسرا لولا سوء المراقبة في الدفاع. و إنطلاقا من هذه الحسابات فإن منتخبا القارة الأمريكية سيسعى إلى إطلاق بارود شرفي على أمل تفجير مفاجأة مدوية و كسب الرهان في الجولة الأخيرة، لكن كل المؤشرات توحي بأن الهندوراسيين سيحزمون حقائبهم سهرة الجمعة. صالح فرطاس برنامج يوم الخميس 17 سا00 : في برازيليا: كولومبيا = كوت ديفوار (المجموعة 3). 20 سا 00 : في ساوباولو : الأوروغواي = إنجلترا (المجموعة 4). 23 سا00 : في ناتال : اليابان = اليونان (المجموعة 3). برنامج يوم الجمعة 17 سا00 : في ريسيفي : إيطاليا = كوستاريكا (المجموعة 4). 20 سا 00 : في سالفادور : سويسرا = فرنسا (المجموعة 5). 23 سا00 : في كورتيبا : الهندرواس = الإكوادور (المجموعة 5).