الجزائر = كوريا الجنوبية محاربو الصحراء يتحدون محاربي التايجوك في معركة الحسم تتجه أنظار الجزائريين سهرة اليوم صوب ملعب بايرا ريو بمدينة بورتو أليغري الذي سيكون مسرحا لثاني مباراة للنخبة الوطنية في مونديال البرازيل، و هي المواجهة التي سيتحدد على ضوئها مصير الخضر حول مدى قدرتهم على مواصلة المشوار و تحقيق حلم الملايين بتجسيد هدف المرور إلى الدور الثاني، أو حزم الحقائب و توديع العرس العالمي من أول الأدوار، رغم أن "الكومندوس الأخضر " أبدى استعداده لرفع التحدي و رد الاعتبار للكرة الجزائرية بقهر "محاربي التايجوك " و الإبقاء على الآمال قائمة في تحقيق أفضل مشاركة في المونديال في رابع ظهور للجزائر في نهائيات كأس العالم. مبعوث النصر إلى البرازيل: بورصاص - ر تصوير: الشريف قليب مباراة اليوم ستكون حاسمة و مصيرية و يبقى لزاما فيها على التشكيلة الوطنية تفادي الهزيمة لتجنب الإقصاء المباشر، على اعتبار أن الانهزام في اللقاء الأول أمام بلجيكا أخلط كل الحسابات، و جعل الناخب حليلوزيتش محل موجة من الانتقادات اللاذعة، بسبب الطريقة التي انتهجها و كذا الخيارات التكتيكية التي راهن عليها، الأمر الذي ألقى بظلاله على الجانب المعنوي للاعبين، لأن "سيناريو " الهزيمة أمام "الشياطين الحمر" كان دراميا، و الانهيار في لحظات الحسم كبد المنتخب الجزائري هزيمة صعبة الهضم، سيما و أنها أصبحت تحتم على بوقرة و رفاقه رفع التحدي و تجاوز الإحباط البسيكولوجي ضد الكوريين، مادام أمل التأهل لا يزال قائما و حلم تنشيط ثمن النهائي يبقى يراود كل الجزائريين، بعدما حرم منه الجيل الذهبي في الأراضي الإسبانية قبل 32 سنة بسبب "فضيحة القرن" التي جعلت الفيفا تقرر برمجة مباريات الجولة الأخيرة في نفس الوقت. هذه المعطيات زادت من أهمية موعد اليوم، لكن العناصر الوطنية زفت برسائل فيها الكثير من التفاؤل إلى الأنصار، من خلال التصريحات التي كانت قد أدلت بها، و التي كشفت من خلالها عن تخطيها مرحلة الإرهاق النفسي و تجاوز "صدمة " الهزيمة أمام بلجيكا، خاصة و أن المدرب حليلوزيتش راهن على تواجد سبعة "موندياليين " في التعداد الحالي ممن سبق لهم المشاركة في دورة جنوب إفريقيا للرفع من معنويات المجموعة، إلى درجة أن "الماجيك" سارع إلى الاجتماع بزملائه للرفع من معنوياتهم، مع الإصرار على وضع الهزيمة الأولى في طي النسيان و التفكير بجدية في المستقبل، لأن التأهل لن يتحدد في لقاء واحد، و هو أمر تجسد في رد الفعل الإيجابي للاعبين الذين أكدوا جميعا على أنهم جاهزون من الناحية المعنوية لمواجهة كوريا بروح عالية، مع اللعب بكامل الإمكانيات بحثا عن نتيجة تبقي على الحظوظ في التأهل إلى ثمن النهائي قائمة. إلى ذلك فإن جاهزية اللاعبين بسيكولوجيا تحتم على "الكوتش فاهيد" وضع بصمته على الجانب التكتيكي و مراجعة حساباته، لأن التشكيلة التي كان قد راهن عليها ضد بلجيكا لم تقدم المردود الذي كان منتظرا منها، خاصة من حيث العطاء الهجومي، و ذلك على خلفية التعديلات المفاجئة التي كان قد أدخلها على تشكيلته، رغم أنه كان يتخذ اللقاء الودي ضد رومانيا بمثابة مقياس حقيقي لكتيبته، سيما و أن تلك المواجهة، و بصرف النظر عن طابعها الودي، فإنها كانت قد زرعت الطمأنينة في قلوب الجزائريين بخصوص قدرة الخضر على تسجيل أفضل مشاركة في المونديال، مع تزايد التفاؤل بالنجاح في تخطي الدور الأول، و هو ما جعل الهزيمة أمام بلجيكا تخلف " صدمة " كبيرة في أوساط اللاعبين و الأنصار على حد سواء، لأن التشكيلة لم تظهر بمستواها المعهود و المنتظر، و تعديلات حليلوزيتش لم تحمل معها نتائج إيجابية من حيث المردود أو النتيجة، كما أن الطريقة التي انتهجها و المبنية على التجمع كلية في الدفاع فجرت موجة من الغليان عليه، و بالتالي فإن الناخب الوطني أصبح مجبرا على "تحرير" اللاعبين من خياراته الدفاعية و السماح لهم باللعب بإمكانياتهم الحقيقية، لأن منهجيته في التصفيات كانت هجومية، و لو أن الهدف الذي سجله فغولي في مرمى بلجيكا كان تاريخيا و فك عقدة دامت 28 سنة، لكن ثراء خط الوسط من شأنه أن يجعل فعالية المهاجمين أكبر. وعلى هذا الأساس فإن حليلوزيتش من المنتظر أن يدخل تعديلات على مستوى التشكيلة الأساسية، انطلاقا من الجهة اليمنى للدفاع، و التي كانت نقطة الضعف في الجدار الخلفي، مرورا بوسط الميدان، خاصة في مهمة الاسترجاع، لأن مجاني كان في المباراة الأولى قد كلف بفرض رقابة لصيقة على النجم البلجيكي هازارد و نجح في المهمة التي أسندت له، لكن منتخب كوريا لا يتوفر على لاعبين نجوم بحجم نجوم "الشياطين"، الأمر الذي يحتم على الناخب الوطني أخذ احتياطاته وفق نقاط قوة و ضعف الكوريين، لأن منافس اليوم يعتمد في طريقة لعبه على السرعة في التنفيذ و كذا على القذف من بعيد، مع انتهاج أسلوب مباشر بالتوغل على الجناحين بحثا عن كرات عرضية، في الوقت الذي يبقى فيه ثقل محور الدفاع الكوري من بين أبرز النقاط التي لا بد على حليلوزيتش أن يراعيها لتفعيل خط الهجوم، سيما و أنه اعترف بأن بعض العناصر الشابة من أمثال محرز و بن طالب ليست جاهزة لخوض مقابلة كاملة في منافسة بحجم المونديال. من الجهة المقابلة فإن منتخب كوريا الجنوبية لم يقدم الشيء الكثير في خرجته الأولى أمام روسيا، و نقطة التعادل التي أحرزها كانت بمثابة شحنة معنوية كبيرة للمدرب هونغ ميونغ بو و أشباله، بعد المعاناة الكبيرة في التصفيات و كذا في المرحلة الإعدادية، لأن "الجنس الأحمر" يسجل حضوره لثامن مرة في المونديال، لكن الكوريين لا يعلقون آمالا عريضة على منتخبهم في هذه المشاركة، بسبب التأهل الشاق و الاضطرابات التي تخللت المرحلة الإعدادية، مع افتقار التعداد لنجوم قادرين على تكرار الإنجاز التاريخي المحقق قبل 12 سنة، لما بلغ "محاربو التايجوك " المربع الذهبي في المونديال الذي نظموه، و لو أن المدرب ميونغ بو يراهن كثيرا على نقاط مقابلة اليوم لرفع التحدي و مد خطوة عملاقة نحو الدور الثاني، و بالتالي إعادة "سيناريو "المشاركة السابقة، خاصة و أنه كان قد نجح في خياراته ضد روسيا، لأن "الكوتشينغ " الذي قام به أتى بثماره، كون البديل لي كيون هو كان بمثابة "الجوكير". بورصاص.ر أصداء من البرازيل المنتخب الوطني سيلعب بالبذلة البيضاء و الكوريون بالحمراء سيلعب المنتخب الوطني بالبذلة البيضاء مثلما كان عليه الحال في المباراة الأولى و هو ما أشارت إليه أمس الاتحادية الدولية لكرة القدم في تقديمها للمباراة، في الوقت الذي سيدخل فيه الكوريون بالبذلة الحمراء و الزرقاء، و يتمنى عشاق و محبو المنتخب الوطني أن يكون اللون الأبيض فأل خير على رفقاء بوقرة على عكس ما كان عليه الحال في المباراة الأولى. لا أثر للكوريين في مدينة بورتو أليغري على عكس عشاق و محبي المنتخب الوطني المتواجدين بكثرة في البرازيل، فإن الكوريين نكاد لا نلتقيهم خلال تجولنا في شوارع البرازيل، عكس ما حدث معنا في المباراة الأولى أمام منتخب بلجيكا أين التقينا بالبلجيكيين في شوارع مدينة بيلو أوريزنتي، و هو الأمر الذي يجعلنا نطرح ألف سؤال حول عدد الكوريين الذين يحضرون المباراة، رغم أنهم حضروا بأعداد لا بأس بها في مباراة فريقهم الأولى أمام روسيا، أم هم بصدد التحضير للمباراة على شاكلة اللاعبين. زوجة دي بروين تتمنى تأهل الخضر التقت زوجة نجم المنتخب البلجيكي أحد المناصرين الجزائريين بعد نهاية مباراة الخضر و نظيره البلجيكي بملعب مينيرو، حيث قالت له أنها تتمنى من أعماق قلبها تأهل المنتخب الوطني رفقة الشياطين الحمر، و قد التقطت زوجة أحسن لاعب في مباراة الخضر صورة مع المناصر الجزائري للذكرى. التلفزيون البرازيلي أعد تقريرا عن مناصر جزائري أعد التلفزيون البرازيلي تقريرا عن مناصر جزائري وصفته بالمناصر غير العادي، سيما و انه قدم إلى بلاد السامبا واضطر إلى المبيت بخيمة، و ينحدر هذا المناصر من مدينة الجسور المعلقة و سبق له أن تعرض لاعتداءات بالعاصمة المصرية القاهرة على هامش مباراة الخضر و مصر في تصفيات مونديال 2010. الفيفا تؤكد بيع كل تذاكر المباراة ستلعب مباراة اليوم بين المنتخب الوطني ونظيره الكوري الجنوبي على ملعب بايرا ريو بشبابيك مغلقة، وهو ما أكده أمس الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وذلك بعد أن بيعت كل التذاكر المخصصة للقاء، و هو ما يعني أن ملعب بايرا ريو سيكون مكتظا عن أخره مثلما كان الحال في المباراة الأولى للخضر أمام المنتخب البلجيكي.