في مباراة حياة أو موت.. لا خيار أمام كتيبة (الخضر) سوى افتكاك نقاط مباراة اليوم أمام منتخب كوريا الجنوبية بملعب (بيرا-ريو) بمدينة بورتو أليغري بداية من الساعة الثامنة بالتوقيت الجزائري برسم الجولة الثانية للمجموعة الثامنة لمونديال البرازيل باعتبار أن حتى التعادل من شأنه أن يضع الممثّل الوحيد للأمّة العربية في هذه الطبعة العالمية في وضعية صعبة للغاية لبلوغ هدف التأهّل إلى الدورالثاني والاكتفاء بالمشاركة وفقط للمرّة الثانية على التوالي والرّابعة في موعد بحجم كأس العالم، وبالتالي فإن الخطأ في خرجة اليوم غير مسموح به بالنّسبة لكتيبة (الخضر). يحرص المنتخب الوطني على تحقيق نتيجة إيجابية في الخرجة الثانية له في المونديال باعتبار أن الإخفاق أمام كوريا الجنوبية سيكون مرادفا للإقصاء المبكّر من المنافسة بعد الهزيمة الأولى المرّة أمام لمنتخب البلجيكي، ممّا جعل الطاقم الفنّي بقيادة حليلوزيتش يولي أهمّية بالغة في الحصّة التدريبية الأخيرة التي برمجها أمس فوق أرضية الملعب الرئيسي الذي سيكون مسرحا لمباراة اليوم للجانب البسيكولجي من أجل شحن عزائم زملاء اللاّعب سفيان فغولي بعد الضربة الموجعة التي نالت من معنوياتهم بعد الهزيمة أمام منتخب (الشياطين الحمر)، خاصّة وأن المأمورية ستكون صعبة أمام تشكيلة كورية منظّمة جيّدا على الصعيد الفنّي، ممّا سيزيد ختما من شراسة التنافس للظفر بنقاط الفوز بحكم أن المنتخب الكوري سيوظّف كامل أوراقه الرّابحة لقلب الموازين وخلط أوراق المجموعة الثامنة. الهزيمة تقصي "الخضر" من موعد "السامبا" بعد مرارة الهزيمة التي تجرّعها المنتخب الوطني في مباراته الأولى أمام المنتخب البلجيكي بهدفين لهدف، فيما تعادل المنتخب الكوري الجنوبي مع روسيا بهدف لمثله، وضعت زملاء بوفرة أمام حتمية الفوز أو التعادل على الأقل في مباراة اليوم للحفاظ على البقاء في رواق التنافس على إحدى تأشيرتي الدور الثاني، ممّا يضع التقني البوسني أمام حتمية إيجاد الحلول المتاحة لتفادي تضييع فرصة استعادة حظوظ البقاء ضمن قائمة المنتخبات المعنية بمواصلة مشوار هذه المنافسة العالمية إلى الدور الثاني على الأقل، خاصّة وأن أسلوب حليلوزيتش يميل إلى التحفّظ في الأداء وعدم الاندفاع الهجومي، وهو ما يعني أن طاقم (الخضر) مطالب بالاستثمار في مؤهّلات اللاّعبين الذين يمتلكون قوة مضاعفة حظوظ التشكيلة الوطنية لطيّ صفحة الإخفاق في المباراة الأولى أمام منتخب بلجيكا في صورة اللاّعب ياسين براهيمي ياسين الذي من المنتظر أن يكون من بين الأسلحة التي يعوّل عليها لتخطّي عتبة المنتخب الكوري، كما هو الشأن بالنّسبة لمسجّل الهدف الوحيد في المباراة الفارطة المهاجم سفيان فغولي الذي يعوّل عليه كثيرا لإرباك دفاع المنافس، فيما يبقى الحارس رايس مبولحي بمثابة ورقة رابحة لتجسيد مسعى صنع فارق الأهداف بعد تألّقه بشكل ملفت للانتباه في الخرجة الأولى. اللاّعبون يدركون أهمّية هزم كوريا يدرك عناصر المنتخب الجزائري جيّدا أهمّية الفوز على كوريا الجنوبية لأنه سيعزّز حظوظه في مشاركته الرّابعة في سعيه لبلوغ الدور الثاني للمرّة الأولى في تاريخه، خاصّة بعد خسارته أمام بلجيكا (1-2) في الجولة الأولى، والمباراة الساخنة التي تنتظره في اختتام مباريات الدور الأوّل أمام المنتخب الرّوسي. ويتطلّع (محاربو الصحراء) إلى تجسيد مقولة (ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد) في الجولة الثانية، أوّلهما وأهمّهما الفوز الذي يلهثون وراءه منذ عام 1982 ومشاركتهم الرّائعة في مونديال إسبانيا عندما تغلّبوا على منتخب الشيلي بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين برسم الجولة الثالثة الأخيرة من مشاركتهم الأولى، والتي استهلّوها بفوز تاريخي على ألمانيا الغربية ونجومها الكبار بول بريتنر وكارل هاينتس رومينيغي. حليلوزيتش مطالب بتغيير خطّته لردّ الاعتبار لا تعود خيبة أمل حليلوزيتش إلى الخسارة فقط، بل إلى طريقة لعب المنتخب الجزائري التي لا تتوافق تماما مع فلسفته في اللّعب التي يتبنّى فيها النّزعة الهجومية في أغلب الأحيان. وسيحرص حليلوزيتش الباحث عن تحقيق (إنجاز) في أوّل مشاركة له كمدرّب في المنافسة العالمية بعد أن أقيل من تدريب منتخب كوت ديفوار عشية مونديال 2010 بجنوب إفريقيا على تدارك الهزيمة أمام بلجيكا من بوابة كوريا الجنوبية ليعيد به الثقة إلى صفوف لاعبيه. ومن المتوقّع أن يجري حليلوزيتش تغييرات على التشكيلة لتصحيح بعض النقائص على الصعيد الدفاعي الذي يبقى إلى حدّ الآن النقطة السوداء لكتيبة (الخضر)، وبالتالي فإن التقني البوسني سيوظّف كامل أوراقه الرّابحة من الناحية التكتيكية لتفادي تكرار سيناريو المشاركة الأخيرة في مونديال جنوب إفريقيا، خاصّة وأنه أصبح مجبرا أكثر من أيّ وقت مضى على تصحيح أخطاء الماضي والحفاظ على حظوظ المنتخب في حجز بطاقة الدور الثاني. وسيكون حليلوزيتش أوّل الساعين إلى النقاط الثلاث لتحسين صورته بعد الانتقادات الكثيرة التي طالته من قِبل المسؤولين الدوليين السابقين ووسائل الإعلام الجزائرية بسبب خطّته الدفاعية المحضة التي سلكها أمام بلجيكا وكلّفت غاليا بتجرّع الخسارة المُرّة بعدما كان الفوز في المتناول الذي كان يسمح للمدرّب حليلوزيتش بتسجيل اسمه بأحرف من ذهب في سجِّل الكرة الجزائرية ووضع (الخضر) في موقع جيد لانتزاع إحدى بطاقتي المجموعة، خاصّة إذا سقطت روسيا أمام بلجيكا في المباراة الثانية ضمن نفس المجموعة. اللاّعبون تحت الضغط تغيّرت ملامح اللاّعبين مقارنة بآخر حصّة تدريبية في مركز المنتخب بسوروكابا، أين كانت معنويات اللاّعبين في السحاب ولم يعانوا من أيّ ضغط، غير أن الأمور تغيّرت بمجرّد وصولهم إلى أرضية ملعب (بيرا-ريو) بمدينة بورتو أليغري، حيث بدت علامات التوتّر والتأثّر من الضغط الكبير الذي بدأ في الارتفاع مع اقتراب موعد مباراة اليوم، لاسيّما وأنهم مطالبون بمضاعفة التركيز للظفر بنقاط الفوز، وهو المسعى الوحيد الذي يضع أشبال المدرّب وحيد حليلوزيتش في وضعية أفضل لتجنّب تخييب آمال الشعب الجزائري خاصّة والأمّة العربية بصفة عامّة. وسعى المدرّب وحيد حليلوزيتش خلال الحصّة التدريبية الأخيرة التي برمجها أمس للرّفع أكثر من معنويات اللاّعبين بغرض التقليل من حجم الضغط المفروض عليهم ولعب مباراة اليوم في أفضل جاهزية من الناحية المعنوية. الهزيمة تعني رحيل حليلوزيتش في حال تسجيل هزيمة ثانية فإن عواقبها ستكون وخيمة على المدرّب وحيد حليلوزيتش كونه بات مهدّدا بالإقالة قبل نهاية العرس العالمي على الرغم من أن جميع المؤشّرات تدلّ على أنه لن يكمل مشواره مع (الخضر) بعد المونديال وسيستخلف بالتقني الفرنسي كريستيان غوركوف الذي من المتتظر أن يكون حاضرا في مباراة اليوم لمعاينة اللاّعبين عن قرب بعد حضوره في المباراة أمام منتخب للجيكا بطلب من رئيس (الفاف) محمد روراوة. وحسب ما علمناه فقد اغتنم رئيس (الفاف) محمد رورارة فرصة الاجتماع الذي عقده أمس مع التقني البوسني وحيد حليلوزيتش لمطالبته بتحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقه وعدم الوقوع قي فخّ الأخطاء المرتكبة في مواجهة بلجيكا، والتي كلّفت (الخضر) تضييع فرصة الظفر بنقطة التعادل على الأقل، ممّا زاد من توتّر علاقة الطرفين إلى درجة أن الرئيس روراوة فكّر في إقالته وإخراجه من الباب الضيّق قبل مواجهة اليوم، والتي ستكون بمثابة آخر فرصة للمدرّب حليلوزيتش لإثبات جدارة تدريب الممثّل الوحيد للأمّة العربية في موعد بحجم كأس العالم. هونغ ميونغ بو (مدرّب كوريا الجنوبية): "مطالبون بنقاط الفوز" أكّد مدرّب منتخب كوريا الجنوبية وأحد أبرز نجومها السابقين هونغ ميونغ بو أن النقاط الثلاث ستكون الهدف أمام الجزائر، وقال: (إذا رغبنا في تخطّي الدور الأوّل يجب أن نفوز غدا، المهمّة صعبة لكنها ليست مستحيلة). وتابع هونغ ميونغ بو الذي كان أحد اللاّعبين الذين حقّقوا أفضل إنجاز آسيوي حتى الآن: (أنا مرتاح لمستوى اللاّعبين من الناحيتين التكتيكية والبدنية، لقد قدّموا أفضل ما عندهم في المباراة الأولى وسيفعلون الأمر ذاته إن لم يكن أكثر، هناك عزيمة وإرادة لتعويض النقطتين أمام روسيا). وختم مدرّب منافس (الخضر) كلامه قائلا: (فوزنا بمواجهة الجزائر سيفتح لنا أبواب ثمن النّهائي، خاصّة إذا خسرت روسيا أمام بلجيكا، وقتها سيكون تعادلنا مع بلجيكا في الجولة الأخيرة كافيا لبلوغ الدور الثاني).