سعداني: بلخادم يريد السيطرة على الأفلان للترشح للرئاسة بلخادم: القيادة استعانت بمأجورين للاعتداء على قياديين و المخرج الوحيد هو إجراء تصويت على منصب الأمين العام سعداني في دورة متوترة للجنة المركزية أمس "بلخادم يريد السيطرة على الآفلان للترشح للرئاسة" سعداني للوزراء: ماذا قدمتم للآفلان؟ اتّهم عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني سابقه عبد العزيز بلخادم بالسعي للسيطرة على الحزب من أجل الترشح لرئاسة الجمهورية مستقبلا، ووجه انتقادات لاذعة أيضا لبعض الوزراء الذين يسيرون في فلك بلخادم، وقال لهم ماذا قدمتم للحزب؟ وتعهد سعداني في افتتاح دورة اللجنة المركزية أمس بفرض القانون وإنهاء حالة الفوضى التي تعم الحزب، وإنهاء الاحتكار داخله، وقد تمكن من تمرير النقاط الأربع في جدول أعمال الدورة ومنها إعلانه تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر العاشر للحزب التي تضم كافة أعضاء اللجنة المركزية، بينما لم يتمكن معارضوه من دخول القاعة، وقد حاول بلخادم الذي كان يحوز على دعوة إدخال جماعة بلعياط معه، لكنه منع بالقوة ففضل مقاطعة الدورة هو الآخر. خيّم التوتر والصراع على أشغال الدورة التاسعة العادية للجنة المركزية للآفلان التي انعقدت أمس بفندق الأوراسي بالعاصمة، لكن عمار سعداني الأمين العام للحزب تمكن في الأخير من فرض رأيه وتمرير جدول الأعمال الذي سطره مسبقا، دون أن يتمكن معارضوه من فرض النقطة الخامسة في جدول الأعمال والتي تتعلق بانتخاب أمين عام جديد للحزب. وقد شهد بهو فندق الأوراسي مشادات بين أنصار سعداني والمنظمين ومعارضيه، ولم يتمكن هؤلاء ومعهم الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم من دخول قاعة الدورة، فاكتفوا بالاجتماع في الخارج رغم محاولاتهم المتكررة. بلخادم ساند ترشحي وطالبني بعزل الوزراء و قد اتهم الأمين العام للحزب عمار سعداني سابقه عبد العزيز بلخادم صراحة بمحاولة السيطرة على الآفلان كي يترشح لرئاسة الجمهورية مستقبلا، هذا في وقت كان فيه بلخادم خارج القاعة مع أنصاره من جماعة بلعياط يحاولون الدخول بالقوة لكنهم منعوا بالقوة أيضا، وقال سعداني في كلمة ارتجالية له قبل رفع الجلسة الصباحية" تمنيت لو حضر بلخادم الدورة وتكلم كي أرد عليه، لكن يحضر وحده ولا يجلب معه أي كان"، ثم استطرد وواصل" أقول لكم الحقيقة اليوم.. بعد فراغ منصب الأمين العام عقدت العزم على الترشح كان بلخادم أول شخص ذهبت إلى بيته وقلت له أنا انوي الترشح..فقال لي أنا معك، لكن لي طلب واحد هو أن تعزل الوزراء". ثم يواصل سعداني فيقول" جئنا لنفس هذه القاعة في 29 أوت وكان بلخادم قد منح وكالته لعضو المكتب السياسي الحالي رشيد عساس، وقد صوت هذا الأخير في مكانه" أي أن بلخادم صوت لصالح سعداني عند انتخابه في 29 أوت الماضي. سعداني الذي كان يتحدث تحت تصفيقات أعضاء اللجنة المركزية الحاضرين في القاعة قال انه دعم بلخادم ولم يعارضه مدة عشر سنوات، و بلخادم ذهب إلى الجلفة وأخذ الحزب( يقصد سنة 2003) وهو ليس عضوا في اللجنة المركزية والقانون واضح في هذا الشأن، لكن رغم ذلك لم يعارضه ولو مرة واحدة من أجل مصلحة الحزب. وواصل المتحدث انتقاده لبلخادم عندما قال ماذا يريدون؟ هل من أجل ترشح بلخادم لرئاسة الجمهورية لابد أن يأخذ الحزب إلى بيته.. نحن لن نترك الشرعية والحزب لا بد أن يواصل مسيرته"، وقال في هذا الاتجاه أيضا" هل في تقاليد الحزب لما يذهب أمين عام يعود؟ ثم لماذا الرجوع؟ إذا كان ذلك لبناء الحزب فأنت كنت على رأسه لمدة عشر سنوات"، وتحدى بلخادم أن يواجهه في مناظرة. بعضهم قضوا 20سنة وزراء باسم الأفلان ولما عزلوا انقلبوا عليه وبعد ذلك انتقل سعداني إلى انتقاد الوزراء السابقين المعارضين له بنفس الحدة و أكثر عندما قال " البعض 20 سنة وهو وزير باسم الحزب ولما عزل انقلب على الحزب بعد يومين..أقول لهم ماذا قدمتم للحزب؟ لقد انتهى عهد الاحتكار وانكسر، وأنا الأول إذا احتكرت الحزب اكسروني، لكن القانون لابد أن يطبق، الكلام والتصريحات خارج هياكل الحزب ممنوعة"، وهذا في وقت ظل فيه الوزراء السابقون عمار تو ورشيد حراوبية وعبد العزيز زياري خارج القاعة، كما وجه انتقادا لعبد الرحمان بلعياط قائلا أن منصب منسق الحزب غير موجود في القانون، ثم من سماه منسقا؟، كما ذكر اسم عضو المكتب السياسي السابق قاسة عيسي، وقال انه لا يزال يستعمل ختم الحزب وهو انتحال. وعلى الرغم من هذا يقول سعداني أن يده تظل ممدودة ودعا الجميع للعمل معا، لكنه أكد أنه لن يستطيع أن يكون أمينا عاما والفوضى قائمة داخل الحزب، موضحا انه ليس له أي مشكل مع أي شخص وان اللجنة المركزية سيدة في قراراتها وان أعضاءها انتخبوه في هذه القاعة وهم من يقيمونه داخل القاعة أيضا أما الاجتماعات في المقاهي والمطاعم والتصريحات خارج الهياكل فهي غير مقبولة، مذكرا بأن عهدة الأمين العام هي خمس سنوات، وبأن بلخادم هو من وضع القانون وليس هو، وهو من عين أمناء المحافظات أيضا، وعلى الجميع احترام رأي الأغلبية، مذكرا في نفس الوقت أن باب الترشح فتح في 29 أوت لكن معارضيه رفضوا الاحتكام للقانون الأساسي" هل كل ستة أشهر ننتخب أمينا عاما.. ما هذه المهزلة؟" ووعد سعداني الحضور بأن يصل الآفلان إلى الحكم، كما وعد بأن تكون قيادة الحزب القادمة من المناضلين المؤمنين فقط، ومن يريد أن يكون عضوا في اللجنة المركزية عليه الرجوع إلى محافظته، أما القائمة الوطنية فمن لم يكمل عشرين سنة من النضال فلا يطمع فيها وقال" عهد الدخلاء انتهى". ثم عاد عمار سعداني ليؤكد انه لم يأت لإقصاء الناس، وقال في كلمة الافتتاح انه سيعمل لتوحيد صفوف الحزب وتطويره و عصرنته وإعادة إحياء هياكله، وانه حريص على أن تعبر كل الأصوات عن مواقفها بكل حرية داخل هياكل الحزب، والتزم بالمحافظة على وحدة الحزب دون إقصاء أو تهميش، وهو يرحب بالنقد الذاتي والنقاش الحر وبكل المبادرات الجادة. وكان سعداني قد وجه تحية خاصة للجيش الوطني الشعبي في كلمته الافتتاحية قال فيها " اغتنم هذا المقام لتأكيد ما هو مؤكد ومحسوم بخصوص المرجعية الفكرية لحزب جبهة التحرير الوطني والجيش الوطني الشعبي فهما من أصل واحد ومهمتهما مشتركة.. ولذلك فنحن أكثر حرصا على وحدة وصلابة وتماسك جيشنا" مضيفا أن الجيش الوطني الشعبي يرفض أن يزج به في متاهات السياسة وتحييده عن دوره الريادي والشريف وهو حماية التراب الوطني والذود عن مقدسات الأمة ومكاسبها. تنصيب لجنة تحضير المؤتمر العاشر وكان عمار سعداني تحت حراسة مشددة من المنظمين وأنصاره قد افتتح أشغال الدورة التاسعة العادية للجنة المركزية في حدود العاشرة والربع، حيث عرض جدول الأعمال على الحضور الذي بلغ حسبه 270 و10 وكالات، وقد نال جدول الأعمال ثقة الحاضرين من أعضاء اللجنة المركزية، وهو يتضمن أربع نقاط هي تقرير الأمين العام، المصادقة على التقرير المالي والأدبي، المقترحات الخاصة بتعديل الدستور وتنصيب لجنة تحضير المؤتمر المقبل. وقد أعلن عن تنصيب لجنة تحضير المؤتمر العاشر وهي تضم كل أعضاء اللجنة المركزية ودعا الجميع إلى التضامن والعمل بشكل متضامن" لجنة تحضير المؤتمر لا احد مقصى منها إلا من أبى وسنذهب إلى مؤتمر جامع مع المناضلين من اجل حماية الحزب وتقويته.. فليس من مصلحتنا أن نقصي أحدا لكن القيادة ليس من مصلحتها أيضا ترك الفوضى والعمل خارج القانون". كما أضاف في تصريحات هامشية له بعد ذلك أن جماعة بلخادم ليسوا أعضاء في اللجنة المركزية إلا القلة القليلة منهم، وانه كان يأمل حضور بلخادم لكن أن يدخل معه الآخرين فذلك غير مقبول، وقال أنهم رفضوا الدخول حتى لا ينكشفوا لأنهم قلة، والجميع يلاحظ أن اللجنة المركزية موجودة في داخل القاعة وليس في الخارج. وعن منع بلعياط وجماعته من الدخول رغم أن لجنة الانضباط لم تصدر قرارها بعد أوضح أن المادة 27 من القانون الداخلي للحزب تقضي بتجميد عضوية كل من يصرح أو يعمل خارج أطر الحزب تلقائيا ودون الرجوع للجنة الانضباط، لكن ورغم ذلك –يضيف- قررنا عرض ملفاتهم على لجنة الانضباط. وبهذا يكون عمار سعداني قد فوت الفرصة على معارضيه الذين كانوا ينتظرون دورة اللجنة المركزية هذه لقلب الطاولة عليه، و قد سجل حضور جماعة عبد الكريم عبادة التي كانت معارضة له، لكنها فضلت المشاركة، وقد اختتمت الدورة أشغالها بعد أربع ساعات فقط عن انطلاقها. محمد عدنان عنف و تخريب بفندق الأوراسي بلخادم: المخرج الوحيد هو إجراء تصويت بالثقة على منصب الأمين العام * نأسف لاستعانة القيادة بمأجورين للاعتداء على قياديين أعلن الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم عدم اعترافه بنتائج دورة اللجنة المركزية ليوم أمس، و أكد أن المخرج الوحيد لأزمة جبهة التحرير الوطني هو إجراء تصويت بالثقة في منصب الأمين العام للحزب. وقال في تصريحات للصحافة عقب رفض دخول أنصاره إلى الاجتماع انه سيطعن في نتائج الدورة، مؤكدا على عدم شرعيتها، وقال نتأسف لاستعانة القيادة بمأجورين والاعتداء على قياديين في الحزب بهذه الطريقة المهينة"، وأشار بلخادم إلى وجود أشخاص في القاعة من غير اعضاء اللجنة لملأ القاعة أمام الكاميرات، ومن ثم تمييع التزكية لشرعية الدورة. وابرز بلخادم أن عدد الحضور لم يتجاوز 120 عضوا في اللجنة عددا منهم ليس موافقا على سياسة الأمين العام الحالي, و أشار انه لم يشهد خلال مسيرته النضالية في الحزب مثل هذا التشجنج في صفوف الافالان. واعتبر أن "شرعنة منصب الأمين العام بالذهاب إلى الصندوق، وعندها يمكن لسعيداني أن يترشح إذا أراد ذلك، والصندوق هو الفاصل". وقد تضررت ممتلكات تابعة لفندق الأوراسي كما أصيب منظمون وأعضاء في اللجنة المركزية بكدمات وخدوش في مواجهة جديدة أمس بين أنصار الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني وخصومه مساندي سلفه عبد العزيز بلخادم الساعي للعودة لمنصبه. و انفجرت المواجهات في حدود الساعة التاسعة صباحا في المدخل المؤدي مباشرة إلى قاعة الاجتماعات الواقع في الجهة الجنوبية من الفندق، قبل انطلاق أشغال اللجنة، لما تقدم عبد العزيز بلخادم مرفوقا بحرسه وبجانبه أعضاء في مكتبه السابق وأمناء محافظات، ورئيس المجلس الشعبي الوطني السابق عبد العزيز زياري. و حاول بلخادم الدخول للقاعة، لكن المنظمين المعززين بدعم من " شبان مفتولي العضلات استقدموا من الحي الشعبي الحراش شرق العاصمة، و حراس الفندق ، طلبوا من بلخادم الدخول وحده، وترك حراسه خلفه، و حدث تدافع شديد، أدى إلى انحراف جهاز كشف المعادن، وظهر لاحقا على أعضاء في اللجنة المركزية أثار خدوش وتمزيق للقمصان. و أمام غلق المنافذ في وجهه و خشية سيلان الدم ، اضطر بلخادم ومرافقيه ، إلى العودة إلى المدخل الرئيسي، حيث أخذ قسطا من الراحة،محاطا بالصحفيين ومساعديه ، وبدا عليه الغضب والإضطراب . وبعد إجراء مجموعة من الاتصالات ، شق بلخادم طريقه من جديد عبر السلالم إلى قاعة الجلسات عبر المدخل الرئيسي كما تسلل بعض من أنصاره عبر المطعم، لكنهم صدوا من جديد ، من قبل أعوان الشرطة و الحرس. و أعطى بلخادم بعدها مجموعة جديدة من التصريحات للصحافة، ثم تناول محافظ وهران السابق العقيد مصطفى عبيد الكلمة، حيث أعلن ترشيح عبد العزيز بلخادم أمينا عاما للحزب . وفاز بلخادم باصوات ، في عملية رمزية لن تغير في التوازنات القائمة في الحزب و انسحب بلخادم بعد ذلك، تاركا رفقاءه بقيادة عمار تو و العياشي دعدوعة وقاسة عيسي، و ابراهيم بولحية ، يتابعون الأوضاع عن قرب في بهو المجلس، وأطلقوا حملة توقيعات لأعضاء اللجنة المركزية، لإشهاد زملائهم على منعهم من حضور الأشغال. وبدوا في عزلة بعد رفع الأشغال ، حيث تجنبهم غالبية الذين شاركوا في الدورة عدا بعض الغاضبين سابقا من سعداني، والذين وقعوا على لائحة التوقيعات. وراح قاسة عيسي يواسي نفسه رفقة العياشي دعدوعة، وراحا يداعبان ورودا حمراء وبيضاء، فيما بدأت أمينة محافظة بشار مليكة فضيل أكثر تأثرا بما حدث. و قال أنصار بلخادم ، أن المواجهة لم تنته ، رغم منعهم من المشاركة ، ورفض التصويت على منصب الأمين العام وتوعدوا بتحقيق مبتغاهم في دورة استثنائية يسعون لعقدها. ج ع ع