الشعبانية تعود إلى قصر أحمد باي بعد سنوات من الإنقطاع ألهبت أول أمس فرقة دار "برنو" و دار "هاوسا" للوصفان جمهور العائلات القسنطينية بالألوان الموسيقية الصوفية التي أدتها وآلاتها المتنوعة، حيث تفاعل معها الحاضرون بالرقص وما يعرف لدى القسنطينيين ب"التهوال" ما أدى إلى سقوط البعض منهم مغشيا عليه. وتمكنت الفرقة المذكورة من مواصلة وصلاتها الموسيقية التي شاركت بها في إطار إحياء احتفالية الشعبانية التي أقيمت بقصر الحاج أحمد باي ليلة أول أمس الخميس، بالرغم من الاضطراب الذي شاب المكان جراء مناوشة بسيطة وقعت بين بعض الشباب الحاضرين ما دفع بالعديد من العائلات إلى مغادرة السهرة، التي لم تكن تجاوزت منتصفها، إلا أن المنظمين استطاعوا استعادة الهدوء والنظام بالمكان. احتفالية الشعبانية التي تخللها تقديم مجموعة من الحلويات فيما يعرف بصينية العصر لدى القسنطينيين، تميزت بحضور عدة فنانين من داخل وخارج قسنطينة حيث افتتحت "بهدوة" قسنطينية من أداء فرقة الفنان رياض بلام ،تلتها بعد ذلك فرقة الفنان أمين وعبد الحميد بن شريط في طابع المالوف، حيث قدما وصلات من مقام الزيدان. و تميزت السهرة أيضا بحضور الفنانة فلة الفرقاني ضمن فرقة البنوتات والفنانة جميلة بفرقة الفقيرات، حيث لاقت وصلاتهما الغنائية إعجابا كبيرا من طرف العائلات الحاضرة وخصوصا النساء. على هامش السهرة، كشف الفنان زين الدين بن عبد الله، الذي اختتم السهرة بقراءة مجموعة من الأذكار العيساوية والتسابيح تعرف عند العيساويين ب"الحزب"، بأنه لم يحي ليلة الشعبانية منذ حوالي 13سنة، حيث شدد على ضرورة أن تتم مثل هذه الحفلات الدينية في إطار منظم من طرف مديرية الثقافة، وأن تتم مثل هذه الاحتفاليات مع الفنانين المختصين في تلك المجالات، كما يضيف بأن الشعبانية لم تكن تمارس في إطار مفتوح للجمهور، إلا أنها كانت تتم وفق العادات والتقاليد في إطار صارم.وأكد جمال فوغالي مدير الثقافة لولاية قسنطينة ،بأن الشعبانية لم تقام منذ العديد من السنوات، وهي تندرج في إطار إيصال الثقافة للجمهور، وبأن باب الثقافة مفتوح لكل الفنانين.