طابع البنوتات في طريق الإنقراض بعدما كان حكرا على عائلتي قالت الفنانة فلة الفرقاني أن الطابع الغنائي المعروف ب"البنوتات" كان حكرا على عائلتها في بداياته، نظرا لتميزه بخصائص متعددة تمت تنميتها عبر أجيال فنية في العائلة ، وهذا حسبها ما جعله طابعا يختلف عن باقي الطبوع الغنائية التي تؤدى في الأعراس كالفقيرات. فلة أوضحت للنصر، بأنها انضمت في بداياتها الفنية إلى فرقة عمتها المغنية زهور و ترأست الجوق الغنائي التابع للفرقة، مشيرة إلى أنها لجأت إلى تأدية طابع البنوتات رغم ميلها الكبير إلى أداء أغاني المالوف لأن أغاني البنوتات شفوية غير مدونة وانتقلت من جيل إلى جيل عن طريق الاستماع و بالتالي كانت مهددة بالزوال . وأعربت محدثتنا عن أسفها لتضاؤل المساحة التي أصبحت تعطى اليوم لطابع البنوتات في الأعراس القسنطينة، فبدأت علامات زوال هذا الطابع تظهر خاصة مع عزوف العديد من العائلات الجزائرية عن طلب مؤديات طابع البنوتات، مما ساهم بشكل كبير في زوال الفرق الفنية التي تعتبر غناءها في الأعراس مصدر لقمة عيشها الوحيدة واضطرت فرق أخرى إلى أداء طبوع موسيقية أخرى . وبينت فلة بأن طابع الفقيرات يختلف اختلافا كبيرا عن البنوتات، حتى و إن بدت نقاط مشتركة بينهما ،فتختلف كلمات الأغاني من حيث جرأتها وحتى تأديتها بين الطابعين ، حيث أن هناك بعض الكلمات المسموح بها في لون الفقيرات الذي يتسم بالجرأة ، تعد من الممنوعات في طابع البنوتات. هذا الأخير تتنوع أغانيه ما بين الغزل والمدح وتحمل مسميات خاصة مثل المحجوز و المزموم ،حيث تتقاطع كلماتها كثيرا مع كلمات أغاني المالوف ، إلا أن إيقاع أغاني البنوتات يكون خفيفا وراقصا . كما أن هناك اختلافا جوهريا في طريقة الأداء الموسيقي ، حيث أن البنوتات يستعملن ثلاث آلات موسيقية وهي الكمنجة و الدربوكة و الطار، أما الفقيرات القريب منه ، فيكتفين باستعمال آلتي البندير و الطار . واسترجعت فلة الفرقاني في حوارها مع النصر،بعض ذكرياتها و اللحظات التي دخلت فيها عالم الغناء، قائلة بأنها في مرحلة الطفولة كانت تؤدي أغاني الأعراس رفقة عمتها المغنية زهور ، لتلتحق بعدها بمدرسة فنية كانت حينها في مركز بن باديس بقسنطينة و تتابع تكوينا في الموسيقى و أضافت بأن الوسط الفني الذي نشأت فيه ساعدها على تطوير الأذن الموسيقية خاصة وأنها تنتمي إلى عائلة فنية، مشيرة إلى أنها كانت رئيسة الجوق الفني لزهور الفرقاني و كانت تؤدي طابع البنوتات، لتكلل بعدها مسيرتها الفنية بألبومين في طابع المالوف الأول عنوانه "من فراق غزالي" و الثاني"لله وكلت أمري" . وقد أرجعت سبب اصرارها على إعادة أداء أغاني المالوف المعروفة في الحفلات التي تحييها إلى كون أغاني المالوف مهددة بالضياع هي الأخرى، وترى بأنه من واجبها إعادة هذه الأغاني من أجل بقاء فن المالوف حيا . و في سياق متصل، أعربت المغنية عن سعادتها لبداية ظهور أصوات نسائية تؤدي طابع المالوف على غرار صورية زبيري والمغنية حسنية بعد أن كاد المالوف أن يكون حكرا على الرجال .و من الأصوات القديمة التي فرضت نفسها في هذا اللون ذكرت الفنانة الفنانة ثريا . و شددت على صعوبة أن تكون امرأة مغنية رفقة مجموعة كبيرة من الرجال من الموسيقيين أو المغنيين، إذ يتطلب ذلك صفات كثيرة كالرزانة والتحلي بالأخلاق الرفيعة. كما أعربت عن أسفها لتناقص جمهور أغاني المالوف مقارنة بالماضي مما ساهم حسبها في جموده رغم محاولات تجديده من طرف البعض ، إذ بدأ متتبعوه كما أكدت ينحصرون بمدينة قسنطينة التي تعتبر عاصمة المالوف. حمزة.د