فرنسا لم تنم والمهاجرون العرب شاركوا الجزائريين الاحتفالات غزت أمواج بشرية شوارع المدن الفرنسية الكبرى بنهاية لقاء المنتخب الوطني مع بنظيره الروسي، تعبيرا عن الفرحة بتأهل تاريخي للفريق الوطني الى الدور الثمن النهائي في كأس العالم، و أطلق الجزائريون من أبناء الجالية المغتربة بفرنسا العنان لأفراحهم في سماء فرنسا، من خلال أصوات أبواق السيارات و المفرقعات، و خاصة في مدن مرسيليا و ليون و العاصمة باريس التي عرفت الكثير من أحيائها تظاهرات للجزائريين و أفراد الجالية المغاربية من تونسيين و مغاربة انضموا للتعبير عن فرحتهم بما حققه الفريق الوطني في كاس العالم. التظاهرات المعبرة عن فرح الجزائريين في فرنسا، أثارت غضب فئة من الفرنسيين من أنصار اليمين المتطرف تحديدا، و قد استغل هؤلاء تحول بعض مظاهر الاحتفال إلى حوادث عنف و مشادات بين المتظاهرين و رجال الشرطة للتعبير عن موقف عدائي تجاه الجزائر و فرحة شعبها. و قد تم اعتقال 74 شخصا في مختلف المدن الفرنسية بعد وقوع أحداث عنف و شغب و مواجهات بين المتظاهرين و الشرطة التي منعتهم من الوصول الى مناطق معينة من العاصمة باريس و الحي التجاري بمدينة ليون. وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف أدان أمس عمليات العنف التي شهدتها مدن فرنسية كثيرة، وقال خلال إشرافه على تخرج دفعة من ضباط الشرطة بمقاطعة الرون أن تلك "الأفعال المعزولة من بعض المخربين استغلوا تظاهرة رياضية لإفساد لحظات إحتفالية، محل تنديد قوي، و عبر أمام محافظي الشرطة المتخرجين من المدرسة العليا للشرطة في مدينة "سان سير أو مون دور" بخصوص عناصر الشرطة الذين أصيبوا في تظاهرات تأهل الفريق الوطني الجزائري للدور الثمن النهائي من كأس العالم، أن العدالة و الأمن سيقومان بعملهما لكي يتم القبض على مقترفي تلك الأفعال. و قامت الشرطة في باريس و ضواحيها باعتقال حوالي ثلاثين شخصا، و سجلت عمليات مماثلة في كل من مدن ليون و فو أوفلان و سان بريست و ليل و روبي و مرسيليا. و قالت صحيفة "ليكيب" الرياضية الفرنسية في عددها لنهار أمس عن تظاهرات الفرح بتأهل المنتخب الوطني في كأس العالم لكرة القدم أن ما عرفته المدن الفرنسية من مظاهر بهجة سيناريو كلاسيكي اعتاد الجزائريون التعبير من خلاله عن ابتهاجهم، و قالت أن آلاف الجزائريين خرجوا طوال ليلة الخميس إلى الجمعة الى الشوارع للفرح و تجمعوا في ضاحية بارباس في باريس معبرين عن فرح غامر و قال أحدهم أن الحدث السعيد بمثابة استقلال جديد للجزائر، و في الشانزيليزي أطلق الجزائريون أصوات أبواق السيارات و الأغاني الحماسية و استمر الحفل حتى الساعة الثانية و النصف صباحا حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، و قد حاول بعض الأشخاص استغلال تلك الأجواء الاحتفالية و هاجموا عناصر الأمن في ساحة النجمة وسط العاصمة الفرنسية بمقذوفات مختلفة و قد ردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع. و في ليون شاهد الجزائريون المقابلة ضد روسيا في ساحة لاغيوتيار، و مباشرة بعد إعلان التأهل تم إطلاق عشرات الألعاب النارية في السماء، ثم توجه المحتفلون نحو ساحة بلكور، و تحت حراسة 450 دركي و شرطي تم منع تقدم المحتفلين نحو الشوارع التجارية باستعمال الغاز المسيل للدموع و خراطيم المياه، و تم تسجيل حوادث مماثلة في ضواحي مدينة ليون مثل فو أون فولان و سان بريست أين تم حرق حوالي 30 سيارة، و إضرام النار في حاويات القمامة. مرسيليا المدينة المتوسطية التي بها أكبر عدد من الجزائريين شهدت تظاهرات واسعة لأكثر من 5 آلاف جزائري انضم اليهم أبناء الجاليتين التونسية و المغربية احتفالا بفوز الفريق الوطني، قرب الميناء القديم بالمدينة و لم تسجل حوادث عنف تذكر رغم ما تردد من هجوم تعرض له شرطيان كانا على دراجتين ناريتين، و في مدينة روبي الشمالية تم حرق 15 سيارة في أحداث تخللت تظاهرات الجزائريين فرحا بتأهل المنتخب الوطني. اليمين الفرنسي و وسائل الإعلام المرتبطة به، لم يفوت الفرصة للنيل من الجزائريين و الإشارة إليهم بأنهم لا يحسنون الفرح بطريقة مؤدبة و حضارية، و صار يرمي متعمدا عشرات الآلاف من أبناء الجالية الجزائرية بأفعال عدد قليل من الأشخاص الذين ينتهزون في كل مكان حشود الجماهير للقيام بأفعال سيئة، و كأنه يستكثر عليهم الفرحة بنتائج فريق كرة القدم، بينما صنع جزائريون آخرون أفراح مناصري الفريق الفرنسي في المونديال ذاته، و لولا أمثال بن زيمة لغادرت فرنساالبرازيل كما تركته فرق أخرى كبيرة، قبل الأوان.