كوستاريكا تدخل التاريخ و تجبر"العجوز " على نعي كبارها حقق منتخب كوستاريكا إنجازا غير مسبوق بتأهله إلى ربع نهائي المونديال، متجاوزا بذلك أفضل مشاركة له في نهائيات كأس العالم و التي كانت قبل 24 سنة بإيطاليا، و هو الإنجاز التي كان على حساب اليونان بضربات الترجيح، مما يعني بأن "التيكوس" أجبرت القارة العجوز على نعي ثالث ضحاياها، بعد العملاقين إيطاليا و إنجلترا في الدور الأول، لأن كوستاريكا التي أصبحت الحصان الأسود لهذه الطبعة، فضلت كتابة تاريخها الكروي على حساب منتخبات من القارة الأوروبية، و قد شاءت الصدف أن تصطدم بخصم رابع من نفس القارة في ربع النهائي، و يتعلق الأمر بمنتخب هولندا. الإنجاز التاريخي لكوستاريكا سيبقى ملعب بيرانامبوكو مدينة ريسيفي شاهدا عليه في سيناريو تراجيدي، لأن آلهة الملاعب أنصفت "التيكوس " ومنحتها تأشيرة التأهل إلى ربع النهائي، على اعتبار أن هذا المنتخب لم يظهر بنفس المستوى الذي كان قد قدمه في لقاءات الدور الأول، خاصة من حيث النزعة الهجومية و التنويع في اللعب، و مع ذلك فقد تمكن نجمه برايان رويز من تسجيل هدف السبق مع بداية المرحلة الثانية، قبل أن يحرم الحكم الأسترالي بينجامين ويليامز كوستاريكا من ضربة جزاء شرعية إثر لمس المدافع اليوناني توروبيسيدس الكرة بيده داخل منطقة العمليات، ليشهر بعدها البطاقة الحمراء للاعب الكوستاريكي دوراتي، و هو النقص العددي الذي سعى "الإغريق " إلى الاستثمار فيه للعودة في النتيجة، لكن براعة الحارس نافاس أجبرتهم على إنتظار الوقت بدل الضائع لتسجيل هدف قاتل حمل توقيع باباستاتوبولوس ، الأمر الذي أرغم المنتخبين على خوض شوطين إضافيين، عانى طيلتهما الكوستاريكيون كثيرا، جراء انهيارهم البدني، لكن تألق الحارس نافاس في الدفاع عن مرماه و التصدي ل 17 محاولة أبقى على نتيجة التعادل قائمة، مع الإحتكام إلى ضربات الترجيح في سابقة في تاريخ المونديال، لأنها المرة الأولى في نهائيات كأس العالم التي يتم فيها الفصل في تأشيرتين في ثمن النهائي بركلات الحظ، بعد مباراة البرازيل و الشيلي. هذا وقد سطع نجم الحارس كيلور نافاس في ضربات الترجيح، لأنه أصر على مواصلة مغامرته الناجحة في هذا المونديال بإدخال كوستاريكا التاريخ، من خلال تصديه لضربة زميله السابق في نادي ليفاتني المدافع اليوناني جيكاس، وهو التصدي الذي إعتبره نافاس من ثمار ذاكرته القوية، حيث صرح قائلا بأنه يعرف جيدا جيكاس من خلال التدريبات التي جمعتهما في نادي ليفانتي الإسباني، و أنه كان متيقنا بأن المدافع اليوناني لن يغير من طريقة تنفيذه لضربات الجزاء، و هو الإحساس الذي مكن نافاس من كتابة مجد الكرة الكوستاريكية، بصنع فرحة 4 ملايين كوستاريكي مع حرمان الإغريق من مواصلة فتوحاتهم في هذه الدورة، لأن بلوغهم ثمن النهائي كان تاريخيا، إلا أنهم كانوا يحلمون بتكرار الملحمة الكروية التي كانوا قد صنعوها في "أورو 2004" بالبرتغال، غير أن شبح كوستاريكا أصبح يطادر منتخبات أوروبا بعد خروج 3 أبطال سابقين للقارة العجوز من هذا المونديال على يد "صغير الكونكاكاف"، و يتعلق الأمر بكل من إيطاليا، إنجلترا و اليونان، في إنتظار بطل أوروبي رابع وهو هولندا.