الجزائر أفضل دفاع، مبولحي ثاني أحسن حارس و بلكلام رابع مدافعي العالم إختارت اللجنة التقنية التابعة للفيفا المنتخب الجزائري كأحسن دفاع في مونديال البرازيل بعد إنتهاء الدور ثمن النهائي، رغم أن الخضر تلقوا 7 أهداف في 4 مباريات، لكن اللجنة المختصة تراعي جملة من المعايير في هذا الإختيار، أبرزها محاولات الإبعاد التي يقوم بها لاعبو كل منتخب لمنع الكرات من الدخول إلى المرمى، ليتفوق الدفاع الجزائري على كل المنتخبات العالمية، و لو أن الجميع كان يعتبر الخط الخلفي بمثابة نقطة ضعف الخضر بالنظر إلى عدد الأهداف التي تلقاها، غير أن الإحصائيات التي تعدها اللجنة التقنية على مستوى الاتحاد الدولي أظهرت بأن جدار الصد الجزائري هو الأفضل إلى حد الآن في مونديال البرازيل. و أشارت اللجنة المعنية في حصيلتها التفصيلية للدور الثاني إلى أن المنتخب الوطني كان في المباريات الأربع التي خاضها ضد كل من بلجيكا، كوريا الجنوبية، روسيا و ألمانيا عرضة ل 135 محاولة هجمة فعلية، قام من خلالها الحارس رايس مبولحي بشل 23 فرصة، مقابل تكفل لاعبي الساحة بمهمة الصد في 15 مناسبة، هذا بالإضافة إلى 82 محاولة إبعاد كانت منها 69 محاولة ناجحة، كما قام اللاعبون الجزائريون ب 97 إنزلاقا في المونديال، كانت منها 51 حالة ناجحة، الأمر الذي جعل اللجنة التقنية تنصب المنتخب الجزائري في صدارة لائحة أفضل المنتخبات من الناحية الدفاعية في مونديال البرازيل بعد إسدال الستار على ثاني الأدوار، متقدما على سويسرا التي قام لاعبوها ب 82 محاولة إبعاد، لكن التفوق كان جزائريا في عدد المحاولات الناجحة، لأن السويسريين لم ينجحوا سوى في 60 محاولة، بينما حل منتخب نيجيريا في الصف الثالث في تصنيف أفضل خطوط الدفاع بقيام عناصره ب 74 محاولة إبعاد للكرة من منطقة العمليات، و هو نفس العدد الذي سجله منتخب الشيلي. الأمريكي هاوارد يحرم مبولحي من صدارة لائحة حراس المرمى من جهة أخرى فقد إختارت اللجنة التقنية التابعة للفيفا الحارس الجزائري رايس مبولحي ثاني أفضل حارس في هذا المونديال بعد 4 مقابلات، لأن حارس عرين الخضر كان أقوى مرشح للتواجد في الصدارة بعد تألقه ضد ألمانيا، لكن اللقاء الأخير لثمن النهائي مكن حارس المنتخي الأمريكي تيم هاوارد من دخول تاريخ المونديال بتألقه المميز أمام بلجيكا، حيث أن هاوارد تصدى ل 16 فرصة حقيقية للتهديف، محطما الرقم الذي كان مسجلا في تاريخ نهائيات كأس العالم منذ دورة 1966، لأن هذا الإنجاز مكن هاوارد من رفع حصته الشخصية في هذا المونديال إلى 28، متقدما بخمسة تصديات على الجزائري مبولحي، بينما يأتي حارس منتخب سويسرا بناجليو في المركز الثالث ب 22 تصديا، ثم النيجيري فانسون إينياما رابعا ب 21 تصديا، ليليه الإكوادوري دومينغيز ثم حارس منتخب الشيلي برافو ب 18 تصديا، و هو السداسي الذي ودع العرس الكروي العالمي، ليبقى صاحب الصف السابع حارس منتخب كولومبيا أوسبينا يتصدر لائحة المنتخبات المتأهلة إلى ربع النهائي بتسجيله 18 تصديا. بلكلام «مدافع عالمي « بعدما كان مهددا بالغياب عن المونديال تألق الجزائريين في هذا المونديال لم يتوقف عند هذا الحد، لأن المدافع الشاب السعيد بلكلام تم أختياره ضمن لائحة أفضل المدافعين بعد مباريات الدور الثاني، و ذلك بفضل تألقه الكبير في لقاء ألمانيا، لأن بلكلام الذي سجل تواجده في 211 دقيقة في هذا الحدث الكروي العالمي قام ب 12 محاولة إبعاد، و إنزلاق وحيد في منطقة الدفاع، مع قيامه ب 6 صدات ناجحة، و إسترجاعه 12 كرة من مهاجمي المنتخبات المنافسة، خاصة روسياوألمانيا، لأن بلكلام بقي إحتياطيا في المباراة الأولى أمام بلجيكا و شارك بديلا لمدة دقيقة واحدة في المقابلة الثانية ضد كوريا الجنوبية قبل أن يدخل أساسيا في المقابلتين المواليتين، و لو أن المدافع السابق لشبيبة القبائل حقق معدل 75 بالمئة في نسبة تشتيت الكرات في الدفاع الجزائري. هذا وقد إحتل بلكلام المركز الرابع في لائحة أفضل المدافعين خلف كل من السويسري يوهان دجورو الذي تصدر القائمة ب 7 صدات ناجحة، الذي تقدم بفضل عدد المحاولات المبعدة على الكرواتي تشو رلوكا و كذا الأمريكي جيف كامرون، رغم أن المدافع الجزائري كان مهددا بعدم التواجد في نهائيات كأس العالم، بسبب إبتعاده عن أجواء المنافسة الرسمية مع ناديه الإنجليزي واتفورد، حيث بقي إلى غاية آخر لحظة قبل أن يظفر بثقة المدرب حليلوزيتش و يبصم على تواجده بمقعد ضمن لائحة أفضل المدافعين في العالم، متفوقا على نجوم عالميين. فغولي ضمن قائمة الأكثر ركضا و الهجوم في الصف السابع إلى ذلك فقد سجل سفيان فغولي تواجده ضمن لائحة اللاعبين الأكثر ركضا في هذه النسخة، لأن القلب النابض للمنتخب الجزائري قطع مسافة 45.3 كيلومتر خلال 390 دقيقة التي شارك فيها، ليحتل بذلك الصف 15 في اللائحة التي يتصدرها الأمريكي مايكل برادلي بمسافة 54.7 كيلومتر، حيث أن فغولي قطع مسافة 13.4 كيلومتر اثناء إمتلاك الكرة، مقابل ركضه 18.3 كيلومتر دون إمتلاك الكرة، مع تسجيله سرعة قصوى قاربت 31.1 كلم/ ساعة. على صعيد آخر فإن المنتخب الوطني إحتل الصف السابع في لائحة أفضل هجوم بعد الدور الثاني من المونديال، عقب نجاحه في تسجيل 7 أهداف، متساويا مع كل من البرازيل و الأرجنتين المتفوقين على الخضر من حيث عدد المحاولات الهجومية، لأن الجزائر تحتل المركز 25 في ترتيب المنتخبات التي قامت بأكبر عدد من المحاولات، على اعتبار أن العناصر الوطنية هددت المنافسين بجدية في 37 مناسبة، كانت منها 22 محاولة على المرمى و 15 محاولة بعيدة عن المرمى، وهي اللائحة التي يتصدرها منتخب بلجيكا بمعدل 81 محاولة، على اعتبار أن إحصائيات اللجنة التقنية التابعة للفيفا بينت بأن المنتنخب الجزائري قام في مبارياته الأربعة ببناء 103 هجمة، كانت أغلبها بالإعتماد على المشاركة الفعالة للظهيرين الأيمن و الأيسر في التنشيط الهجومي، حيث تم إحصاء 55 هجمة على الجهة اليسرى و 34 هجمة على الجهة اليمنى، مقابل 14 هجمة فقط كانت على مستوى منطقة وسط الميدان، و هي حصيلة نصبت الخضر في الصف 26 في ترتيب المنتخبات الأكثر هجوما، و لو أن اللاعبين الجزائريين قدموا 6 تمريرات حاسمة، كما قاموا ب 9 إختراقات فردية مع وقوعهم في وضعية التسلل في 7 حالات. أرقام و إنجازات تواكب التطور الكبير للمنتخب و في سياق متصل فإن طريقة اللعب المنتهجة سمحت للمنتخب الجزائري بالتواجد في المركز 16 في اللائحة المتعلقة بالتمريرات و التي تتصدرها ألمانيا، لأن العناصر الوطنية قامت في مونديال البرازيل ب 1763 تمريرة، منها 1194 تمريرة كانت ناجحة، مقابل إحصاء 67 كرة عرضية، كانت أغلبها فاشلة، لأن النجاح في هذا النوع من التمريرات لم يكن سوى في 13 مرة، في الوقت الذي استفاد فيه الخضر من 14ركنية في مبارياتهم الأربعة، مع حصولهم على 146 رمية تماس. أما بخصوص الإنضباط فإن المنتخب الجزائري إحتل المرتبة 15 في لائحة الفيفا بعد الحصول على 6 إنذرات، لأن صدارة هذه القائمة تبقى من نصيب منتخب ألمانيا الذي لم يتلق لاعبوه سوى بطاقتين صفراوين في 4 مباريات، و لو أن هذه الإحصائيات و ما حملته من إنجازات فردية جاءت لتساير الإنجاز التاريخي الذي حققه "الخضر " في هذه النسخة من المونديال، بعد النجاح في بلوغ ثمن النهائي لأول مرة في التاريخ، مع تقديم مباراة بطولية ضد «الألمان»، و التي برهن من خلالها المنتخب الجزائري على تطوره الكبير من جميع الجوانب، خاصة من حيث طريقة اللعب، النضج التكتيكي، العمل الهجومي و حتى الجانب البدني، لأن الكرة الجزائرية بلغت بفضل هذا المنتخب درجة «العالمية» و أصبحت تمتلك واحدا من أقوى المنتخبات في العالم بإعتراف كل من شاهد مونديال البرازيل، و بصمة الخضر في تغيير معالم الخارطة الكروية العالمية واضحة بصورة جلية.