مسلسل"سرايا عابدين" إنتاج ضخم بأخطاء تاريخية صارخة وقع مسلسل "سرايا عابدين" المستوحى من قصة حقيقية حدثت في قصر الخديوي إسماعيل بمصر في أخطاء تاريخية كثيرة، رغم الميزانية الضخمة التي رصدت له، والتي تجاوزت 20 مليون دولار. و اعتبرت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله المسلسل نسخة صينية مزوّرة لحريم السلطان التركي، وهو ما أوقع منتجي الفيلم في هفوات معرفية لوحظت منذ الحلقات الأولى للمسلسل. و تحدثت جريدة القبس الكويتية عن مجموعة مهمة من الأخطاء التاريخية المسجلة في العمل الموصوف بالضخم أهمها أن قصر عابدين تم بناؤه عام 1872، أي بعد أحداث بداية المسلسل ب 12 سنة ، كما أن الأمير فؤاد الذي أصبح فيما بعد الملك فؤاد الأول مولود عام 1868، لكنه يظهر في المسلسل قبل تاريخ ميلاده بثماني سنوات، في حين أن ساعة الكوارتز التي لم تخترع إلا عام 1927، تظهر في الحلقات الأولى من المسلسل المصوّر لأحداث وقعت في منتصف القرن التاسع عشر. و نشرت جريدة اليوم السابع العديد من الأخطاء التي تم رصدها مند بداية بث المسلسل، منها شعار المملكة المصرية الذي تم وروده في بداية الحلقة الثانية الواقعة أحداثها عام 1860، في حين أن الوقائع التاريخية تؤكد بأن هذا الشعار صمم عام 1922، كما رصدت أخطاء في الرتب الملكية، إذ أن اسماعيل باشا كان عام 1860 يلقب ب «والي» لأنه لم يتحصل على الخديوية إلا عام 1867، ومع هذا فإن الحوارات المتعددة داخل المسلسل كانت توجه له الخطاب على أساس أنه الخديوي وذلك قبل خديويته بسبع سنوات. المؤرخ والناقد السينمائي المصري ماجد فرج اعتبر أن العمل الدرامي مليء بمغالطات معرفية كثيرة، وأرجع العديد منها، إلى كاتبة السيناريو هبة حمادة والتي تحمل جنسية كويتية رغم أن أحداث المسلسل تدور في بيئة مصرية بحتة وهو ما تسبب في وقوع أخطاء تاريخية بالجملة، و تساءل في صفحته على الفايس بوك :"لو كتبت هذه الكاتبة المحترمة دراما مستوحاة من تاريخ أي عائلة مالكة عربية، أكانت توافق عليها أجهزة الرقابة في بلادهم؟". وقد قام مغردو التويتر بفتح صفحات لشخصيات المسلسل الواقعية على رأسها الخديوي إسماعيل، والملكة خوشيار وتم اعتبار تلك الصفحات بمثابة لجان مراجعة نظرا لتزييف الحقائق التاريخية حسبهم، إذ يقومون بعد عرض حلقات المسلسل بتسليط الضوء على الأخطاء المسجلة، مع توضيح الدلائل التاريخية من مراجع الكتب التي تفند أحداث العمل الدرامي. المسلسل ضخم الإنتاج يحاكي الصراع والتنافس داخل أرجاء القصر بين نساء "الحرملك" من أجل كسب رضا الخديوي، وهو ما اعتبره النقاد تقليدا واضحا للمسلسل التركي حريم السلطان. و جمع المسلسل عددا كبيرا من نجوم الدراما العربية من مختلف الجنسيات على غرار قصي خولي و سوسن أرشيد من سوريا ويسرى و غادة عادل و مي كساب من مصر... حيث تجاوز عدد الممثلين 250 ممثلا وممثلة.