المغرب أصابه الهلع عندما نصب الاتحاد الإفريقي مبعوثا خاصا إلى الصحراء الغربية صرح وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، أن وزير الخارجية المغربي يفتري على الحقيقة و ينتهج سياسة الكذب على الشعب المغربي فيما يخص قضية الصحراء الغربية. و قال ولد السالك في تصريحه أنه «أمام العزلة والارتباك اللذين تعاني منهما دولة الاحتلال, لم يجد وزير الخارجية المغربي سوى سيلا من الأكاذيب وأطنان من المغالطات وتزوير الحقائق خلال مداخلته الخميس الماضي أمام لجنتي الخارجية بالبرلمان». وأضاف أن وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار «لم يجد أي حرج في الكذب البين فيما يتعلق بمهمة بعثة الأممالمتحدة من أجل الاستفتاء بالصحراء الغربية التي قال أن مهمتها الأصلية تتمثل في الحفاظ على وقف إطلاق النار، متجاهلا أن الهدف الذي أتت من أجله وما زالت عليه هو تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي يعرقله المغرب نتيجة لقناعته بتشبث الشعب الصحراوي بحقوقه الثابتة في تقرير المصير والاستقلال». وعندما يقول مزوار أنه لا نقاش خارج مبادرة الحكم الذاتي، فإنه «يفتري على الحقيقة لأن المفاوضات بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب تجري على قاعدة حددتها قرارات مجلس الأمن في فقرة يكررها المجلس منذ 2007 وهي ضرورة التوصل إلى «حل سلمي عادل مقبول من لدن الطرفين يضمن تقرير مصير شعب الصحراء الغربية»كما جاء في التصريح. و يشير وزير الخارجية الصحراوي إلى أن نظيره المغربي «يدعي أنه لا يمكن ايجاد حل خارج ما يسميه «السيادة المغربية على الصحراء الغربية» مذكرا أن المجتمع الدولي لا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. و قال أيضا أن محكمة العدل الدولية، أكدت في رأيها الاستشاري لسنة 1975 عدم وجود أية روابط سيادة بين المغرب والصحراء الغربية، مؤكدا أن الشعب الصحراوي سيعرف كيف يحقق سيادته كاملة على أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وجاء أيضا في تصريح ولد السالك، أن مزوار أراد في مداخلته أمام لجنتي البرلمان المغربي, من جديد, إقحام الجزائر في النزاع الذي يجري بين المملكة المغربية الغازية من جهة والجمهورية الصحراوية من جهة أخرى بعد أزيد من ثلاثة عقود عرفت الحرب بمعاركها الكبرى والمفاوضات بجلستها الطويلة». و قد «اعترفت خلالها كما قال كل المنظمات الدولية بثنائية الصراع الصحراوي- المغربي وبطرفي النزاع, ووقع المغرب على مخطط التسوية سنة 1991 إلى جانب جبهة البوليساريو التي يجلس أمامها في كل المفاوضات التي جرت منذ الثمانينيات إلى غاية اليوم». وأشار رئيس الدبلوماسية الصحراوي إلى أن المغرب «الذي يوجد في خلاف مفتوح مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ويمارس سياسة العرقلة والتعنت والمناورة أمام مجهودات الأممالمتحدة الرامية إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية, أصابه الهلع عندما نصب الاتحاد الإفريقي مبعوثا خاصا إلى الصحراء الغربية في شخص أحد أبرز الساسة الأفارقة السيد جواكيم شيسانو». و أكد أن تعيين المبعوث الافريقي هو «إشارة سياسية واضحة بأن افريقيا ملتزمة مهما طال الزمن بتصفية الاستعمار من آخر مستعمر في القارة من خلال تمكين شعبها من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال». وعندما أثار الوزير المغربي للخارجية ملف حقوق الإنسان أمام لجنتي الخارجية لبرلمان دولته «لم يقل أن المغرب يوجد تحت ضغط عالمي قوي نتيجة للانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان والجرائم التي يقترفها ضد الشعب الصحراوي وأنه يعارض المراقبة الدولية حتى يتسنى له التملص من العقاب الذي لن ينجو منه في نهاية المطاف» كما جاء في التصريح. من جهة أخرى، أدان وزير الخارجية الصحراوي بشدة سياسة الكذب على الشعب المغربي والتي كلفته وستكلفه كثيرا وأدان كذلك «استمرار الحكومة المغربية في عرقلة مجهودات المجتمع الدولي الرامية إلى إنهاء عملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية».