أعيان غرداية يطالبون بتنفيذ المخطط الأمني الذي وضعته الداخلية تجمع أمس عشرات المحتجين، قبالة دار الصحافة بالعاصمة، للاحتجاج على العنف في غرداية، ومطالبة السلطات بالتدخل بحزم لإعادة الأمن، وتزامنت هذه الوقفة، مع بيان أصدره اعيان قصر مليكه، طالبوا فيه بالتدخل العاجل للحكومة وتنفيذ المخطط الأمني الذي أعلن عنه وزير الداخلية، لوقف المواجهات العنيفة التي تشهدها أحياء المدينة منذ الخميس الماضي. نظم عشرات المواطنين الإباضيين، تجمعا احتجاجيا أمام دار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة، للتنديد بالأحداث الأخيرة التي تعيشها غرداية ، مطالبين السلطات العمومية، التدخل لضبط الأمن والحفاظ على أرواح وممتلكات سكان المدينة، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم القتل والتخريب والاعتداءات المتكررة التي لا تنقطع في المنطقة منذ عدة أشهر. وتجمع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية منذ الساعة العاشرة صباحا ، مطالبين الحكومة بتدخل عاجل في المنطقة ، وابدوا استياءهم من "الحلول الترقيعية التي تنتهجها الحكومة عبر زيارات مختلف المسؤولين الذين يكتفون بإطلاق الوعود فقط"، متسائلين عن المستفيد من تعفن الوضع الأمني في غرداية، كما وصلوا إلى التشكيك في كون الأحداث المتواصلة منذ نهاية السنة الماضية عفوية، وقالوا إنها قد تصب في حساب جهة معينة. وردد المشاركون في الوقفة النشيد الوطني، تأكيدا على التزامهم بالوحدة الوطنية، ورفضهم محاولات بعض الأطراف تدويل النزاع في غرداية، وحملوا لافتات ترفض المزايدة على الميزابيين، وأخرى تطالب بإحلال الأمن وتطبيق العدالة، كما رفعوا صور الأشخاص الذين سقطوا ضحايا الاعتداءات الأخيرة، كما انتقدوا تقاعس المسؤولين في مواجهة الأحداث الأخيرة وعدم قدرتهم على ضبط الأوضاع على الأرض. ونفى مشاركون في الوقفة، ما تردد عبر وسائل الإعلام، عن قيام بعض الشباب بالافطارفي رمضان خلال الأيام الأخيرة، وقالوا بان كثافة الغازات المسيلة للدموع التي أطلقتها قوات الأمن خلال المواجهات أجبرت بعض الأشخاص كبار السن والنساء لشرب بعض الماء لتفادي الإغماء، كما كذبوا إصدار فتاوى من قبل شيوخ الاباضية تجيز إفطاررمضان. وتم خلال الوقفة توزيع بيان من أعيان آت أمليشت "مليكه" دعا السلطات العمومية إلى تناول جدي لعريضة المطالب التي وجهت لها بمناسبة الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها فعاليات المجتمع المدني يوم الأحد 06 جويلية الماضي، وأشار البيان، "أو الوضع باق على حاله إلى اليوم. وطالب اعيان مليكه، بتنفيذ الخطة الأمنية المدروسة التي أعلن عنها وزير الداخلية، وكذا توفير الأمن، وكذا التكفل التام بالمتضررين من الأحداث وتعويضهم، ومحاسبة ومعاقبة المجرمين، إضافة إلى إطلاق سراح الموقوفين الذين كانوا في وضعية الدفاع عن النفس. وجاءت هذه الوقفة، تنديدا لما يقع في غرداية من اشتباكات وسقوط ضحيتين منذ بداية رمضان، ورفض المحتجون الرواية الرسمية بشان مقتل حسين اوجانة، وقد استمرت المواجهات ليلة السبت إلى الأحد، في حي بابا سعد وسط مدينة غرداية بين شباب بني ميزاب وعرب الشعانبة، وأسفرت الحصيلة الأولوية عن سقوط عدة جرحى وحرق منازل ومحلات تجارية. وعادت الاشتباكات بعد فترة هدوء لم تستمر طويلا، أعقبت مشادات عنيفة وحملة تخريب واسعة النطاق عرفتها أحياء وسط مدينة غرداية. وطالبت عديد الجمعيات والفعاليات، بالتحرك العاجل للحكومة لوضع حد للعنف الذي تشهده الولاية، ودعت منظمات المجتمع المدني الميزابي، في بيان لها، رئيس الجمهورية للتدخل واستعمال جميع صلاحياته الدستورية للتدخل الصارم والعاجل لوضع حد للمأساة التي يعيشها سكان الولاية، وطالب المجتمع المدني الميزابي في بيانه "بكشف المجرمين أعداء الوحدة الوطنية وكذا المتعاطفين معهم من المتقاعسين في تحمل مسؤولياتهم لوضع حد لمعاناة الأبرياء".