قوات اسرائيلية في غزة و حماس تتأهب للمواجهة البرية توغلت قوات من نخبة الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة أمس في أول عملية برية تقوم بها بعد ستة أيام من القصف الجوي، و كان الجنود الإسرائيليون يبحثون عن صواريخ بعيدة المدى لحركة المقاومة الاسلامية حماس، لم يتم تدميرها في عمليات القصف الجوي. وواصل النشطاء في قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إطلاق الصواريخ على مناطق أعمق عن ذي قبل في إسرائيل. و تحمسوا لبداية ما يعتقد أنه معركة برية، و قد رفضت وزارة الداخلية في غزة في بيان بثه راديو حماس التحذيرات الإسرائيلية ووصفتها بأنها «حرب نفسية» ونصحت من غادروا منازلهم بالعودة والباقين بالبقاء. و كان مسلحون من حماس قد اشتبكوا مع عناصر كوماندوس إسرائيلي حاولوا دخول غزة من ناحية البحر ليلا. وتحدث بيتر ليرنر باسم الجيش الإسرائيلي عن العملية التي شنها كوماندوس من البحرية قائلا إنه بدعم من المقاتلات هاجمت قوة إسرائيلية موقعا في شمال غزة يستخدم لإطلاق صواريخ طويلة المدى. وأضاف أن النشطاء فتحوا النار وأصابوا أربعة من قوات الكوماندوس إلا أنه جرت إصابة موقع الإطلاق. وقالت حماس إن مقاتليها أطلقوا النار على القوة الإسرائيلية قبالة الساحل ومنعوها من النزول على الشاطيء. وقال ليرنر إن القوات «أنهت مهمتها». و مع تزايد الصراع قوة و غياب مؤشرات على تهدئة قريبة فر آلاف الفلسطينيين من منازلهم في غزة أمس بعد أن حذرتهم إسرائيل مطالبة إياهم بالرحيل قبل هجمات على مواقع إطلاق صواريخ. وكتب في منشور أسقطه الجيش الإسرائيلي على بلدة بيت لاهيا قرب الحدود مع إسرائيل «من لا يذعنون للتعليمات سيعرضون أرواحهم وأرواح عائلاتهم للخطر. احترسوا» ورغم الهجوم العسكري الإسرائيلي المتزايد بما في ذلك غارة لكومندوس من البحرية الإسرائيلية أثناء الليل، واصل النشطاء إطلاق صواريخ عبر الحدود.وأدى إطلاق صواريخ صباح أمس إلى إطلاق صافرات الانذار في بعض الضواحي وفي مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب الذي لم تصبه أي صواريخ ويعمل بشكل طبيعي. وتضمنت التحذيرات الإسرائيلية لسكان مناطق من غزة الطرق التي يمكن للسكان استخدامها بأمان وقالت إن القوات الإسرائيلية ستهاجم «كل منطقة أطلقت منها صواريخ». ولم يذكر الجيش في المنشورات ما إذا كانت الضربة ستتضمن قوات برية. وتقول إسرائيل إن شن هجوم بري على غزة ما زال أحد الخيارات وقامت بالفعل بتعبئة أكثر من 30 ألفا من قوات الاحتياط ولكن معظم الهجمات كانت من الجو حتى الآن مصيبة نحو 1200 هدف في القطاع.و بينما تقول إسرائيل إنها نفذت 1320 هجوما على أهداف للنشطاء نصفها مواقع لإطلاق الصواريخ والبقية مراكز قيادة ومنشآت لتصنيع الصواريخ ومخازن وأنفاق تهريب، يقول سكان فلسطينيون إن بعض المنازل التي أصيبت في الهجمات لا تخص النشطاء وإن الهجمات على المنازل تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وقال مصدر من حماس في تعليق على الغارة الجوية على منزل تيسير البطش قائد الشرطة في غزة إن البطش في حالة حرجة وكل من قتلوا في الغارة الجوية من عائلته. وأطلقت حماس صواريخ على تل أبيب وعلى مناطق أخرى في وسط إسرائيل المأهول بالسكان.ما تسبب بدوره في فرار مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الملاجيء في الوقت الذي احتفل فيه الفلسطينيون في الشوارع بأكبر إطلاق للصواريخ حتى الآن على تل أبيب. واعترض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي هذه الصواريخ والصواريخ التي أطلقت أمس. وسارعت إسرائيل إلى إدخال ثامن منظومة للقبة الحديدية للخدمة لمواجهة نيران صواريخ أقوى من المتوقع من غزة. ولم يسقط أي قتلى جراء أكثر من 800 صاروخ قال الجيش الإسرائيلي إنها أطلقت منذ بدء الهجوم وخلال إطلاق الصواريخ مساء السبت هلل زبائن في مقاهي على شاطئ تل أبيب أثناء تدمير نظام القبة الحديدية للصواريخ في السماء. و تناقلت الأخبار تصريحات لموتي شيفر حول خدعة نظام القبة، و بصفته خبيرا عسكريا اسرائيليا قال شيفر «الناطقون باسم الجيش يكذبون علينا، القبة لن تسقط أيا من تلك الصواريخ، والأجزاء التي تعرضها علينا شاشات التلفزيون على الأرض هي بقايا صواريخ القبة الحديدية نفسها بعد أن تدمر نفسها، فنحن نطلق على أنفسنا، صواريخ افتراضية كما في ألعاب الفيديو». وختم شيفر بالقول «هذه الخدعة الكبرى عبارة عن مؤامرة يشترك فيها الكثير، فبقاء السلم يتعارض مع أصحاب المصالح، و منهم الصناعات العسكرية ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو». وقالت وزارة الصحة في غزة إن 166 فلسطينيا على الأقل منهم 135 مدنيا بينهم نحو 30 طفلا قتلوا خلال ستة أيام كما أصيب أكثر من ألف. وتقول إسرائيل إنها تحاول تفادي سقوط مدنيين وتتهم حماس بتعريض سكان غزة للأذى بوضع أسلحة ومسلحين في المناطق السكنية. وقال متحدث باسم وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إن أربعة آلاف شخص على الأقل فروا من بيت لاهيا وتكدسوا في ثماني مدارس تديرها الأممالمتحدة في مدينة غزة أمس. كما سقطت صواريخ أطلقت من لبنان على إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي إنه رد باطلاق نيران المدفعية. وقال ليرنر إن إسرائيل تعتقد أن فصيلا فلسطينيا يقف وراء إطلاق الصواريخ وليس حزب الله. ق.د/وكالات