وصلت، الأربعاء، ولليوم الثاني على التوالي، صواريخ حركة حماس الفلسطينية إلى عمق الأراضي الإسرائيلية بعضها وقع قرب مفاعل ديمونا النووي، في وقت تصاعدت حدة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة حاصدة أكثر من 50 قتيلا، معظمهم من المدنيين.وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخين أطلقا من قطاع غزة سقطا قرب مفاعل ديمونا النووي الواقع في صحراء النقب، بينما تمكن نظام القبة الحديدية من اعتراض الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة باتجاه تل أبيب العاصمة التجارية لإسرائيل. واستهدفت الصواريخ أيضا بلدات أخرى قرب تل ابيب في وسط إسرائيل، وأصاب أحدها مستوطنة زخرون يعقوب التي تقع على بعد 115 كيلومترا إلى الشمال من غزة، وهو أبعد مدى تصله الصواريخ منذ أن كثفت إسرائيل هجماتها.وحسب الجيش، فإن 48 صاروخا ضربت عدة مناطق في إسرائيل الأربعاء، واعترض نظام القبة الحديدة 14 صاروخا آخر، في حين لم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو إصابات خطيرة جراء الهجمات الفلسطينية.أما في قطاع غزة، فقد أشارت آخر التقارير إلى أن عدد القتلى الذين سقطوا جراء الغارات الإسرائيلية منذ بدء الهجوم قبل يومين بلغ 53 شخصا، بينهم أطفال ونساء، في حين وصل عدد الجرحى إلى 465 مصابا.وأسفرت غارات الأربعاء عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين في مناطق متفرقة من غزة، ففي بيت حانون قتلت سيدة فلسطينية وابنها بغارة ولقي رجل وابنه مصرعهما في استهداف منزلهما، بينما قضت طفلة وامرأة في رفح جنوب القطاع.كما قتل في الغارات ناشطون في الجماعات الفلسطينية، وقالت وزارة الداخلية الفلسطينية إن قياديا كبيرا في حركة "الجهاد الإسلامي" وخمسة من أفراد أسرته، قضوا في غارة جوية على منزل بشمال غزة.وفي حين قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 550 موقعا لحماس بينها 60 منصة لإطلاق الصواريخ و11 منزلا لأعضاء كبار في حماس، أكد مسؤولون فلسطينيون أن 25 منزلا على الأقل لا يملكها نشطاء استهدفت بالقصف.يشار إلى أن كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحماس، كانت قد هددت برد "مزلزل" على الهجمات الإسرائيلية، لكن رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، اشترط الأربعاء وقف "العدوان الإسرائيلي" لتحقيق تهدئة مع إسرائيل.