اختارت التمثيل منذ طفولتها فدخلت مجاله من الباب الواسع لتجسد أدوارها بكل حب وإخلاص الى جانب أكبر أعمدة المسرح الجزائري من أمثال عبد القادر علولة رحمه الله، لتضع بصمتها على كل الركح. اغتنمنا فرصة عودتها الى المسرح الوطني فكان أن استقبلتنا بكل تواضع، تواضع الكبار، فكان لنا معها هذا الحوار. في البداية أهلا وسهلا بك بعد طول الغياب؟ - تفاجات فعلا لوفائكم للموعد وللمواعيد المسرحية، فتحية كبيرة مني الى كل جمهوري الذي افتقدته لانه الاساس في نجاح اعمالي. افتقدك الجمهور منذ سنوات سواء على خشبة المسرح او الشاشة الصغيرة، فهل لهذا الغياب علاقة بارتدائك الحجاب؟ - علينا التمييز بين خصوصيات الفنان ومهنته فارتدائي للحجاب امر شخصي ولا علاقة له بمهنتي او بالتمثيل، وهو لن يمنعني من اداء مهامي كفنانة. لكن تجدر الاشارة الى انني احترم هذا اللباس الشرعي وافرض دائما الأزياء المحتشمة في الشخصيات التي اجسدها وغير ذلك، فانا ارفض الادوار التي تتطلب مني العري، لذا أؤكد انه لا علاقة لتحجبي بغيابي عن الساحة الفنية ولن يكون سببا في ذلك. بماذا انشغلت نادية طيلة فترة غيابها عن الفن؟ - ككل النساء الجزائريات كنت مهتمة بعائلتي ومنزلي لاني ربة بيت. وأود الاشارة فقط الى ان غيابي لم يكن بشكل كلي حيث شاركت في عمل مسرحي منذ 03 سنوات بالمسرح الجهوي لقسنطينة من خلال مسرحية ''البوغي'' لمخرجها حسان بوبريوة، بالاضافة الى مشاركة لا باس بها في المسلسل الدرامي قلوب في صراع للمخرج نزيم قايدي وغير ذلك. فغيابي لم يكن بإرادتي فربما لم يكن هنالك دور يليق بي، ما دفع بالمخرجين الى الاستغناء عني. لاحظنا في السنوات الأخيرة ظاهرة تحجب العديد من الفنانات الجزائريات على غرار الفنانة القديرة فتيحة سلطان ونسيمة بن موهوب وأسماء جرمون وغيرهن ..غير ان هذا الحجاب خلق نوعا من القطيعة بين فناناتنا والمنتجين والمخرجين. ما تعليقك ؟ - من يفكر في استبعاد أي فنانة عن الشاشة لانها تحجبت فهو مخطئ لأقصى الحدود، لأن ذلك مساس بشخصية الإنسان واعتداء على حريته الفردية لان الالتزام بالدين امر شخصي بين الإنسان وخالقه، وفي نفس الوقت ديننا يحث على العمل لان هذا الاخير عبادة. فكيف يحرم الانسان من العمل لانه اتبع طريق الله وتحجب خاصة أنه لا يرتكب المحرمات بادائه دورا محترما ومقبولا؟ ولذلك أتمنى التخلي عن هذه الافكار الخاطئة والتعامل مع الفنان بشكل موضوعي. هل يمكن اعتبار الحجاب خطوتك الاولى نحو الاعتزال؟ - في الوقت الحالي لا افكر في الاعتزال خاصة مع زيادة الطلب على ظهوري من قبل الجمهور، فمادمت بصحة جيدة فلن ابخل عليه بذلك، إلا ان الوقت اللازم سيأتي للتفكير في ذلك. لذا افضل ان اعيش كل مرحلة في وقتها، وحين احس انني لم اعد قادرة على ذلك ساعلن اعتزالي عن الفن. ما تقييمك لواقع الممثلات الجزائريات؟ - لو طرح علي هذا السؤال من قبل لأجبت عن معاناتنا الفعلية لان اختيار المراة للتمثيل في السابق كان صعبا جدا لدرجة انها تصبح منبوذة من طرف عائلتها، ما ادى الى قلة العنصر النسوي في المسرح سابقا اذ يمكن تعدادهن على اصابع اليد من امثال نورية ووهيبة وكلتوم...الخ. ونتيجة ذلك اضطر الرجال لأداء الادوار النسوية في الروايات المسرحية. لكن بعد سنة 1964 وفتح المسرح الوطني الجزائري أصبحنا نفرض وجودنا شيئا فشيئ. أما في الوقت الحالي فمشاكل الممثلات الجزائريات تكمن في الأمور العائلية والقيام بالواجبات الاسرية، ما يجعله اما خيار صعب اما الاستقرار العائلي او المشوار الفني هذا على الصعيد الشخصي. اما مهنيا فمثلهن مثل الرجال لا فرق بينهم. لكن لو قارنا وضعنا كممثلات جزائريات بنظيراتنا في البلدان العربية او الغربية فنحن ابعد بكثير عن وضعهم المادي المريح عكس ما نعانيه في الجزائر. لو لم تكوني ممثلة فماذا كنت ستختارين في حياتك كمهنة؟ - ساكون جد صريحة معكم لذا سأقول إنني لا ارى نفسي في مهنة اخرى او مجال آخر غير التمثيل، وخير دليل على ذلك بدايتي المبكرة في هذا المشوار مباشرة بعد الاستقلال وعمري لا يتجاوز 15 سنة، فأنا اعشق هذا الفن حتى النخاع.