أواصل درب جدي الحاج محمد الطاهر لكن بأسلوبي الخاص شارك المغني الشاب عدلان الفرقاني في العديد من الحفلات على مستوى ولاية قسنطينة وخارجها ، منذ ظهوره أمام جمهور المالوف العريض سنة 2008 عندما أسس فرقته المكونة من عازفين شباب و والده الذي يرافقه تقريبا في كل أعماله . كما ظهر على الشاشة الصغيرة في العديد من المناسبات والحصص التلفزيونية رفقة جده عميد المالوف الحاج محمد الطاهر الفرقاني الذي يقدمه دائما على أساس أنه الوريث الشرعي للثروة الفنية للعائلة. للمغني الشاب عدة مشاركات ضمن جمعيات المالوف كجمعية مسك وفن من مدينة قالمة ، التي رافقها إلى عدة ولايات من الوطن ، حيث يقول أنه لاقى دعما وتشجيعا كبيرين من رئيس الجمعية محمد الهاشمي تونسي ، خصوصا وأنه كان يشارك ضمن الجمعية وهو لم يتجاوز ربيعه ال15، فضلا عن حضوره القوي في جمعية الفن و الأدب لمدينة البليدة طيلة خمس سنوات تقريبا. عن بداياته قال عدلان الفرقاني في لقاء بالنصر ، بأنه نشأ في عائلة لم تكن يومياتها تخلو من العزف والموسيقى، فهو حفيد الفنان محمد الطاهر فرقاني، عميد المالوف بالجزائر، ويقول أنه بدأ تعلم الموسيقى عندما كان في الثامنة من عمره ، انطلاقا من تعلم العزف على الآلات على يد جده ووالده ، دون أن ينسى ذكر الفنان المرحوم محمد بوشارب المعروف في قسنطينة باسم "فاتي" الذي لقنه أسس العزف الأولى على آلة الدربوكة الإيقاعية ، ثم انتقل إلى تعلم الموندولين رفقة شقيقه على يد والدهما نصر الدين الفرقاني ، المصنف كأحسن عازف على هذه الآلة بمدينة قسنطينة، إلى أن بدأت علاقة الحب بعد ذلك تنشأ بينه وبين آلة العود وهو في سن 11 سنة ، إذ شرع بتعلم العزف عليه قبل أن يدخل عالم الغناء بعد ثلاث سنوات من ذلك ، بالإضافة إلى إتقانه لآلة الكمان ومشاركته بها في بعض الحفلات . كشف صاحب ال 21 ربيعا،الذي يتابع دراسته بجامعة قسنطينة ، بأنه يحرص على تقديم برنامج متنوع لجمهوره من الطابع القسنطيني، مؤكدا بأنه يعمل على المحافظة على تراث المالوف والاسم الفني لعائلته ، معتبرا الأمر واجبا بالرغم من صعوبة التوفيق بين الدراسة والموسيقى ، إلا أنه يجتهد لمواصلة الدرب الذي بدأه جده ولكن بأسلوبه الخاص . كما أكد بأن الاسم الفني ليس كافيا لبلوغ النجاح ، حيث أن العمل والاجتهاد هما السبيلان الوحيدان لبلوغ الهدف ، مشيرا إلى وجود موسيقيين أمضوا عقودا من حياتهم ولكنهم لم يصلوا إلى درجة كبيرة من الإتقان، مستنكرا انتقادهم للفنانين الشباب، ودعاهم إلى إعطاء قيمة للفن والمحافظة على الشكل الأصلي للمالوف وعدم مزج الآلات العصرية به، داعيا أيضا في نفس الوقت المسؤولين إلى تشجيع الشباب وعدم إصدار الأحكام المسبقة عليهم. رد عدلان على الذين يتهمون عائلة الفرقاني بأنهم يحتكرون فن المالوف بأن جميع فناني هذا اللون استلهموا من أسلوب الحاج محمد الطاهر فرقاني ، بفضل الأسطوانات الكثيرة التي طرحها في السوق، دون ينسى الشيوخ الذين سبقوه ، وهذا باعتراف الفنانين وليس قوله هو، بالرغم من أنه لم ينف وجود مغنيين استطاعوا أن يصنعوا أسلوبهم الخاص، مشيرا إلى سليم فرقاني الذي التزم بالأسلوب الأصلي للمالوف بغرض المحافظة عليه. الفنان ( في نظره ) هو من لا يمارس هذه الموسيقى لتحقيق الربح المادي أو الشهرة ،ويعتبر نفسه من أنصار مقولة الفن للفن، حيث يلاقي دائما رسائل إعجاب من المستمعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، ولم يخف اهتمامه بالدراسة التي ينوي أن يصل فيها إلى أعلى المراتب ، كاشفا بأنه بصدد التحضير لأسطوانة متنوعة من طابع المالوف سينتهي من اعدادها قريبا.