قسنطينة تفقد سكانها كل موسم اصطياف لانعدام برامج ترفيهية جذابة تحولت مدينة قسنطينة مباشرة بعد عيد الفطر إلى مدينة شبه خاوية من المارة في وضح النهار، نظرا للتنقل الجماعي لسكانها صوب المدن الساحلية في غياب النشاطات الترفيهية و المرافق السياحية بها. الأسر القسنطينية تفضل قضاء عطلتها السنوية في مدن ساحلية عديدة ،على غرار بجاية و عنابة و جيجل و سكيكدة و القل ... التي تستقطب أعدادا كبيرة منها ، و ذلك في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات عالية ، مما جعل البقاء في قسنطينة صعبا هذه الأيام . هذا ما انعكس على الصورة العامة لعاصمة الشرق الجزائري إذ أن شوارع وسط المدينة تكاد تكون خالية من المارة عكس ما تشهده المدن الساحلية المكتظة بالزوار. الملاحظ أن العديد من العائلات القسنطينية التي ربما لا تسمح لها إمكانياتها المادية قضاء عطلتها على الشاطيء و ما يترتب عن ذلك من إيجار بيت أو فندق و مصاريف أخرى عديدة ، تشد الرحال صوب أرياف وقرى جبلية ، خاصة في مرتفعات الأوراس الحدودية بين ولايات بسكرة ، باتنة و خنشلة لتقيم لدى الأهل و الأقارب . كما أن المؤكد أيضا غياب برامج ترفيهية ثقافية و فنية و سياحية لموسم الصيف ،خاصة بالنسبة لشهر أوت الذي يتزامن مع عطلة التلاميذ و معظم الموظفين، جعل من الصعب بقاء الأسر القسنطينية في الولاية ، إذ لوحظ وجود أحياء بكاملها خالية من المارة . ورغم أن ولاية قسنطينة تحتوي على إمكانيات طبيعية وعمرانية و سياحية كبيرة من المفروض أن توفر لها فرص اغراء سياحي يسمح باستقطاب السياح وإنجاح موسم الاصطياف إلا أنها لم تستغل كما يجب مما جعلها ولاية للأشباح في أوج موسم الاصطياف. ينضاف إلى ما سبق عدم توفر مسابح مفتوحة لاستقبال المواطنين ، مما دفع بكثير من الأطفال إلى السباحة في نافورات المياه التي تشكل خطرا على صحتهم و سلامتهم و حتى على حياتهم . مدير السياحة لولاية قسنطينة قال لجريدة النصر في اتصال هاتفي، بأن السياحة الشاطئية ساهمت في قتل موسم الاصطياف في مدينة قسنطينة خاصة مع رغبة الكثيرين من سكان الولاية في التواجد بمحاذاة البحر. تجدر الإشارة الى أن الإدارات العمومية تشهد شللا شبه كامل مع دخول شهر أوت ، كون معظم موظفيها دخلوا في عطل سنوية ، وهو ما يعيق سير النشاطات الإدارية و الاجتماعية بشكل طبيعي، هذا ما زاد في ركود المدينة وبلدياتها . الكثير من المحلات التجارية هي الأخرى تغلق أبوابها مع اشتداد درجات الحرارة عند وقت الظهيرة وذلك لعدم وجود زبائن فانعكس سلبا على نوعية الخدمات التجارية بالولاية .