كيف كانت بداياتك الأولى مع هذا الفن؟ وما هي أهم القصص التي كنت تشتغل عليها؟ لقد أعدت كتابة العديد من الحكايات التي كانت ترويها لي أمي، وانتقلت من حكايات أمي ''الأمية'' إلى تشكيل مجال متخصص بالحكاية الشعبية، وقد عملت، كثيرا، مع ترجمة ''ماشهو تلمشاهو'' والتي تمثل 8 قصص للكاتب الكبير مولود معمري، كما عملت على ''ليالي سبتمبر'' لبشير حاج علي، وكانت لي تجارب فنية أخرى مع المخرج بلقاسم حجاج الذي عملت معه كمساعد مخرج في العمل الفني ''سائق الطاكسي في بلعباس'' وغيرها·· وإلى جانب ذلك، بقيت حكايات ''الحمامة البيضاء'' و''سليمة بنت اللحام'' لسنوات عديدة معي، إلى جانب ''السمكة الذهبية''· ما هي الأهداف التي تصبو إليها من خلال فن ''الفوال''؟ الحكواتي أو ''الفوال''، يستهدف كل فئات المجتمع من أطفال وكبار ورجال ونساء، وفي مسيرتي الفنية كنت، دائما، أرغب في الدفاع عن الأمازيغية والعربية الشعبية، وكما يقول مولود معمري، في إحدى أعماله، الحكاية ضرورية من أجل تسجيل الفن الشفوي، فالكلام يسافر عبر الزمن وإن لم يهتم به، فإننا سنفقد جزءً من ثقافتنا، فالحكواتية جزء من ذاكراتنا والحكواتي يعتبر مخزن وذاكرة المستقبل· ما هي اللغات التي توصل بها هذه الذاكرة الشعبية الشفوية؟ أستعمل اللغة الفرنسية، كثيرا، وذلك من أجل التعريف بذاكرتنا الثقافية عبر مختلف البلدان، واللغة الفرنسية هي الوسيلة التي تمكنني من التعرف على بعض الحكايات المكتوبة بالأمازيغية مثلا، لأنني لا أفهم هذه اللغة كثيرا· ما هي المعايير الأساسية اللازمة من أجل ممارسة هذا الفن؟ أساس الحكاية هو النص، والحكواتي هو الجسر الرابط بين ما هو مكتوب وما هو شفوي، والمهم بعد النص هو طريقة الإلقاء، وليكن الحكواتي مرفوقا، في بعض الحالات، بآلات موسيقية· ما هي المشاكل التي تواجه فن الحكواتي في الجزائر؟ بالرغم من أهمية هذا الفن، إلا أنه لا يلقى الإهتمام اللازم، وقد اختفى في إحدى الفترات، ولكنه يعود، الآن، ليفرض نفسه، وقد يرجع ذلك إلى عدم استفادته من التموي والتكوين، فأنا، مثلا، لم أتلق العون المادي من أي مؤسسة جزائرية، عدا مسرح ومديرية الثقافة لولاية سيدي بلعباس، ولكنني فرضت نفسي، وقد كان هدفي أن أطور فن الحكاية في بلدي، وقد أردت أن ألقى الاهتمام في الجزائر قبل أن يكون ذلك في الخارج· ما الذي يجب القيام به من أجل النهوض، ثانية، بهذا الفن؟ أنا أدعو المسؤولين إلى الإعتراف بفن الحكواتي وتقديره باعتباره فنا كاملا، وإلى تعميم وجوده في المؤسسات التربوية خصوصا، وتخصيص التمويل اللازم لهذا الفن، وتشجيع المواهب والإبداعات الخاصة بفن الفوال أو الحكواتي· هل رسخت هذا الفن في ما هو مكتوب (أي في كتابة أو رواية)؟ أجل، لدي ثلاثة كتب باللغتين الفرنسية والعربية الشعبية، وقد كتبها بالفرنسية، الكاتب ''دانيال لودوك'' وترجمتها أنا إلى العربية، وقد نشرتها لي دار النشر الفرنسية ''أرناتون''، ومن بين الحكايات التي وردت في هذه الأعمال أذكر ''حجر الفمرة''، ''لقاء القزم والعملاق''، ''الرجل اللي كان يشوف الليل''، ''مرآة الماء'' و''مفتاح السعادة''، وكلها، قصص تحمل قيما أخلاقية وإنسانية من تضامن وأخوة وتعاون وغيرها من الأخلاق الحميدة التي تحملها هذه الحكايات· ما الذي يمكن للمهرجان الثقافي الإفريقي أن يضفيه لهذا الفن؟ الأفارقة، عموما، يهتمون، كثيرا، بهذا الفن الذي يسمى عندهم ''الفريو''، ومثل هذه المناسبات تسمح لنا بفتح فضاء للتبادل والتعاون والتعرف على الثقافات الإفريقية الأخرى من أجل الإستفادة من بعضنا البعض والإعتناء بهذا الفن الذي يحمل ذاكرة الشعوب· هل لك أن تحدثنا عن تجربتك المسرحية مع فرقة ''دبزة''؟ لقد كنت مع ''دبزة'' في الفترة من 1981 إلى ,1983 وقد كانت مدرسة كبيرة بالنسبة لي، حيث منحتني الخبرة، فقد تكونت هذه الفرقة من أشخاص ينتمون إلى مختلف مناطق الوطن، وقد تعلمت من كل واحد منهم، وتعرفت على مختلف الثقافات التي تميز بلدنا· هل من مشاريع جديدة؟ أعمل، حاليا، على نص بعنوان ''سبع حكايات مكرّة''، وهي عبارة عن حكايات شعبية أبحث لها عن ناشر، هنا، في الجزائر·