البلدية و المواطن يتبادلان التهم حول انتشار القمامة والردوم تشهد مدينة تبسة زحفا للردوم و انتشار ملفت للقمامة وذلك بالعديد من الأحياء. الظاهرة لم تعد بحاجة إلى تأكيد أو دليل اثبات . حيث يقف الزائر لهذه المدينة على تلك الشواهد الحية التي أثرت سلبا على أحياء وشوارع المدينة العتيقة ، والتي هي بوابة حدودية وواجهة لصورة الجزائر . يرمي المواطن الكرة في مرمى البلدية محاولا تحميلها مسؤولية الرمي العشوائي وعدم رفع القمامة في حينها بعدد من الأحياء . على النقيض من ذلك تحاول الإدارة المعنية تذكير الطرف الأول بجزء من واجباته في هذا الأمر وتؤكد أنها مسؤولية تشاركية وعلى الطرفين العمل معا جنبا إلى جنب بمعية الجمعيات ورؤساء الأحياء لتحسين عمليات الرفع وتجميل وجه «تيفاست»بكل ما هو جميل وخاصة خلال هذه الأيام التي تعرف ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة.المواطنون الذين اتصلنا بهم في بعض الأحياء يحملون المسؤولية لعمال البلدية الذين حسبهم يتقاعسون أو لا يستطيعون رفع القمامة المطروحة يوميا والتي ارتفع حجمها خلال السنوات الأخيرة بشكل لافت في ظل تنامي عدد السكان وتحسن الاطار المعيشي وظهور أحياء جديدة . شاحنات النقل المخصصة لرفع النفايات كما يضيفون لا تمر بانتظام عبر أحيائهم ، الأمر الذي يؤدي إلى تكاثر وتراكم القمامة وتدهور المحيط... وما ينجم عن ذلك من تكاثر للبعوض والذباب والكلاب والقطط المشردة ...الخ . فيما يبرر آخرون اللجوء للرمي العشوائي للنفايات المنزلية بعدم وجود حاويات كافية لتأمين هذه العملية أو أماكن مخصصة لذلك ، وهو ما يدفع ببعضهم إلى رميها حتى في المناطق الأثرية. بلدية تبسة ، ذكرت على لسان رئيس مجلسها بأن عملية رفع القمامة تسير بالشكل العادي وما يحدث من تأخر في رفع النفايات المنزلية قد يكون مؤقتا أو مرتبطا بالعطل أو برميها بعد مرور الشاحنات وآليات الرفع المخصصة لذلك . وأشار رزق الله بوقصة في هذا الإطار إلى أن مصالحه جندت 53 شاحنة وآلة وجرار وجارفة للعملية بهذه المدينة التي توسعت عمرانيا . وتمكنت الآليات المسخرة لهذا الغرض من رفع ما معدله 186 طنا يوميا من النفايات المنزلية المختلفة فضلا عن الردوم. هذه الأخيرة التي أصبحت هاجسا حقيقيا لمصالح البلدية ، لما باتت تشكله من أعباء وأثقال مكلفة عند رفعها . لقد تم تجنيد 188 عاملا خصيصا لهذا الشأن بالذات . بالإضافة إلى العشرات من العمال الآخرين في إطار الشبكة الاجتماعية .قصد تحسين عمليات الرفع قامت البلدية بتوزيع تعدادها من المنظفين على الأحياء حسب الكثافة السكانية، كما برمجت مواقيت ثابتة لمرور المركبات والشاحنات وذلك لتفادي أي تأخير في رفع القمامة. واستنادا دائما لما أكده رئيس البلدية فإنها ، أي البلدية ، لم تكتف بهذه الخطوات ، بل عمدت مصالحه إلى ابرام اتفاقية مع مركز الردم التقني لرفع النفايات المنزلية بعدد من الأحياء على غرار حي فاطمة الزهراء .. كما أعدت استشارة لرفع النفايات المنزلية مع أحد الخواص لتطهير أحياء 600 و 200 مسكن والوئام 1 و 2 . وينتظر تجديد عقود 30 فرقة للجزائر البيضاء لتدعيم جهود البلدية في مجال النظافة .. مع العلم أن 64 فرقة للجزائر البيضاء تعمل حاليا إلى جانب عمال البلدية على تأمين عمليات رفع النفايات المنزلية. كما خصصت المصالح المكلفة بالنظافة بالتنسيق مع المديريات ذات الصلة والولاية عدة وسائل مادية أخرى وذلك لمواجهة الطلب المتزايد وخصوصا صيفا . تجدر الاشارة أن هذه المنطلقات تأتي أيضا تطبيقا لتوجيهات والي الولاية الذي كان قد أشرف على سلسلة من الاجتماعات بداية الصيف الجاري لرسم خارطة طريق تعيد الاعتبار لمدينة العربي التبسي ومالك بن نبي، والعمل على تحسين واجهة المدينة . والي تبسة كان قد شدد في خرجة فجائية ، للحدائق والمساحات الخضراء بمدينة تبسة تحضيرا لموسم الاصطياف على ضرورة متابعة هذه المرافق والفضاءات والعمل على صيانتها دوريا بما يسمح باستمرارها . و كان يومئذ قد خاطب المسؤولين المحليين المكلفين بتسيير القطاعات ذات الصلة بمناسبة انطلاق تظاهرة « تبسة عاصمة للسياحة الثقافية « بقوله : لم تبق أمامكم من الآن مبررات تتحججون بها في ما يخص نظافة المحيط ورفع القمامة . وأشار في ذات التدخل إلى أن ما تم توفيره من إمكانيات مادية وبشرية يسمح بتوفير أجواء مريحة للعائلات التبسية ومن ثمة قضاء صيف هادئ ودون منغصات أو مشاكل . وذكر الحضور بأن هناك ملتقى دوليا ينتظر تنظيمه في إحدى المدن المتوسطية وعلى مدينة تبسة أن تتهيأ من الآن لهذا الحدث . يؤكد المسؤولون أن إعادة ترميم وجه مدينة تبسة عملية جماعية معقدة ولن تنجح هذه المهمة إلا بالقضاء على المياه الراكدة التي تعتبر البؤر المناسبة لتكاثر البعوض وكذلك تفهم المواطن وانخراطه في عمليات النظافة والمساهمة فيها بفعالية . للتذكير كان البرنامج المصادق عليه في إطار التحضير لموسم الاصطياف من طرف بلدية تبسة وبالتنسيق مع بعض المديريات عدة عمليات ، منها صيانة المصابيح الكهربائية وتنظيف البالوعات وتسخير 65 شاحنة و24 جرارا وعدة حاويات متنقلة لنظافة 26 حيا بعاصمة الولاية. الجموعي ساكر