أطلقت بشأنها الأرصاد الجوية دراسة لتحديد أسباب الظاهرة ارتفاع غير مسبوق للرطوبة ينغص حياة المرضى المزمنين بتبسة يشتكي سكان ولاية تبسة عموما خلال هذه الصائفة من ارتفاع درجات الحرارة وصعود غير مسبوق لمعدلات الرطوبة وخاصة بمدينة تبسة،إذ سجلت المصالح المختصة في هذا المجال ارتفاعا محسوسا في نسب الرطوبة . وقد فرض هذا الزائر الجديد على السكان حظر التجوال وخصوصا في النهار،ولم يكن مرحبا به كذلك ليلا لدى العديد من العائلات التبسية التي يضطر عدد من أفرادها إلى اللجوء إلى المكيفات لإضفاء أجواء مريحة على بيوتهم ،فيما يضطر آخرون الى الصعود فوق أسقف منازلهم لتفادي لسعات الحرارة واختناقات هذه الرطوبة وخاصة بالنسبة للمرضى المزمنين وأولئك الذين يعانون من أمراض تنفسية. ويؤكد المواطنون وحتى المختصون أن نسبة الرطوبة في الأجواء التبسية قد شهدت هذه السنة ارتفاعا محسوسا وخلقت عدة صعوبات وخاصة بالنسبة للمصابين بالأمراض التنفسية،ويعترف البعض الآخر بصعوبة التأقلم مع الزائر الجديد الذي فرض على أكثريتهم حظر التجوال والاستحمام لإزالة العرق المتصبب باستمرار ودون بذل أي جهد،واختلف هذا الطرف أو ذاك في تحديد أسبابها،فمنهم من ربطها بتبخر مياه بعض السدود والمجاري المائية ومياه التسربات،ومنهم من ربطها بغرس أشجار ونباتات جديد وافدة على الولاية،فيما اجتهدت آراء أخرى في أسبابها معللة تواجدها بالولاية بعدة أسباب على غرار تلوث البيئة وظاهرة الاحتباس الحراري وغيرهما. وأكد مصدر مطلع من مصلحة الرصد الجوي بتبسة أن إدارة هذه المصلحة قد شرعت في متابعة هذه الظاهرة التي عرفتها المدينة في العامين الأخيرين،وشرعت المصلحة في اطلاق دراسة تفصيلية علمية في هذا المجال للوقوف على أسباب ارتفاع معدلات الرطوبة ورصد تلك المتغيرات من ساعة لساعة ومن شهر لشهر ومن فصل لفصل ومن سنة لأخرى،إذ دلت الأرقام المستقاة من مصلحة الأرصاد الجوية أن معدل الرطوبة قد شهد صعودا بين 10 و15 بالمائة خلال هذه الصائفة،كما عرفت الأجواء التبسية ارتفاعا في نسبة الرطوبة صيف العام الماضي. وأحصت الادارة المعنية في العشر الأيام الأولى من شهر أوت الجاري معدل رطوبة 42 بالمائة،فيما لامست 44 بالمائة شهر جويلية الفارط و51 خلال شهر جوان الأخير،واستبعدت المصادر ذاتها ربط هذه الرطوبة المرتفعة بتبخر مياه السدود والحواجز المائية المنجزة حديثا بالولاية على غرار سد الصفصاف الذي يبعد بنحو 60 كلم من عاصمة الولاية من ناحية ولعدم تأثر مناطق أقرب لهذا السد بالرطوبة من ناحية ثانية. كما أن متابعي الظاهرة قد يغوصون في حالة الجفاف التي عصفت بالولاية وغور المياه الجوفية وإعلان تبسة منكوبة بنسبة 70 بالمائة وهي عوامل إضافية قد تدحض الرأي الذي يقول بأن مياه هذا السد هي التي تتبخر وتتسبب في هذه الرطوبة التي حولت المناخ بعدما كان قاريا وجافا كما أن نسبة امتلاء هذا السد لا تتجاوز ال 30 بالمائة ونسبة التبخر الحالية قد لا تدعم الرأي الذي يحمل السدود هذه الوضعية. الجموعي ساكر الونزة أحياء تغرق في برك المياه المتسربة وأخرى تشكو العطش خلفت التسربات المائية التي تعرفها مدينة الونزة « 90 كلم شمال ولاية تبسة « حالة من الاستياء الكبير لدى السكان، حيث تتحول المدينة إلى مجار من المياه والبرك كلما تم توزيع هذه المادة الحيوية على الأحياء، في الوقت الذي تعرف فيه بعض أحياء المدينة ندرة حادة في مياه الشرب سيما في هذه الأيام الحارة ، كما هو الشأن لأحياء الوئام والزوابي وغيرها ما من الأحياء التي تعرف تقصا حادا في التمون بالماء طال أمده وزادت معه المتاعب . وقد أقر القائمون على مصلحة الجزائرية للمياه على مستوى البلدية بوجود هذه التسربات ، والتي تزداد يوما بعد يوم ، وأرجعت ذلك إلى قدم شبكة توزيع المياه بالمدينة التي لم تعد صالحة لاهترائها تماما ، وبخصوص شبكة المياه الجديدة التي تم إنجازها منذ مدة وخصص لها غلاف مالي ضخم، وكان من المفترض أن تدخل حيز النشاط ليتم توزيع المياه بواسطتها ، فقد أكد مسؤولو المصلحة أنها لا تزال في طور التجربة وأنها تعاني هي الأخرى من التسربات ، التي يقوم المقاولون بحصرها ومن ثمة إصلاحها ، بينما يأمل المواطن أن تعرف هذه المشكلة حلا سريعا، ليودع المواطن معاناته مع أزمة الماء التي ظلت تلازم سكان عاصمة الحديد منذ عقود طويلة من الزمن ، خاصة إذا علمنا أن سكان مدينة الونزة يوجهون أكبر كمية من الماء التي يتزودون بها للغسيل نتيجة الأتربة التي ينفثها مركب الحديد على مدى ساعات اليوم والليل عليهم. وبغرض القضاء على أزمة مياه الشرب بالمدينة المنجمية أكد لنا إطار بمديرية الموارد المائية أنه تم تخصيص غلاف مالي بقيمة 300 مليون دج لتحديث وعصرنة شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب التي تمون عديد أحياء مدينة الونزة ، وأوضح ذات المصدر بأن هذه العملية انطلقت في الجزء العلوي لهذه المدينة التي سجلت منذ حوالي شهرين صعوبات في التزود بالمياه الصالحة للشرب جراء قدم قنوات الشبكة، مضيفا بأن الأحياء التي ستستهدفها هذه العملية تضم حوالي خمسة آلاف عائلة ،وأشار ذات المصدر إلى أن بلدية الونزة تتمون منذ مطلع السنة الجارية عن طريق قناة الماء الشروب التي تم تجديدها مؤخرا انطلاقا من سد عين الدالية الواقع بولاية سوق أهراس، مذكرا بأن هذه العملية تطلب استثمارا بقيمة مالية تزيد عن 5,6 مليار د.ج ،وقد تم تمديد هذه القناة كذلك إلى غاية منطقة لعوينات ، وذلك بطاقة 6آلاف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يوميا ما سمح بتلبية حاجيات سكان هاتين المنطقتين من الماء الشروب . للإشارة فقد استفاد قطاع الموارد المائية بالولاية برسم البرنامج الخماسي 2010-2014 بغلاف مالي معتبر موجه أساسا إلى تدعيم الجهود الرامية إلى تحسين التموين بالمياه الصالحة للشرب بهذه الولاية التي يفوق عدد سكانها 700ألف نسمة.