"نماذج بشرية"كتاب للأديب الشهيد، أحمد رضا حوحو، صدر هذا الأسبوع، عن منشورات السلسلة الشهرية لمجلة الدوحة/ عدد سبتمبر. الكتاب صدر احتفاء بأدب وسيرة حوحو، ومعروف عن مجلة الدوحة، إصدراتها الشهرية المختلفة، في الأدب والفكر، والفلسفة والتاريخ والدراسات، وقد احتفت في أعداد سابقة برموز فكرية وأدبية عربية كثيرة، وارتأت أن يكون المحتفى به لهذا الشهر والمُكرّم، هو الكاتب والأديب الجزائري الكبير أحمد رضا حوحو، وقد اختارت من بين مؤلفاته الكثيرة، إعادة طبع كتابه "نماذج بشرية". الكتاب في طبعته القطرية، قدم له الكاتب والمترجم الجزائري سعيد بوطاجين، وقد أفاض في المقدمة، بكثير من الاحتفاء والانصاف والتبجيل. وقد جاء على ظهر الغلاف، مقتطف من المقدمة التي خطها بوطاجين:"لهذا الكتاب منافعه الكثيرة كمدوّنة عكست تقليداً أدبياً ظهر في شمال إفريقيا في الخمسينيات، وفي ظل حصار استعماري كاد يقضي على مقوّمات الأمة بعد احتلال دام 132 سنة من التعذيب والتقتيل والتدمير والمحو: الكتابة في ذلك الوقت المؤلم هي-في حَدّ ذاتها- إنجاز وانتصار كبيران ليس من السهل تحقيقهما، وهنا مكمن قوة الأديب الشهيد رضا حوحو". المقدمة تعرض من خلالها الدكتور بوطاجين، لشيء من بيوغرافيا الكاتب، والفترة التاريخية التي عاش فيها مع مقاربة لتجربته، كما خصص جزءا منهال "نماذج بشرية" ووضع لذلك عنوانا بارزا في المتن، مشيرا إلى كل العناوين والموضوعات الواردة فيه. وهناك جانب خاص بشخصية رضا حوحو ومنجزه سرده بوطاجين على مدار أكثر من 3000 كلمة. وجاء في سياق حديثه عن "نماذج بشرية": "كُتبت هذه النصوص المتنوعة منذ قرابة ستين سنة، وهو وقت كاف لتغير الأذواق والأدوات النقدية والمقاربات، لذلك من الأنسب أن نأخذ في الحسبان نقاطا مفصلية قبل تقديمها للقارئ الكريم: زمان الكتابة وزمان القراءة، إضافة إلى السياق وثنائية المُقيس والمَقيس عليه، وذلك تفاديا لأي إسقاط أو إجحاف قد يُلحقان ضررا بكتابة عبرت عن انشغالات بالأدوات التي كانت متاحة في زمانها". بوطاجين قال أيضا أن "نماذج بشرية" كتاب يستحق أن يقرأ لمجموعة كبيرة من أفضاله المميزة له، ذلك أن الكاتب قام بجهود مضاعفة لمراجعة جماليات القصة وجوانبها اللغوية كما عرفت في الجزائر، وهناك، إضافة إلى تجاوز المتواتر، رغبته في خدمة قضيته النضالية التي تبوأت انشغالاته مذ كان صغيرا: هناك، عبر العصور والأمصار، أدباء على المستوى الدولي ضحوا ببعض القيم الفنية للإعلاء من شأن قضاياهم الاجتماعية والسياسية والوطنية والإنسانية، وهم كثيرون. لذا، من المهمَ أن نولي اهتماما خاصا لهذه الاعتبارات، ثم إن المؤلف عاش في فترة قل فيها من يعرف القراءة والكتابة". الكتاب الذي صدر ضمن السلسلة الشهرية لمنشورات مجلة الدوحة (سبتمبر 2014)، يقع في 136 صفحة، والنصوص الواردة فيه، تعالج قضايا اجتماعية وثقافية وسياسية ودينية متنوعة. يذكر أن أن الطبعة الأولى للكتاب صدرت، عن سلسلة كتاب البعث، عام 1955 بتونس، بعدها صدر في طبعات أخرى، جزائرية ومصرية.