يجذر بالمشوار الأدبي و النضالي لرضا حوحو أن يحظى بمعرفة أفضل وأن يثمن مساره بشكل أحسن حسب ما صرح بذلك الروائي و الجامعي المعروف واسيني لعرج لوأج . واعتبر لعرج غداة انعقاد ملتقى لمدة ثلاثة أيام بقسنطينة خصص لمؤلف" الحمار الفيلسوف" بأن الكثير من الجهد ما يزال مطلوبا في مجال معرفة وتثمين أعمال و مشوار الأديب حوحو حتى و إن كان الملتقى الأخير قد جمع عددا من المختصين المعروفين في مآثر الأديب الشهيد. ونوه واسيني لعرج، أحد أبرز المختصين في مسار " الأب المؤسس للأدب الجزائري باللغة العربية" بعدما خصه بمذكرته لنيل شهادة الماجستير وكذا فيلم تلفزيوني بما تحقق خلال هذا اللقاء " الهام جدا" الذي " سمح بالعودة للأصول الأدبية و الوطنية من خلال استعراض مشوار وحياة رضا حوحو الذي يضل مع ذلك معروفا بدرجة غير كافية مقارنة بمكانته في تاريخ الأدب الجزائرية". وبعدما ذكر بأن الرواية التي كتبها رضا حوحو سنة 1947 بعنوان " غادة أم القرى" شكلت انطلاقة وميلاد الأدب الجزائري الروائي باللغة العربية أشار الروائي واسيني لعرج إلى أن هذا الرائد الأدبي قد أحدث ثورة حقيقية في اللغة العربية التقليدية التي كانت مستعملة آنذاك". "ففي فترة صدور هذه الرواية التأسيسية (غادة أم القرى) كانت اللغة العربية المستعملة بالجزائر مرتبطة كثيرا بالجانب الديني وشديدة التقليد"، حسب هذا الأديب الذي نوه بما قدمه رضا حوحو في هذا المجال " حيث أنه خلص هذه اللغة من الثقل القديم ومن الطابع الكلاسيكي من أجل انتشارها أفضل في المجتمع". ومن جهة، فإن الهجاء و النقد المستعمل سمحت لرضا حوحو في روايته بتمرير رسالته كمناضل وطني يعمل على إيقاظ الضمائر و الوعي من خلال استعمال سلاح الضحك ضد السلوكيات المتخلفة المنتشرة في المجتمع في نفس الفترة حسب واسيني لعرج. ومن جهته، اعتبر أحمد منور جامعي و ناقد أدبي مختص أنجز دراسة حول مسرح رضا حوحو بأن طبع أعمال هذا الملتقى كما وعدت بذلك مديرية الثقافة منظمة هذه الفعاليات سيكون من شأنه توفير مرجع معرفي حول رضا حوحو وأيضا حول الراحل الطاهر وطار الذي كان موضع اهتمام هذه الطبعة الأولى من حيث كونه أهم روائي جزائري جاء بعد الأب المؤسس رضا حوحو. وشكل تدخل الدكتور يوسف وغليسي من جامعة قسنطينة و المخصص لمقالات رضا حوحو المنشورة في جريدة البصائر " أحد أبرز الإضافات المقدمة خلال هذا الملتقى" حسب الدكتور منور إلى جانب ما تناولته دراسة نوار لعبيدي من جامعة الطارف حول مراسلات رضا حوحو . ومن شأن تجميع هذه الكتابات المنشورة على صفحات عدد من الجرائد أن يدفع بخطوات جديدة مهمة الإضاءة حول الكثير من جوانب هذه الشخصية الأدبية و الوطنية العظيمة كما أكد هذا الجامعي.