جزائريون يلجأون لمزارع الأجانب لنحر الأضاحي وتحضير الملفوف رغم أن الجزائريين يحتفلون بعيد الأضحى بطقوس و عادات متباينة من جهة لأخرى،إلا أن الجو العام يرفع المعنويات و يوطد العلاقات، حيث تبرز مظاهر التعاون والرحمة و تتدفق مشاعر الفرح ،خاصة وسط الأطفال، هذه الصور الجميلة تعود عليها الكثير من الجزائريين المتواجدين حاليا في ديار الغربة، قبل مغادرة وطنهم الأم،و يفتقدونها في المناسبات الدينية، لكن البعض منهم حاولوا إعادة رسم تلك الصور بمبادرات متنوعة، من جهة لتوفير ظروف احتفالية مناسبة ،و من جهة أخرى لغرسها في نفوس أبنائهم الذين ولدوا في الخارج. حاولت النصر التعرف على هذه المبادرات ونقلها. رضا: مزرعة "غوردون"الأمريكية تجمع الجزائريين يقول رضا الذي يقيم بالولايات المتحدة منذ سنوات،و تزوج هناك ورزق خلالها بولد،بأنه تعود بالاشتراك مع بعض الجزائريين المغتربين الذين يعرفهم لكراء جزء من مزرعة الأمريكي "غوردون"،حيث يشترون من عنده الكباش و يوفر لهم مكان النحر و ممارسة كل العادات والتقاليد الجزائرية،و يضيف رضا: "نديروا الشواء للملفوف و البوزلوف وغسل الدوارة، و كل الأمور التي كنا نقوم بها في الجزائر". يتم كل ذلك في جو تضامني و تآزري، وسط فرحة أطفالهم،الذين يتعرفون على دينهم وعادات أجدادهم و يربطهم أكثر بوطنهم. رضا يؤكد، بأن الجميع يقضي يوما جميلا في المزرعة ويترك جلد كبش العيد"الهيدورة" للعم "غوردون" و يعود مساءا مع أفراد أسرته و أسر أصدقائه إلى بيوتهم. و أوضح رضا بأن أمريكا تختلف عن أوروبا في سقف الحريات الدينية التي تضمنها و بالتالي فالمسلمون لا يجدون الكثير من الصعوبات في ممارسة شعائر دينهم، وفق القوانين المعمول بها. سامية من شمال فرنسا: اللجوء إلى المزارع لا يعني الاستفادة من الدوارة و البوزلوف بنوع من الأسى، تقول سامية التي تقضي عيدها الثاني في شمال فرنسا، بأن نكهة عيد الأضحى تركتها في بيت أهلها بتلمسان، حيث أن المسلمين قليلون بشمال فرنسا، و لا يوجد هناك سوى مجموعة من الجزائريين الذين تختلف طرق إحيائهم لهذه المناسبة، فمنهم من ينحر خفية كبش العيد في بيته، و يتخلص من كل البقايا خفية، ومنهم من يلجأ للمذبح و بيده رخصة حصل عليها من الهيئات المعنية، و رغم هذا لا يمكنه الحصول سوى على اللحم الصافي، دون أحشاء "دوارة" أورأس " بوزلوف" أو جلد "هيدورة". وتضيف سامية بأن المجموعة التي تذهب إلى مزرعة لنحر كبش العيد ، لا يمكن أيضا أن تأخذ معها إلى البيت "الدوارة" و"البوزلوف" و "الهيدورة".و الأدهى و الأمر في كل هذا،هو افتقاد "اللمة"، حول شواء العيد،و عدم التمكن في أغلب الأحيان ،حسب سامية، من رؤية الكبش حيا . وتشير في سياق حديثها ، بأن عادات و طقوس العيد ،أصبحت مرتبطة بالكهول والشيوخ في بلاد المهجر، و يغيب عنها الشباب إلا في حالات نادرة . لطفي من لندن :الجزائريون يتجمعون في منطقة العرب نفس الأجواء تقريبا يقضيها الجزائريون يوم عيد الأضحى بانجلترا، حيث يقول لطفي، بأن العائلات الجزائرية تلتقي يوم العيد بإحدى المناطق لنحر كباشها و ممارسة كل العادات و الطقوس في جو جميل، خاصة في ظل فرحة الأطفال الذين لا يعرفون تلك المشاعر الدينية، ويركز المتحدث بأن كل هذا يتم في ظل الالتزام بالقانون الساري المفعول هناك و الذي ينص مثلا على الحفاظ على نظافة المحيط وعدم إزعاج الآخرين وغيرها من الضوابط التي تجعل مثل هذه المناسبات تختلف في نكهتها عن ممارستها في الوطن. فتيحة جزائرية مقيمة بالباكستان :لا توجد كباش بالمنطقة الهندية فتيحة سيدة جزائرية ،تقيم بمنطقة البنجاب المسلمة ،منذ أكثر من 25 سنة، فهي متزوجة هناك، وتحاول ترسيخ العادات الجزائرية في أولادها ،من خلال بعض الأطباق التي تحضرها، والممارسات الدينية التي تحرص عليها، لكن، كما تقول، بالرغم من أن البلاد مسلمة ،لكن النحر في عيد الأضحى يكون في ثالث يوم بعد وقفة عرفات، ولم تجد تفسيرا لذلك.تضيف فتيحة، بأن الأضحية هناك ، ليست كبشا بل ثورا، أو عجلا صغيرا، ويتم التصدق بالكثير من لحمه، وأكل البقية وفق الطقوس الهندية. و تحاول محدثتنا تحضير "الدوارة" والشواء، على الطريقة الجزائرية، لكن من الصعب تطبيق بقية العادات المرتبطة بهذه المناسبة في بلادنا، مما يجعلها تشم رائحة عيد الأضحى و تستحضر طقوسه و ذكرياتها بمسقط رأسها ، عن طريق الانترنيت فقط، بالحديث مع أهلها عبر تقنية "سكايب". هوارية. ب