بات الاحتفال بالمناسبات الدينية وعلى الأخص يوم النحر الذي يحي ذكرى النبي إبراهيم ويظهر مدى استعداده للتضحية بولده إسماعيل إلى الله، هاجسا يخيف المواطن البسيط ويؤرقه ،نظرا لارتباطه الدائم بارتفاع أسعار المواشي وأسعار الخضر خاصة قبل أسبوع من موعده . العيد الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام قليلة دفع بالموظف الجزائري هذه السنة الى الاستدانة بمبلغ معين من الغير قصد اقتناء الأضحية التي تجاوز سعرها ثلاثون ألف دينار ، بغية تأدية السنة وإدخال البهجة في نفوس أطفاله وحتى التفاخر وسط جيرانه على الرغم من أنه غير قادر على ارجاع ماتم استلافه نظرا لمحدودية دخله . على الرغم من أن الجزائر تتوفر على حوالي 22 مليون رأس غنم حسبما صرح به وزير الفلاحة رشيد بن عيسى مؤخرا ،إلا أن سعر الكبش في ارتفاع مستمر ،حيث لم ينزل سعر الكبش العادي تحت عارضة30 ألف دينار، في حين تراوح سعر الأضحية الجيدة بين 60 و70 ألف دينار،بينما وصل سعر الأضحية الممتازة الى 180 ألف دينار، وهو مالايتوافق مع راتب المواطن المسكين الذي لايتعدى دخلة 20 ألف دينار،اذ يلجأ هذا الأخير عادة الى شراء كمية من لحم الغنم أو البقر أو حتى لحم الديك الرومي حتى يشعر بفرحة العيد هو وأهله ويعايش أجواء المناسبة. مع اقتراب يوم النحر يشرع من يرغب في إحياء السنة في شراء العديد من اللوازم التي ارتبطت على مر السنين بالتحضير لعيد الأضحى على غرار السكاكين المخصصة للسلخ والتقطيع إلى جانب الشواية المخصصة لشواء اللحم والفحم ،على الرغم من وفرتها في جميع البيوت الجزائرية إلا أن كل أسرة تفضل اقتناءها مجددا ،كما تلجأ ربة البيت إلى تحضيرعدد من أنواع الحلويات لاستقبال ضيوفها وتحليتهم بها يومي العيد ، ضف الى ذلك فانها تقوم بتزيين كبشها بحواشي ملونة وطلائه بالحناء على مستوى الرأس ليلة النحر، ليأتي اليوم الموعود ويلبس فيه معظم المسلمين جلاليب بيضاء ويتوجهون الى المساجد من أجل تأدية صلاة العيد ليقوموا بعدها مباشرة بذبح الأضحية ،حيث يقوم رب الأسرةبعملية الذبح أو يلجأ الى الاستعانة بالجيران أو أحد الأقارب في حالة عدم معرفته بذلك ،ليأتي بعدها دور المرأة التي لاتفارق مطبخها في تحضير ماطاب من أكلات تقليدية على غرار البوزلوف والدوارة .